ما هي الفخامة؟ هل تجدها في التقدّم التقني في حد ذاته، أو هي في الريادة التقنية، لا في الغنى وحده؟ هل هي في وفرة المواد الطبيعية، أو في صورة راسخة في الأذهان، أو في تسعير لا تقاربه إلا نخبة إقتصادية؟ لكن، من قال أولاً أن للفخامة وجهاً واحداً؟ هل فخامة ليكزس "إل إس 400" ومرسيدس-بنز "إس كلاس" وكاديلاك "دوفيل" الجديدة، فخامة واحدة؟ لحسن الحظ، لكل منها لُغتها في التعبير عن رأيها في الموضوع. تريد الريادة التقنية بمعنى الحصول على أكثر التجهيزات تقدّماً على الإطلاق؟ بين الألمانية واليابانية، ستختار الأولى على الأرجح، لأن ما تقترحه لكزس هي صيغة فخامة أرخص من التي تحصل عليها في "إس كلاس"، وما تجده في أحدث أجيال الأخيرة ستجده في الجيل التالي من لكزس وليس في الحالي. صحيح أن "إل إس 400" تعوّض فارق ريادة "إس كلاس" بتجهيزات وراحة ممتازة... وبثمن يمكن أن يبرر الفارق في أذهان كثيرة، وإلا، لما فرضت "إبنة" تويوتا نفسها بهذه القوة، وخلال عشر سنوات فقط. وهناك أيضاً... فخامة الإسم. كاديلاك بالتخطيط والجدّية والجودة، يمكن أن تصنع سيارة فخمة ومحترمة مثل لكزس أو غيرها. لكن التخطيط والجدّية والإحترام لا تصنع ماركة مثل كاديلاك، لأن للزمن كلمته أيضاً. في المقابل، يبدو أن كاديلاك نفسها سئمَت كثرة التحدث عن الماضي. فبعدما أتقنت الماركة التي تأسست في 1902، دورها الريادي تماماً منذ تلك الأيام، أظهر العقدان الماضيان ضعفها في التنافس مع ماركات أخرى كثيرة، بعضها تعلّم لغة الفخامة حديثاً. فإتقان الريادة في القمة شيء، والمنافسة من موقع موازٍ للآخرين شيء آخر. وخلافاً لماركة عريقة أخرى مثل مرسيدس-بنز التي تكيّفت مع متغيّرات أسواق السيارات فوسّعت قطر تسويقها نحو السيارات الصغيرة، صعوداً الى مايباخ المقبلة خلال سنتين، ومروراً بدمج كرايسلر وماركاتها، بقيَت كاديلاك في الأذهان... كاديلاك، بصورة فخامة تقليدية مستمدة خصوصاً من زمن وفرة ما بعد الحرب العالمية الثانية، من الخمسينات الى الستينات، فبدايات السبعينات، الى أن دقّت أزمات البترول على باب لم يلبث أن فتحه اليابانيون بقوة في الثمانينات. لكن خلافاً لمرسيدس-بنز التي كانت العمود الفقري في إستراتيجية مجموعتها الألمانية، بقيت كاديلاك إحدى ماركات جنرال موتورز، ولو كانت ولا تزال أفخمها. لم تكن كاديلاك يوماً محور إستراتيجية مجموعتها، مثلما كانت ولا تزال مرسيدس-بنز ضمن مجموعتها. هذا لا يعني أن الماركة الأميركية لم تدرك توسّع مفهوم الفخامة الى قطاعات أخرى، لكنها لم تنجح في مزاحمة لكزس ولنكولن ومرسيدس-بنز وبي إم ف الى القطاعات الأخرى المحاذية، وأهمها قطاع السيارات الكبيرة المصنّفة "تنفيذية" أيضاً الذي تمثلت فيه مرسيدس-بنز منذ عقود بموديل "إي كلاس" وبي إم ف بالفئة الخامسة، قبل وصول لكزس مع "جي إس 300". وعندما دخلت كاديلاك هذا القطاع بموديل "كاتيرا"، لم يكن الشَبَه كافي البُعد عن شقيقه الأصيل، أوبل "أوميغا". طبعاً، إستدركت لنكولن الأمر أيضاً حديثاً بموديل "إل إس" المبني على قاعدة مشتركة مع جاغوار "إس تايب"، لكن لنكولن سبقت كاديلاك بسنة واحدة مع "نافيغايتر" شقيق فورد "إكسبيديشن" الذي نزل ينافس لكزس "إل إكس 470" شقيق تويوتا لاند كروزر" العام الماضي، قبل إنضمام كاديلاك اليوم مع "إسكالاد" شقيق جي إم سي "دينالي". صفحة جديدة؟ قد تختلف الأمور هذه المرّة. ف "دوفيل" 2000 لا تبدو في وضع الدفاع عن النفس على الإطلاق، بل تمثّل هجوم كاديلاك من صميم هويتها هذه المرّة: سيارة الصالون الكبيرة الفخمة. لا من الدفع الرباعي ولا من قطاع السيارات "التنفيذية". كم من المرّات سعت كاديلاك الى الدفاع عن مواقعها، وهي التي إعتادت الريادة المطلقة، على الأقل في القارة الأميركية، عقوداً وعقوداً من الزمن؟ مع "دوفيل"، لا تتقدّم كاديلاك اليوم بمجموعة من التجهيزات المريحة والغنية فقط، ولا بالجلد والخشب أو المساحة ولا حتى بعراقة إسمها وحده، بل بها كلها مع مقوّمات ريادة تقنية متكاملة ولا تقارن بلكزس هذه المرّة، بل بمرسيدس-بنز. لا، لم تسعَ كاديلاك هذه المرّة الى منافستهم بما لديهم، بل بما ليس لدى أحد سواها. ألا تذكّرك هذه الريادة الحقيقية بإسم عريق يعرفه الصغار والشيوخ على السواء، مثل... كاديلاك بكل بساطة؟ كاديلاك التي أيقنت أخيراً أن الهجوم هو خير دفاع عن النفس، خصوصاً في القمّة. مساعد الرجوع للتوقّف ليست الدوائر الأربع الصغيرة المنتشرة على طول المصد الخلفي، إلا أجهزة رصد النظام المساعد لدى الرجوع للتوقف. يتضمّن النظام الذي تنتجه شركة بوش الألمانية معروف في بعض السيارات الألمانية منذ بضع سنوات، والمتوافر كتجهيز إضافي، أجهزة الرصد الأربعة التي تبث موجات فوق سمعية فور تركيب السائق نسبة الرجوع، شرط ألا تزيد سرعة الرجوع عن 8.4 كلم/ساعة. وإن إقترب مصد السيارة من أي حاجز في مدى يقل عن 5.1 متر، تنعكس عنه الذبذبات ليعود قسم منها الى أجهزة الرصد التي تتلقاها وتنقلها الى وحدة تحلل موجتها لتحديد المسافة الفاصلة عن الجسم الذي إرتدت الذبذبات منه. عمودياً، يغطي النظام مجالاً يعلو الرصيف بنحو 25 سنتم، حتى أعلى غطاء الصندوق الخلفي يرى السائق ما يزيد إرتفاعه عن الصندوق أساساً، في مقابل مدى أفقي ب 5.1 متر. ويُبلّغ السائق بمدى إقتراب المصد من الجسم المعترض بواسطة إنذار سمعي تتبدّل وتيرته حسب مدى الإقتراب، وإشارة ضوئية صغيرة بألوان مختلفة من فوق الزجاج الخلفي. "دوفيل" 2000 في الصميم: أنعم وأغنى وأكثر إقناعاً في تنوّع عروضها إن دلّ الجيل الجديد من موديل "دوفيل" 2000 على شيء، فهو أولاً إدراك جنرال موتورز أن الجنسية الأميركية لن تضمن بعد اليوم ريادة كاديلاك في مبيعات السيارات الفخمة، حتى في الولاياتالمتحدة. ويبدو أن المجموعة الأميركية أدركت أيضاً إختلاف حالة كاديلاك عن ماركاتها الأخرى العمومية التوجّه، بمعنى ضرورة تنافسها خصوصاً بالريادة التقنية والتجهيزية، لا على أساس السعر أو حتى التجهيزات الغنية "فقط". لذلك يبدو التهديف دقيقاً هذه المرّة لإعادة إسم كاديلاك الى خارطة الصانعين الذين يقترحون تجهيزات مهمة تطلق للمرّة الأولى عالمياً، مثل نظام الرؤية الليلية المقنع جداً بفوائده، لا بمجرّد كونه "تجهيزاً جديداً آخر". تتوجه "دوفيل" الجديدة الى ثلاث شرائح إستهلاكية مختلفة، ترمي خصوصاً الى جذب مزيد من الشرائح الواقعة في أوج مراحلها الإنتاجية الأربعينات والمتمتعة بأعلى مستويات الدخل إجمالاً، إضافة طبعاً الى شرائحها التقليدية الأكبر سناً. * "دوفيل" DeVille: تتوجه الى ذوي الطابع المحافظ وغير المصرّين على أثمن الفئات أو أغناها تجهيزاً، بل على فخامة الإسم والرحابة والراحة. وهي الفئة المنافسة مباشرة لموديل لنكولن "تاون كار" المبني على قاعدة تقليدية قديمة بقاعدة "شاسي" سفلية يُركّب عليها الهيكل، وهي القاعدة المشتركة مع فورد "كراون فيكتوريا" وميركوري "غران ماركي". * "دوفيل دي إتش إس"DHS DeVille High Luxury Sedan, وتتوجه الى الراغبين بغنى التجهيز والريادة التقنية، مع فخامة الإسم والرحابة، وهي تنافس موديلات مثل لكزس "إي إس 400" والفئات المتوسطة من مرسيدس-بنز "إس كلاس" بالأسطوانات الثماني، إن لم يكن الدفع الخلفي شرطاً أساسياً في الخيار الدفع أمامي في "دوفيل" وخلفي في معظم منافساتها. * "دوفيل دي تي إس" DeVille Touring Sedan, DTS وتخاطب الباحثين عن الفخامة والريادة التقنية، مع نكهة رياضية وبعض العصبية، وهؤلاء ينتمون إجمالاً الى شرائح أكثر فتوة عمراً أو نفسياً. وطوّرت كاديلاك القاعدة فنحّفَت الجيل الجديد بتضييقه خارجياً 5 سنتم عن سابقه، وتقصيره 6.7 سنتم، بينما أطالت قاعدة عجلاته 8.3 سنتم لتوسيع المقصورة. وتتيح المقصورة خيار المقعد الأمامي لثلاثة أشخاص مع غيار النسب من وراء المقود أو لشخصين بمقعدين مستقلّين غيار من الكونسول الوسطى. وهي تضم أربع وسادات هوائية في المقدّم، منها إثنتان مواجهتان ومن الجيل الثاني ذي درجتَي الإنتفاخ المختلفتين حسب حدة الحادث، وأخريان مجانبتان في جانبَي ظهرَي المقعدين الأماميين. ويمكن طلب وسادة هوائية في كل من جانبَي المقعد الخلفي تجهيز إضافي. وتتاح طبعاً تجهيزات أخرى كثيرة أساساً أو إضافياً حسب الفئات، منها إمكان برمجة وضعيتَين مختلفتين لمقعد السائق والمرآتين الخارجيتين والمقود وضبط التكييف، وتكييف لثلاثة مواقع مختلفة لجهتَي المقدّم والمؤخّر، وملاحة إلكترونية مع شاشة ملوّنة 5 بوصة يمكن تشغيلها كتلفزيون في بعض الأسواق. وفي المقعدين الأماميين، يمكن الحصول على جهاز تمسيد في مسند القسم السفلي من العمود الفقري 20 حركة صعوداً وهبوطاً خلال 10 دقائق، أو بنظام يُقَولب المجلس والظهر حسب الجسم في كل مقعد عشر جُعَب هوائية صغيرة مع أجهزة ترصد ضغط هوائها لتعديله ومنح أفضل مستوى راحة ممكن حسب جسم الجالس. ومن التجهيزات الأخرى المتاحة أساساً أو إضافياً حسب الفئات، يُذكر نظام التشغيل الأوتوماتيكي للمسّاحتين فور تبلل الزجاج الأمامي، والمرايا الإلكتروكرومية تعتيم أوتوماتيكي فور إشتداد النور على أي منها، ونظام رصد ضغط الهواء في الإطارات. وحظي المحرّك بتحسينات مختلفة، وهو يتمتّع بنظام يجيز القيادة من دون سائل تبريد لمسافة 80 كلم بسرعة 80 كلم/ساعة، بتشغيل نصف الأسطوانات. المحرّك قالبه وغطاؤه من الألومينيوم بثماني أسطوانات V 32 صماماً سعتها 6.4 ليتر، وقوته 275 حصاناً/5600 د.