أجرى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش تعديلات واسعة في قيادة الجيش اعتبرها المراقبون مرتبطة بخططه العسكرية والسياسية في اقليم كوسوفو. جاء ذلك في وقت استمر القتال بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان أمس السبت لليوم الثالث على التوالي، وهدد جيش تحرير كوسوفو بالتخلي عن وقف النار وشن عمليات عسكرية على الوجود الصربي في الاقليم، فيما أفاد المراقبون الدوليون أنهم لا يملكون الوسائل اللازمة لمنع انتهاكات وقف النار. وأثنت اذاعة بلغراد أمس على التحذير الذي وجهه وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف إلى الدول الغربية من خطورة التدخل العسكري الخارجي في أزمة كوسوفو. واعتبرت الاذاعة ان روسيا "أكدت عزمها على الوقوف إلى جانب الصرب في هذه المرحلة المصيرية من تاريخهم". في غضون ذلك، استبدل الرئيس ميلوشيفيتش غالبية القيادات العليا للجيش اليوغوسلافي وشملت قراراته تعيين الجنرال فلاديمير لازاروفيتش رئيساً لكافة القطعات العسكرية الموجودة في كوسوفو والجنرال سباسوي سميليانيتش لقيادة القوة الجوية. ووصف المراقبون هذه التعديلات بأنها عملية تطهير شاملة لكبار العسكريين المقربين من رئيس الأركان السابق الجنرال مومتشيلو بيريشيتش الذي احيل على التقاعد في تشرين الثاني نوفمبر الماضي بعدما جاهر بمعارضته مزج الجيش في المشاكل الداخلية في اقليم كوسوفو التي اعتبرها "من مهمات وحدات الشرطة والأمن الداخلي". ولم يستبعد المراقبون ان تكون التغييرات في المناصب القيادية للجيش اليوغوسلافي تمهيداً لعمليات هجومية في كوسوفو ينفذها قادة موثوق بولائهم لنهج ميلوشيفيتش، على عكس جنرالات عهد يوغوسلافيا السابقة الذين نشأوا على أولوية الالتزام بالفكر الشيوعي. وأفاد تقرير لبعثة المراقبين الدوليين في كوسوفو ان الهجوم الصربي تواصل أمس في مناطق بلدية بودوييفو إلى الشمال الشرقي من بريشتينا وتركز القتال الشديد في قرية لابوشافو، أحد المعاقل الرئيسية لجيش تحرير كوسوفو. وذكر التقرير ان ما لا يقل عن عشرة ألبان قتلوا خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال رئيس بعثة المراقبة الدولية ويليام ووكر "إن المراقبين لا يملكون الوسائل لفرض وقف النار وتقتصر جهودهم على الاتصال بالجانبين الصربي والألباني لاقناعهما بالالتزام بضبط النفس". على صعيد آخر، أصدرت محكمة صربية في كوسوفو أحكاماً على 15 ألبانياً بالسجن لمدد تتراوح بين سنتين وعشر سنوات بعدما "دانتهم بممارسة الارهاب والقيام بأعمال عدوانية ضد الدولة اليوغوسلافية"