في يوم ليس ببعيد، قال فنّان افريقي في التلفزيون الفرنسي أن "الألفية الثالثة لا تعني العالم أجمع، لا تعني أفريقيا، ولا العالم العربي، ولا بعض دول آسيا...". إن كان هذا التصريح مزعجاً، إلا أنه ليس باطلاً كلياً. ذلك أننا لا ندخل العام 2000 بالمؤهلات ذاتها، بالفرص ذاتها، وخاصة بالسلطة ذاتها. ما هي اليوم سلطة مواطن عربي في العالم؟ ما هو موقعه؟ أو بالأحرى، ما هو الموقع الذي عُيّن له؟ راقبوا الطريقة التي نعامل فيها على الحدود. نحن بحاجة الى تأشيرات كي نتنقّل من بلد الى آخر، وأحيانا داخل المنطقة العربية. جواز السفر العربي يثير الحذر. قاتل محترف أميركي لديه إمكانية اجتياز معظم الحدود من دون أن يقلق. لا تحوم فوق هويته أي إشاعة إرهاب. لن يكون مشتبها فيه. في حين ان المواطن العربي، لأنه من لبنان أو من فلسطين، أو لأنه يأتي من العراق أو من اليمن، سيخضع للتفتيش وسيشكك فيه. من أين تأتي هذه الصورة السيّئة؟ بالتأكيد من التاريخ، من حروبنا، من ضعفنا ومن أسلوبنا المفجع في التبادل والإتصال. هذه الصورة التي أصبحت "كليشه" والتي لا تتطابق مع الواقع، هذه اللعنة التي تلاحقنا منذ الإستعمار، منذ أن أغتصبت الأرض الفلسطينية، تلتصق بجلدنا مهما كانت ألوان الحروف الآتية بعد 1999. هل يتوجّب عليّ أن أقبل رأي الفنّان الأفريقي وأفكّر أن في الوقت الذي يحتفل العالم المتطوّر بالدخول في الألفية الثالثة، لا نزال نحن غارقين في الماضي؟ أو ما زلنا نشجّع النزاعات العربية - العربية، أو نبحث عن أفضل وسيلة للتسلّح بكثرة وإهمال ميزانية الثقافة والحضارة... لتمويل مفرزات المخابرات، للبحث عن طريقة للتسلّل الى حدود الجار في سبيل منعه من الإنصراف الى التطوّر، لتوظيف المال في المصارف الأميركية التي لا تسمح بسحبه عند المبتغى، لتقوية نظام الرقابة واستغلال الجهل والتعصّب؟ كلا، إنني أرفض هذا القدر. أعتقد أننا محضّرون، فخورون وطليقون مثل جميع الشعوب الأخرى لدخول الألفية الثالثة برأس مرتفع لأن المعجزة موجودة. واليوم الأوّل من العام 2000 سيُبرهن لنا ذلك! ترجمة رلى الزين