د. 300 حصان/6000 د.د. في "دي تي إس والعزم 407 نيوتون - متر/4000 د.د. 400 ن-م/4400 د.د. في "دي تي إس". الدفع أمامي والعلبة أوتوماتيكية إلكترونية الضبط، مع أربع نسب أمامية. النسبة النهائية الثابتة 11.3 الى واحد 71.3 الى واحد في "دي تي إس" لزيادة حدّة الأداء. معدّل إستهلاك الوقود على طريق مفتوح 9.11 كلم بالليتر الواحد في فئة "دوفيل" 2.7 كلم بالليتر في المدن، علماً بأن تقصير النسبة النهائية الثابتة في فئة "دي تي إس" الأكثر رياضية يزيد الإستهلاك الأرقام غير متوافرة. أبرز مقاييس الهيكل: الطول 258.5 متر والعرض 891.1 والإرتفاع 439.1 وقاعدة العجلات 929.2. مساحة تحميل الصندوق 540 ليتراً 54.0 متر مكعّب وسعة خزّان الوقود 5.18 غالون أميركي 70 ليتراً. قطر اللفة الدائرية الكاملة أرضاً 2.12 متر يساراً و6.12 يميناً. مقاييس العجلات ألومينيوم 7 x 16 بوصة أو 7 x 17 في "دي تي إس" والإطارات 225/60 إس آر 16، أو 235/55 إتش آر 17 في "دي تي إس". الكبح بقرصين مهوّأين في المقدّم وآخرين عاديين في المؤخّر، مع مانع للإنزلاق الكبحي دلكو-بوش 3.5. الوزن الصافي 1804 كلغ ل"دوفيل" و1836 ل"دي إتش إس" و1835 ل"دي تي إس". وتبدأ أسعار "دوفيل" في السعودية من 176500 ريال، وترتفع الى 195 ألفاً مع "دوفيل دي إتش إس"، و199 ألفاً ل"دوفيل دي تي إس"، علماً بأن الأسعار المذكورة لا تشمل التجهيزات الإضافية الممكنة لأي من الفئات. وتتباين الأسعار بين الدول بغض النظر عن قيمة صرف العملات. وتغطي جنرال موتورز سياراتها المباعة في الشرق الأوسط بكفالة شاملة لثلاث سنوات أو ستين ألف كلم. كاديلاك الغد... هي كاديلاك التي تعرفها الأذهان أن تعود كاديلاك الى سباقات 24 ساعة لومان في السنة المقبلة، بعد غياب دام خمسين سنة، لا بد أن تكون لتلك العودة دلالات واضحة على رغبة في تنشيط صورة الماركة العريقة. ثم أن تطلق موديلها الرياضي "إيفوك"، المُلفت للأنظار من بعيد، حشرية أو إعجاباً، في هذا تأكيد لذاك. لكن أن تُتبع الخطوتين بتعديل شعارها، للمرة الأولى منذ 1963 منذ أيام كاديلاك الذهبية، في صيغة جديدة إبتداء من موديل سنة 2002 من خريف 2001، أين يبقى مجال الشك في تصميم عميدة ماركات جنرال موتورز على مخاطبة الميسورين من مواليد الخمسينات والستينات؟ هل تأخّرت كاديلاك في صحوتها؟ لولا قوة إسمها في الأذهان منذ عقود وعقود، ولولا قوّة جنرال موتورز وراءها، ربما كانت كاديلاك صحَت يوماً في أحضان مجموعة أخرى. لكن في أحضان أي مجموعة يمكن أن تجد نفسها، وهي أصلاً في أكبر مجموعة سيارات في العالم؟ على الرغم من دلالات العودة الى لومان بعد نصف قرن، ومن إطلاق موديل رياضي بجرأة "إيفوك"، ومن تطوير الشعار إيذاناً بمرحلة جديدة تعد بموديل جديد على الأقل، في كل من السنوات العشر المقبلة، لا بد للإنتفاضة من أن تبدأ من صميم الفخامة الحقيقية، أو على الأقل، من صميمها حسب مفاهيم أخطر المنافسين في هذا القطاع، الألمان. لا بد من أن تبدأ الإنتفاضة من الريادة التقنية ذاتها، وبهامش تقني تسجّل كاديلاك أولويتها به أمام الأميركيين والألمان