ابناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو فنياً هل يحملون رسالة مماثلة لآبائهم وأمهاتهم؟ أين يتفقون وأين يختلفون؟ وكيف يرون المستقبل؟ هذا ما نحاول تلمسه مع شيماء ابنة المطربة الشعبية المصرية فاطمة عيد واللواء الفنان "الشايب". شيماء من مواليد العام 1985، وتسلك طريق امها في الغناء واصبح صوتها يحاصر الآذان في المنازل والشوارع لا سيما الشعبية. ما هوايتك؟ - اهوى الاعمال المنزلية، إذ ربتني امي لأكون ربة منزل ناجحة، إلا انني اعتبر ممارستي الغناء هي الهواية الاولى منذ اكتشفها ابي وامي في رحلة لنا لمدينة "مرسى مطروح" حين غنيت اثناء السفر في السيارة قصيدة "الاطلال" لأم كلثوم، فانصتا لي ولم يقطعاني الى ان انتهيت، وكانت سعادتهما بي لا توصف عندما سمعاني اؤدي كل كلمة باتقان. اذكر ان ابي دعاني في هذه المناسبة إلى غداء فاخر في احد المطاعم على الطريق. وكان الظهور الاول لي في الساحة الفنية حين غنيت قصيدة "الاطلال" في البرنامج التلفزيوني "هذا المساء" من تقديم الفنان سمير صبري الذي استقبلني وجمهوره بترحاب لم أكن أتوقعه، حتى ان أمي لم تستطع ان تتمالك نفسها فأطلقت زعرودة عبرت بها عن فرحتها الطاغية، ما لفت نظر الحاضرين الذين سألوا ما علاقة فاطمة عيد بي. وعلق الفنان سمير صبري قائلاً صحيح "ابن الوز عوام" وهذا الشبل من ذاك الاسد. هل استفدت من شهرة والدتك؟ - اكون كاذبة لو انكرت هذا. فشهرة والدتي معروفة، وانا غنيت على المسرح في سن الثامنة، فقل لي كيف كنت سأصل الى القنوات الاعلامية ان لم اكن بنت الفنانة فاطمة عيد، لكن موهبتي هي التي فرضتني على الساحة، فمن تنقصه الموهبة لا مستقبل له، لان الجمهور يرفض العملة المزيفة ويحتضن العملة الحقيقية، ويعطيها كل وقته. هذا الى جانب ان الساحة تمتلئ بأبناء المشاهير، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من من هؤلاء يظل في الساحة ويكتب له الاستمرار؟ ما اصعب نقد وجه اليك؟ - من الغريب ان عمري الفني صغير ويوجه لي كل هذا النقد العنيف. اكثر هذا النقد عنفاً حين قال البعض ان نجاحي لم يتحقق نتيجة مجهودي ولكن لأنني استولي على أغاني السيدة ام كلثوم. وكان ردي بكل بساطة ان هناك الكثير ممن سبقوني من الفنانين والفنانات صغاراً وكباراً غنوا مثلي للسيدة ام كلثوم، ولكنهم لم يحققوا مثل نجاحي لأني اعرف ما اغنيه. فأنا لست ببغاء أكرر ما اسمعه، بالاضافة الى اني اغني لفنانين آخرين غير أم كلثوم، كما اعدُّ مجموعة من الاغاني الخاصة بي من تلحين الموسيقار محمد علي سليمان. وإلى جانب ذلك وجه لي نقد لم افهمه بعد، هو ان جمهوري من سائقي الميكروباصات وسيارات الاجرة، في اشارة الى انهم غير مثقفين، وهؤلاء يتناسون ان من ضمن هؤلاء السائقين الطبيب والمحاسب واصحاب الشهادات، وهم ايضا لا يفهمون ان من يستقل هذه السيارات هم عامة الجمهور من المثقفين وغيرهم، بل ان هؤلاء السائقين هم من تسببوا في شهرتي من دون حملات اعلامية وهذا هو النجاح الذي يبقى لان الجمهور هو الذي صنعه بنفسه. هل يجب ان تمري بحالة عاطفية كي تعبري بصدق عن اغنية عاطفية؟ - ذكر لي الاساتذة المؤلفون والملحنون ان الفنانين العظام عندما كانوا يغنون أي اغنية عاطفية كانوا يعيشون تجارب شخصية حتى ينخرطوا في الاداء، ولأنني لم أمر بأي تجربة لصغر سني فقد استعنت بما درسته في الادب والشعر العربي الذي أفادني كثيراً في فهم المعاني، والسباحة في الكلمات، وتقمص التجربة الشعرية للمؤلف يجعلني أؤدي الاغنية بصورة صادقة. والاهم من كل ذلك توجيهات امي وابي فهما صاحبا ذوق فني رفيع. اشتهرت باسم "شيماء" فقط، ألم يغضب ذلك والدك؟ - حين صدر الشريط الاول لي كتب عليه اسم "شيماء الشايب" وابي هو الذي اصر على ذلك حتى لا يحدث خلط بيني وبين مغنية اخرى اسمها "شيماء"، لكن الجمهور كان يستسهل شيماء فقط، وهذا لم يغضب ابي اطلاقا فهو حريص كل الحرص على نجاحي فقط. وفي المناسبة فهو سلس جداً على رغم انه رجل شرطة فهو يعطيني المشورة الفنية كمستمع ولا يرغمني على شيء اطلاقاً. هل تتمتعين بعلاقات طيبة مع زميلاتك في المدرسة؟ - لي زميلات كثيرات جداً في المدرسة، وانا اهتم بهن جداً فهن اول جمهور لي بعد اسرتي، لهذا فأنا حريصة على ان أتعرف الى رأيهن ولكن الأمر لا يمنع ان بعضهن يغرن من نجاحي، ويظهر هذا من نظراتهن وتعليقاتهن وعندما يستوقفني الجمهور في الشارع. اما في الوسط الفني فأنا دائما ازور الفنانة أنغام، والفنانة غادة رجب، واتعلم منهما كثيراً فهما سبقتاني الى عالم الغناء بالاضافة الى تشابه تجاربنا. كيف توازنين بين الغناء والدراسة؟ - العملية سهلة جداً، وأنا بصراحة اعتمد فيها على أبي وأمي فهما يعملان معاً لإدارة اعمالي، يضعان لي الخطة بكل دقة، وتكون النتيجة انني اتوقف عن العمل نهائياً اثناء الدراسة وكأنني في بيات شتوي، اما في الاجازة فالحال يختلف حين اكثف نشاطي الفني لاعوض فترة الغياب عن الساحة. ماذا عن المواقف الطريفة مع الفناة فاطمة عيد؟ - لا أتذكر شيئاً محدداً، ولكن هناك حفلة لا انساها دائما واشاهد تسجيلها على الفيديو، وفي هذه الحفلة كانت فقرتي تبدأ نحو الساعة الحادية عشرة مساء، وهو بعد موعد نومي بساعتين، وحين حان دوري كنت خاملة جداً، ولكن، فور صعودي على المسرح تنبهت واديت الفقرة بصورة حسنة وفور انتهائي ركضت على المسرح وارتميت في حضن امي ونمت الى انتهاء الحفلة. ما رأيك في والدتك؟ - أمي فنانة محترمة جداً تمتلك صفات أهل الريف الاصيلة تتعاون مع زملائها الفنانين بصورة طيبة وتختار الكلمة الصادقة التي تصل بسهولة الى مسامع الجمهور، ورصيدها 800 اغنية بذلت فيها كل جهد كي ترضيهم ولتصل اليهم، الى جانب انها ربة منزل من الدرجة الاولى ومتدينة، زوجها وبناتها يشغلون اهتمامها الاول والأخير وهي تحرص على تعليمنا افضل تعليم، بالاضافة الى ان نكون ربات منزل ناجحات. وماذا عن طموحاتك؟ - اتمنى ان انهي دراستي الاكاديمية بتفوق لأتسلح بالعلم والموهبة، واتمنى ان ادرس الصحافة او ان اكون مذيعة كما اني اهدف الى العالمية، وقدوتي في ذلك السيدة الفنانة "أم كلثوم".