وصل رئيس الوزراء الإيطالي ماسيمو داليما الى ليبيا أمس الاربعاء في مستهل زيارة هي الاولى التي يقوم بها رئيس حكومة من أوروبا الغربية لليبيا منذ 15 عاماً. ويمضي رويترز داليما ليلة واحدة في ليبيا يلتقي خلالها بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وتُوصف زيارة المسؤول الإيطالي بأنها "تاريخية" كونها تُعد مؤشراً الى فك العزلة الغربية المفروضة على ليبيا. ويُتوقع ان يكون داليما أجرى محادثات ليل أمس مع السيد احمد المنقوش امين اللجنة الشعبية العامة رئيس الوزراء والسيد عبد الحفيظ الزليطني وزير الاقتصاد والتجارة والسيد عمر مصطفى المنتصر وزير الخارجية. ويضع داليما اكليلاً من الزهور اليوم على نصب معركة هاني الذي يخلد ذكرى الذين قتلوا خلال ثورة في عام 1911 ضد ايطاليا التي كانت تستعمر البلاد. وتأتي الزيارة في وقت قال مسؤول أميركي كبير هذا الاسبوع ان بلاده لا تسعى الى تغيير النظام في ليبيا بإصرارها على إستمرار العقوبات الإقتصادية المفروضة عليها. لكنه أكد، في المقابل، ان واشنطن لا تتوقع أي تقدم مهم في العلاقات الليبية - الأميركية قريباً. وقال السفير رونالد نيومان، نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون شمال إفريقيا، في محاضرة القاها أول من أمس، ان بلاده ترى تغييراً نحو الأفضل في ليبيا مرده إمتناعها عن تقديم الدعم للإرهاب، وتسليمها مواطنيها المتهمين في قضية لوكربي للمحاكمة أمام محكمة إسكتلندية في هولندا. وقال نيومان في المحاضرة التي نظّمها "معهد الشرق الأوسط" ان "ليبيا ليست العراق ... إننا لا نسعى الى إبقاء العقوبات حتى يحصل تغيير في النظام في طرابلس. لقد رأينا تغييرات أكيدة في تصرفات ليبيا، خصوصاً إمتناعها عن دعم الإرهاب ودعمها المتزايد لعمليات السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا. نأمل ان تكون هذه التغييرات مؤشراً الى رغبة ليبيا في ان تتصرف بصفتها عضواً محترماً في المجتمع الدولي". وتابع المسؤول الأميركي ان الدعم الذي قدمته ليبيا سابقاً للإرهاب لا يزال يؤثر في صنّاع القرار في الولاياتالمتحدة. وقال ان ذلك يعني ان على ليبيا ان تبرهن بالأفعال ان حقبة دعمها الإرهاب وانخراطها في عمليات إرهابية باتت من الماضي، قبل ان تفكّر أميركا في تحسين العلاقات الثنائية معها. وقال ان تحسين العلاقات أمر ممكن تصوّره، لكنه لا يعتقد ان يمكن ان يحصل سريعاً. ولاحظ نيومان ان نشاط ليبيا في مجال إقتناء أسلحة كيماوية وأسلحة دمار شامل "إنخفض الى حد كبير"، لكنّه حذّر من إمكان حصول مثل هذا النشاط سراً بعيداً عن أعين الأميركيين. وفي هذا الإطار، دعا ليبيا الى فتح منشآتها، مثل مصنع ترهونة للأدوية، لتفتيش دولي. وقال ان هناك مؤشرات الى ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ربما ليس مهتماً بمعاودة رسمية للعلاقات مع الولاياتالمتحدة. وأوضح ان الأميركيين يتلقون من أطراف ثالثة ان الليبيين مهتمون بشراء معدات أميركية وعلاقة مع شركات نفط أميركية، لكنهم لا يتحدثون عن "علاقات ديبلوماسية" بين واشنطنوطرابلس.