واليابانيين على السواء، مثل تجهيز نظام الرؤية الليلية. فالأخير ليس مجرّد "نظام آخر"، بل هو رمز مهم، إضافة الى كونه وسيلة تقنية لا يستهان بها في باب الحماية، وتمكن مقارنتها بأهمية نظام "ديسترونيك" الذي أطلقته مرسيدس-بنز في "إس كلاس" الجديدة يضبط السرعة المختارة بتشغيل نظامَي الوقود والكبح على السواء، أو نظام "إفتح وإنطلق" Keyless Go الذي يفتح باب "إس كلاس" المجهّزة به إضافياً ويشغّل محرّكها من لمسة إصبع. في نظام الرؤية الليلية أكثر من وسيلة للرؤية أبعد مما تبلغه المصابيح، لأن فيه رمز رؤية كاديلاك هذه المرّة لأبعد مما يمكن أن يراه منافسوها. نظام الرؤية الليلية: أبعد مما تراه العين أو تكشفه المصابيح تنفرد "دوفيل" بإقتراح نظام الرؤية الليلية طوّرته شركة رايثيون سيستمز الأميركية المعروفة بصناعة الأسلحة الذي يمثّل أكثر من مجرّد تجهيز جديد يُطلق للمرّة الأولى في صناعة السيارات. يكشف النظام الجديد أي أجسام حيّة أو جامدة وساخنة، في مدى يراوح بين 3 و5 أضعاف مجال الإنارة العادية، وضعفَي الإنارة العالية. وللمقارنة في أثناء القيادة بسرعة 100 كلم/ساعة، تكشف الإنارة العادية أي جسم ستبلغه السيارة خلال مهلة 5.3 ثانية، بينما يطول المدى المكشوف ومهلة رد الفعل بالتالي بنظام الرؤية الليلية الى 15 ثانية. ويكشف النظام الجديد أيضاً أي جسم حي، بشري أو حيواني أو أي جسم ساخن في الواقع قد يتواجد أو يختبئ! في الحديقة أو في محيط مدخل البيت، منذ إقتراب السيارة ولو بمصابيح مطفأة. ويعتمد النظام المتوافر أساساً في "دي تي إس" وإضافياً في فئة القاعدة "دوفيل" وفي "دي إتش إس"، تقنية التصوير الحراري Thermal imaging الذي يرصد، بواسطة الأشعة دون الحمراء، أي مصدر طاقة حرارية، أكان جسماً حياً أو جامداً وساخناً مثل محرّك سيارة أخرى. يتشكّل النظام من عدسة بصرية في كاميرا مركّبة في المقدّم وراء الشبَك الأمامي، وترصد الطاقة الحرارية الواقعة في مجالها، من خلال نافذة شفّافة قطرها 6.7 سنتم. وراء النافذة الشفّافة مجموعة وسائل عاكسة مبدأ المرايا العاكسة تنقل الصورة الى جهاز رصد قطره 5.2 سنتم، لتنتقل المعلومات منه الى أجهزة تحللها لتشكيل الصورة التي يراها السائق أبيض للأشياء المشعّة بالحرارة، وأسود للأشياء الباردة أو الضعيفة الحرارة. وعوضاً عن شاشة داخلية تحوّل نظر السائق عن الطريق، يبث نظام الرؤية الليلية صورته عبر الزجاج الأمامي، فيراها السائق معروضة على مستوى مقدّم الغطاء الأمامي، في مرمى نظره الطبيعي أثناء القيادة. ويمكن تشغيل نظام الرؤية الليلية أو وقفه، كما يمكن ضبط قوة الصورة تشبه فيلم التصوير بعد تظهير صُوَرِه وإرتفاعها. أحدث تقنيات الإضاءة وأسرعها تعتمد المصابيح الخلفية تقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء Light Emitting Diode, LED الصورة اليُسرى والتي يقل إستهلاكها 80 في المئة عن المصابيح التقليدية، على الرغم من زيادة قوة إنارتها وخدمتها طوال عمر السيارة إجمالاً. وخلافاً للمصباح التقليدي ذي لمبة السلك المعدني التي تُضيئه بعد وصول التيار ب 200 جزء