حظيت المشاركة المحلية الاولى للاعب الايطالي روبرتو دونادوني مع فريقه السعودي اتحاد جدة بثناء جماعي من الصحافة المحلية والجماهير الرياضية، وبالاخص جماهير الاتحاد. وعلى الرغم من ان الايطالي الذي كان يوما عازفاً في جوقة فريق آي سي ميلان الشهيرة الي جوار باريزي وكوستاكورتا ومالديني وروسي والثلاثي الهولندي الشهير فان باستن وخوليت ورايكارد، اختفى بُعيد مونديال1994 واحترف في احد الاندية الاميركية، الا ان ظهوره الاول في الدوري المحلي مع الاتحاد بعد ظهوره الآسيوي الاول، كان موفقاً لدرجة ان الصحافة التي تناصر الاتحاد والتي لا تناصره اثنت على اداء الايطالي العجوز. والمتتبع لعطاء الايطالي في مباراة فريقه مع الهلال خرج بنتيجة واضحة هي انه كان يلعب شبه واقف لأنه كان يدافع بجسمه فقط من دون المشاركة الفعلية في الدفاع ولأن دوره الهجومي اقتصر على ارسال الكرات من دون المتابعة الهجومية. لكن الذي جلب على دونادوني الثناء، وهو يستحقه فعلاً، هو حسن قيادته للفريق، حيث عرف متى يهدىء اللعب ومتى يسرّعه، كما انه انهى المباراة الاولى محلياً من دون ان يقترف ولو خطأ واحداً في التمرير، الامر الذي دعا الصحافة المحلية الي تعداده من ضمن نجوم مباراة فريق الاتحاد والهلال التي فاز فيها الاول وبقسوة. والعلامة الفارقة في اداء دونادوني تلك التمريرة التي جاء منها هدف الاتحاد الرابع والتي نقل بواسطتها الكرة بالمقاس من وسط ميدان الهلال الايمن الى الوسط الايسر وعلى قدم فهد الخطيب الذي حوّل كرة دونادوني بعنف داخل مرمى الدعيع، ولمس الاداء الطيب الذي قدمه المخضرم الايطالي وتراً حساساً للغاية عند الصحافة الرياضية السعودية، وهو انه منذ اعادة العمل في السعودية بنظام اللاعبين الاجانب منذ نحو ستة اعوام لم يحفر احدهم، على كثرتهم، اسمه في الذاكرة الرياضية المحلية، بل ان معظمهم جاء وذهب من دون ان يفعل شيئاً باستثناء قبض راتبه. بيد ان الاستقبال التحليلي الذي حظي به الايطالي يؤكد رضا الصحافة عن ادائه الذي لم يكن لينجح لولا المساندة التي وجدها من زميله في خط الوسط خميس الزهراني الذي يبدو انه يعرف تماماً الى جوار من يلعب، ولا ادل من ذلك على انه كان يبحث عنه ليلعب له الكرة حتى وان لم يستدع الامر ذلك. واذا استمر دونادوني في تقديم مستويات طيبة فسيفعل مثلما فعل البرازيلي الشهير ريفيلينو اواخر السبعينات في السعودية عندما طبع تلك المرحلة بطابعه رغم انه كان محاطاً بكثرة من النجوم الاجانب، على رأسهم غالبية لاعبي منتخب تونس، حتى وصل الامر في تلك الفترة الى الاعتقاد بأن البرازيلي الشهير ومدرب البراعم الحالي يسجل في الوقت الذي يريد فيه التسجيل. واللافت في موضوع اللاعب الايطالي انه نال الثناء كله من دون ان يلتفت احد الى الدور الذي يقوم به مدرب الاتحاد، الكرواتي ايفان، صاحب الشارب الكث الذي قلما يتحرك او يبدي في المباريات اي انفعال باستثناء مداعبة شواربه. فهذا المدرب ذكر في تصريح صحافي سابق انه سيغير من طريقة لعب الفريق لتتحول الي التمريرات القصيرة ومن قدم الى قدم، وهذا ما حصل للفريق بالفعل ناهيك عن التقليل من ارسال الكرات الطويلة من المدافعين الى المهاجمين من دون المرور بخط الوسط مع الاشارة الي ان الاتحاد يكاد يكون الفريق السعودي الوحيد الذي طبق طريقة اللعب الاوروبية مع الفارق في التطبيق والتنفيذ منذ دخول المدارس الكروية الحديثة الى السعودية في اواخر السبعينات، لكون كل الفرق بلا استثناء كانت تستعين بالبرازيليين باستثناء الاتحاد الذي استعان بالالماني الشهير كرامر. ويبدو ان مدرب الاتحاد الحالي اذا ما استمر في النسج على هذا المنوال ولم تحدث للفريق نكسات، فقد يُنسى جماهير الاتحاد المدرب البلجيكي العجوز ديمتري دافيدوفيتش الذي حقق للاتحاد في موسمين ما عجز الآخرون عن تحقيقه له في عقود.