بدأت في وقت متقدم ليل أمس القمة السعودية - المصرية التي ضمت خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك، في حضور ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز. ووصف الأمير سلطان الاجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس السوداني بأنها "اجراء داخلي"، مشدداً على ان "ما يهمنا هو طمأنة شعب السودان". وزاد في أول تعليق سعودي على الاحداث الأخيرة: "ليس من حقنا ان نتطفل على الاجراءات التي يقوم بها رئيس دولة في داخل بلاده. لكننا نتمنى الاستقرار والتآلف والإخاء للسودان الشقيق". وسئل عن المفاوضات السورية - الاسرائيلية، فقال: "كلنا أمل بأن تأخذ سورية حقها بالكامل وتعود اراضيها، وان تعود الاراضي العربية الأخرى في لبنان وفلسطين". ونوه بموقف الرئيس بيل كلينتون من المفاوضات، واعتبره "موقفاً مشرفاً لخدمة السلام، ونتمنى ان يستمر في هذه المواقف لانهاء قضية احتلال الاراضي العربية". وقال الأمير سلطان في مؤتمر صحافي عقب رئاسته ليل أمس اجتماع لجنة جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام ان اللجنة قررت منح الجائزة للأزهر الشريف إزاء جهوده في خدمة الاسلام. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن المفاوضات الحدودية بين الرياض وصنعاء خصوصاً عقب تصريح مصدر سعودي اول من امس أكد فيه ان الصحف السعودية لا رقابة عليها وان تناول بعضها لموضوع الحدود هو رد على ما نشرته وتنشره صحف اليمن من اساءات متعمدة ومتكررة للسعودية وشعبها، قال الأمير سلطان: "هذه سحابة صيف اثرتموها انتم واخواننا الصحافيون في اليمن الشقيق او في السعودية الكريمة ونأمل من جميع الصحف في اليمن او في السعودية ان تلتزم الآخاء والتعاون المثمر بين البلدين".وأقام الملك فهد حفلة عشاء تكريماً لمبارك الذي وصل الى الرياض ليلاً يرافقه وفد رفيع المستوى ضم وزير الاعلام صفوت الشريف ووزير الخارجية عمرو موسى والوزير عمر سليمان ورئىس ديوان رئاسة الجمهورية زكريا عزمي. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان المحادثات شددت على دعم موقف سورية في مفاوضاتها الحالية مع اسرائيل. وزادت: أن "الرياضوالقاهرة حرصتا على اتخاذ موقف يكون نواة لموقف عربي موحد يدعم دمشق، في سبيل التوصل الى اتفاق سلام مقنع بالنسبة إليها". وعلم ان المحادثات تناولت اضافة الى مسيرة السلام، الوضع في العراق خصوصاً بعد القرار الذي تبناه مجلس الأمن أول من أمس. وقال مصدر مطلع ان القمة ناقشت التطورات الأخيرة في السودان، وركزت على دعم الرياضوالقاهرة لموقف الرئيس عمر البشير من الأوضاع في بلاده. ولفتت المصادر إلى وجود اقتناع بأن رئيس المجلس الوطني البرلمان المنحل في السودان الدكتور حسن الترابي كان سبباً في توتير العلاقات بين الخرطوم ودول عربية عدة، وأن اتخاذ قرارات تقلص صلاحياته سيكون وسيلة مهمة تساعد في إقامة علاقات سودانية قوية مع مصر من جهة ودول الخليج من جهة اخرى. وتوقعت مصادر ان تكون المحادثات السعودية - المصرية تناولت التمهيد لعقد قمة عربية. ومن المقرر ان يواصل الرئيس مبارك محادثاته اليوم في الرياض، قبل ان يغادرها ظهراً الى الدوحة في زيارة لقطر هي الأولى منذ 1994 يلتقي خلالها اميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. واجمعت المصادر على اهمية هذه الزيارة التي وصفت بأنها "اخوية تفتح آفاقاً جديدة للعلاقات". وكان امير قطر زار مصر في 1998، وشهدت العلاقات بين القاهرةوالدوحة انفراجاً بعد فترة توتر وكانت اللجنة المشتركة اجتمعت في الدوحة اوائل الشهر الجاري برئاسة وزيري الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني والمصري السيد عمرو موسى. وتوقعت المصادر ان تتناول محادثات الشيخ حمد بن خليفة والرئيس مبارك الاوضاع في الخليج ومستجدات عملية السلام في الشرق الاوسط. وعلم ان مبارك سيغادر الدوحة الاثنين الى البحرين.