ألفي من الثانية 2.0 ثانية، تُضاء المصابيح الجديدة خلال واحد من عشرة ملايين جزء من الثانية. ويعني الفارق لسيارة تسير بسرعة 100 كلم/ساعة، إضاءة مصابيح الكبح في مهلة تقل مسافتها 3.5 أمتار عن تلك التي تُضيء بها المصابيح التقليدية. تُبرز الصورة اليُمنى المنحى الجديد في تنعيم مصابيح كاديلاك الأمامية. نظام التعليق ووسائل ضبط الثبات والسلوك تضع كاديلاك وسائل التحكّم بالمحرّك والعلبة وضبط التعليق والتوجيه والكبح، تحت عنوان "نورث ستار" الذي أطلق أول أجياله في 1993. وحظيت هذه الوسائل بتطوير عام في "دوفيل" 2000. ميكانيكياً، تعليق "دوفيل" مستقل في الجوانب الأربعة، مع تضمينه عدداً من العناصر المصنوعة من الألومينيوم لتخفيف وزن العناصر غير المعلّقة وزيادة رشاقة الثبات ودقّته في آن. وهو يعتمد في المقدّم عارضة مقاومة للتمايل الجانبي وأسطوانتَي تخميد يعلو كلاً منهما نابضٌ لولبي. وأُطيل الشوط العمودي لكل من العجلتين الأماميتين من 186 ملم في الجيل السابق الى 197 ملم في الجديد، لتحسين التخميد فوق الثغرات أو الحدبات القاسية. ويعتمد التعليق الخلفي في كل من جانبَيه نابضاً لولبياً منفصلاً عن أسطوانة التخميد الهوائية الضغط مع ضبط إلكتروني لإرتفاع المؤخّر بغض النظر عن الحمولة، ووصلة ضبط لإرتكاز العجلتين، مع ساعد نصف ساحب ، وعارضة مقاومة للتمايل الجانبي. وأطيل أيضاً الشوط العمودي لكل من العجلتَين الخلفيتين من 190 الى 255 ملم. أما الضبط الإلكتروني للتعليق ولثبات السلوك فهو يتم بواسطة: * الرصد الدائم لطبيعة الطريق Continuously Variable Road-Sensing Suspension, CVRSS 2.0: وهو تطوير للنظام الذي أطلق في الجيل السابق، ويعتمد مبدأ تعديل قسوة التعليق بين الجوانب الأربعة حسب الضغوط المفروضة على كل منها، لمقاومة الميل الجانبي في المنعطفات، أو الجموح عند الإنطلاق بقوّة، والغوص عند الكبح بقسوة. ويتلقى نظام الرصد معلوماته من كل العجلات لتحديد سرعة كل منها وكشف المنعطفات من فارق الدوران بين عجلتَي داخل المنعطف والأخريين الخارجيتين، ومن المقود لتحديد سرعة لفّه، فتزداد قسوة المخمّدَين الخارجيين جهة خارج المنعطف أوتوماتيكياً في المنعطفات لمقاومة زيادة ضغط الهيكل عليهما، كما تتضاءل سرعة تمدد المخمّدَين الداخليين من جهة داخل المنعطف لمنع مبالغة الهيكل في الإرتفاع فوقهما. ويطبّق النظام المبدأ ذاته عند الكبح الإضطراري في المنعطفات، فيُخفف إنضغاط المخمّد الأمامي الخارجي، بينما يُخفف تمدد المخمّد الخلفي الداخلي في الوقت ذاته. * نظام ضبط الثبات "ستابيليتراك 0.2" StabiliTrak 2.0، وهو تجهيز أساسي في "دي تي إس" وإضافي في الفئتين الأخريين: بينما يتحكّم نظام الرصد الدائم لطبيعة الطريق بقسوة التخميد بين الجوانب الأربعة لتحسين السلوك، خصوصاً في الظروف المفاجئة، يلعب نظام ضبط الثبات "ستابيليتراك 0.2" دوراً مشابه الغاية، لكن من خلال تحكّمه بكل من المكابح الأربعة، بالتنسيق مع مانع الإنزلاقَين الكبحي ABS والدفعي Traction control. وهو بدوره يعتمد على المعلومات المرصودة من حركة المقوّد وسرعة كل