بدأت في لندن أمس فعاليات مؤتمر دولي حول القدس الشريف ومكانتها في التاريخ الاقليمي المعاصر والنزاع العربي - الاسرائيلي، بحضور شخصيات دينية وسياسية وثقافية ومتخصصين في قضايا الشرق لأوسط، بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليسكو التابعة للجامعة العربية. وتميزت المداخلات في اليوم الأول من المؤتمر، الذي يستمر حتى غد، بتقديم المراجع الدينية للقدس موقف الإسلام والمسيحية من قضية القدس على أعتاب الألفية الثالثة. وعرض سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة عفيف صافيه في تقديمه المشاركين إلى أهمية الدور الذي تضطلع به بريطانيا في التاريخ الفلسطيني ماضياً وحاضراً. وقال الأسقف الانغليكاني للقدس والشرق الأوسط رياح أبو العسل في مداخلته إن الوقت قد حان للمسيحيين حول العالم ليعرفوا أن مسيحيي القدس عانوا من الاحتلال الاسرائيلي ومن لامبالاة العالم المسيحي، مشيرا إلى دعم الكنيسة الانغليكانية للحقوق السياسية للفلسطينيين ومعاناتهم. أما بطريرك اللاتين ميشال صباح فاقترح أن تكون القدس مدينة واحدة لشعبين وثلاث ديانات مفتوحة على جميع الناس من جهات العالم الأربع، مشيراً إلى أن "المسيحيين في الأرض المقدسة مقتنعون أن حقهم السياسي في بلدهم لا يختلف عن حق مواطنيهم المسلمين أو اليهود" وأنهم "ليسوا طرفاً ثالثا في موضوع القدس ... بل هم طرف أساسي عربي وفلسطيني ومسيحي". إلا أن الشيخ عكرمه سعيد صبري مفتي القدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى أشار إلى أن "الارتباط العقيدي ليس لأهل فلسطين فحسب بل لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ... لأن بيت المقدس ليس مرهوناً بثمانية ملايين فلسطيني في الداخل وفي الشتات". وأكد أن "مدينة القدس، وعلى رغم محاولات التهويد منذ عام 1967 وحتى يومنا هذا، ستبقى عربية إسلامية، وستعود إلى حظيرة العروبة والاسلام في المستقبل القريب". وزاد: "نرفض المخططات الاسرائيلية الرامية إلى تهويد هذه المدينة المباركة المقدسة"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عادل او سلام في الشرق الأوسط إلا بعودة هذه المدينة المباركة الى السيادة العربية والاسلامية مع توفير الحرية الدائمة لاتباع الديانات السماوية جميعاً". وتناول المعتمد البطيريركي في أوروبا لكنيسة انطاكيا للروم الأرثوذكس المطران غفرئيل صليبي في كلمته البعد المسيحي لمدينة القدس الشريف والتعايش الاسلامي - المسيحي فيها. واعتبر أن "القدس مدينة لا يمكن أن يتملكها انسان" وأنها "نقطة لقاء وتفاهم لجميع الديانات". وشدد على أن "المسيحيين العرب ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يزول فيه الاحتلال الاسرائيلي لنتمكن من التبرك بزيارة القدس والأماكن المقدسة". وتطرقت الكاتبة كارين آرمسترونغ إلى "قدسية القدس في المسيحية والاسلام: بعض العبر للمستقبل من الماضي"، في حين تحدثت الدكتورة شادية طوقان عن "برنامج إعادة البلدة القديمة في القدس".