من العجلات الأربع، ودرجة الشد الجانبي للهيكل في المنعطفات. وخلافاً لأنظمة أخرى تخفف بخ الوقود عن المحرّك عند تدخّلها، يحفظ نظام كاديلاك قدرة التحكّم بقوة المحرّك إن أراد السائق إستغلال الدفع الأمامي للمساعدة في تصويب إتجاه السيارة خلافاً للسيارات الخلفية الدفع التي يُستحسن تخفيف وصول عزم المحرّك إليها عند بدء الإنزلاق الدفعي. ويذهب النظام الجديد الى أبعد من ذلك إذ يتحكّم أيضاً بدرجة لين المقود أو قسوته، حسب ظروف الإنزلاق، ما يشكّل خطوة إضافية تتميّز بها كاديلاك عن سائر منافساتها في هذا القطاع. كيف تحوّل إسم قرية كادياك الفرنسية الى كاديلاك؟ تطوّر الشعار والتصميم للذكرى المئوية الأولى لتأسيس كاديلاك ليست الصدفة هي التي شاءت إعتماد كاديلاك شعارها الجديد لموديل العام 2002. ف 2002 يمثّل الذكرى المئوية الأولى لإختيار هنري ليلند إسم الفرنسي "لو سيور السيد بالفرنسية القديمة أنطوان دو لا موتْ كادياك" Le Sieur Antoine de la Mothe Cadillac، عنواناً لماركة السيارات التي أراد إطلاقها في 1902. وأي إسم أفضل لماركة ناشئة في ديترويت، من إسم مؤسس المدينة التي أصبحت في ما بعد رمزاً لصناعة السيارات الأميركية؟ تقول الرواية الرسمية أن إسم النبيل الفرنسي الذي إنطلق بأسطوله الصغير من مونتريال لتأسيس مستعمرة تجارية في مضيق ديترويت تُلفظ "ديتروا" بالفرنسية، وتعني المضيق في 1701، هاجر أصلاً من بلدة كادياك لفظ كاديلاك بالفرنسية في منطقة بوردو. وثمة رواية أخرى تزعم أن المؤسس لم يكن لا نبيلاً ولا حامل وسام سان لوي الملكي برتبة فارس، كما رَوَت الحكاية الرسمية، بل كان إسمه أنطوان لوميه Antoine Laumet، وإنتحل شخصية النبيل الفارس "دو لا موت" الذي قتله... الهنود الحُمر في 1690! وتضيف تلك الرواية أن إلحاق إسم بلدة "كادياك" بإسم الفارس "أنطوان دو لا موت" لم تكن إلا إمعاناً في التمويه لترسيخ الإسم في منطقة معيّنة. وفقاً لتلك الرواية، ليس أنطوان دو لا موت كادياك هو الذي تُوفي في 15 تشرين الأول أكتوبر 1730، بل أنطوان لوميه، وبعد وفاة حامل الإسم الحقيقي بأربعين عاماً. أياً يكن الأمر، أسس ليلند الماركة الحاملة لإسم البلدة الفرنسية في 1902، قبل إطلاق أول موديلاتها "آي راناباوت" في 1903، وإعتمدت كاديلاك شعار درع النبيل الفرنسي المتوفى في 1730... أو 1690، منذ 1906، قبل أن يخضع لما لا يقل عن ثلاثين تغييراً حتى اليوم. من هناك تتدافع الأحداث، من إنضمام كاديلاك الى جنرال موتورز في 1909، الى إستقالة ليلاند من رئاسة الأولى في 1917، لتأسيس لنكولن موتور كومباني ضمّتها منه فورد في 1922. كانت الفخامة والريادة التقنية في جوهر فلسفة كاديلاك من الأساس. فشعار "مقياس العالم" Standard of the World الذي أُطلِقَ في 1907 وأضيف الى شعار 1908، يعود الى إستيراد هنري ليلاند مجموعة أدوات يوهانسن السويدية لدفع دقّة المقاييس الإنتاجية الى أرقى ما كان يتوافر في تلك الأيام. وكانت كاديلاك وقتها الصانع الأميركي الأول الفائز بجائزة كأس ديوار البريطانية لأفضل إنجاز في صناعة السيارات، ثم كانت الماركة الأولى عالمياً في إنتزاعها الكأس ذاتها مرتين بفوزها بها أيضاً في 1912، بفضل إعتمادها نظام ديلكو الكهربائي الذي جمع في وظائفه كلاً من إطلاق المحرّك ذاتياً وتوزيع التيار على شمعات الإشعال، وتغذية مصابيح الإنارة. كذلك عُرفَت كاديلاك بعائلات محرّكاتها ذات الأسطوانات الثماني منذ 1915، كما أطلقت أول محرّك ب 16 أسطوانة V في سيارة سياحية في 1930، وأضافت تطويرات أخرى كثيرة كإعتماد الرؤوس النحاسية لتروس غيار النسب لإزالة خشونة الغيار 1929، وصولاً الى التعليق الهوائي والمقاعد الكهربائية منذ 1954، فنظام ضبط درجة حرارة المقصورة في 1964، الى ضبط تضليع المقعدين الأماميين في "سيفيل إس تي إس" 1998 حسب جسم الراكب. لذلك يرتبط شعار كاديلاك الجديد والمبسّط، بتاريخ من الريادة في قالب يوحي بالدقة التي نشأت الماركة على أساسها أولاً، وبإلتقاء الفن والعلم، حسب تعبير جنرال موتورز. وعلى الرغم من إمكان الإبتسام من دمج حقلَين بغنى الفن والعلم، لتلخيص سيارات معدّة للخدمة بضع سنوات في نهاية الأمر، يبقى أن ما تمثّله حركة التغيير الحاصلة لدى كاديلاك اليوم، يتعدّى مجرّد إطلاق موديل جديد. 1906: سنة تسجيل شعار درع الفارس الفرنسي أنطوان دو لا موت كادياك باللفظ الفرنسي الأساسي، علامة مسجّلة لماركة كاديلاك باللفظ الإنكليزي، علماً بأن إستخدام الشعار بدأ قبل تسجيله رسمياً، منذ أيلول سبتمبر 1902. 1908: "طارت" لا موت وكادياك شعار أنطوان دو لا موت كادياك، وحل محلّها "مقياس العالم" Standard of the World بعد إستيراد هنري ليلاند مجموعة أدوات يوهانسن السويدية لدفع دقّة المقاييس الإنتاجية الى أرقى المتوافر في تلك الأيام. وفازت كاديلاك آنذاك بكأس ديوار البريطانية لأفضل إنجاز في صناعة السيارات. 1920: عودة الى إكليل الزنبق حول الدرع الذي إلتحم بالتاج منذ تلك السنة. 1933: زال إكليل الزنبق وحل محله شعار ال V الذي يرمز الى وضعية محرّكات الأسطوانات الثماني وال12 وال16. مع ذلك، قد يجوز أيضاً تصوّر إحتمال إستغلال صورة ال V الشبيهة بالجناحَين، لإضفاء طابع قوّة الطيران في زمن عودة قرع طبول الحرب مع وصول أدولف هتلر الى السلطة في ألمانيا وبعد ما لا يزيد عن 15 سنة على نهاية الحرب العالمية الأولى. 1947: تضييق زاوية V من وضعيات الأسطوانات... الى V أقرب الى الحرف الأول من كلمة النصر بالإنكليزية، بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية. إيحاء متعمّد أو صدفة؟ 1957: لا بد لل V من أن يستريح قليلاً بتوسيع الزاوية من جديد، وكأنه تلقى أمر "إسترح" مع رخاء الخمسينات، بعد "تأهّب" الأربعينات. 1963حتى اليوم: عودة الإكليل، من دون زنبق هذه المرّة، في شعار قلّ تغييره منذ 1963. ويُلاحظ بروز شعار درع أنطوان دو لا موت كادياك الشعار المقابل 2002: شعار كاديلاك المقبل الشعار السفلي: تبسيط الإكليل وشعار الدرع، مع إزالة العصافير الستة والتاج. والتصميم الجديد مستوحى من أعمال الفنان الهولندي بييت موندريان 1872-1944، الشهير بلوحاته الهندسية الأشكال. سعي تجريدي وراء الأبعاد المشتركة بين عالمَي الفن والعلم.