قبل نحو عامين، ووسط آهات الإعجاب، توج الجمهور العربي الفنانة اللبنانية نوال الزغبي على عرش الغناء النسائي. لكن على عكس المتوقع تاهت الزغبي بين علامات الاستفهام، فقامت بسحب أغنيتين من بنك الأغاني سابقة النجاح للمطربتين ليلى مراد وفايزة أحمد. وفي المساحة بين الإعجاب والتعجب دار الحوار التالي: أين أنت؟ - ضحكت أظهر من وقت لآخر حتى يشتاق لي الجمهور، فلا أريد أن أحرق نفسي بالظهور المتكرر مثلما حدث مع كثيرين قبلي. إن تكرار الظهور سيبعدني عن التركيز على تقديم الجديد، إذ يحتاج التحضير لأغنيات جديدة وقتاً طويلاً وهدوءاً، بعيداً عن فلاشات الكاميرات وأضواء المسارح. ولهذا فأنا لا أظهر إلا في حفلة واحدة فقط في مصر في السنة، وغير ذلك أغني في الخليج ولبنان وعدد من دول أوروبا واميركا. لكنك لم تقدمي جديداً طوال العامين الأخيرين، وحتى ألبومك لم يلق النجاح المتوقع؟ - من قال ذلك؟! لقد تخطت مبيعات الألبوم المليون نسخة، وهذا ثابت من دفاتر شركات توزيع الكاسيت. لم يُحدث الدوي الذي أحدثته زيارتك الأولى لمصر قبل صدوره بأربعة أشهر فقط؟ - ربما اتفق معك، وإن كنت أنا شخصياً لم أتوقع له أن يُحدث الدوي الذي أشرت اليه، لأن الجمهور في مصر حصل على جرعات عالية من فني طوال الأشهر السابقة. ولا تنسى أيضاً أن استقبال الفنان للمرة الاولى يمتزج فيه الاعجاب بالانبهار، وهو ما يزول بعد التعود عليه. وفي ضوء كل هذا فأنا أرى أن النجاح الذي حققه الألبوم مرضٍ جداً. قيل أيضاً إنك منذ ابتعدت عن وائل كفوري لم تحققي نجاحاً يذكر؟ - بعصبية ليس في قدرة أحد أن يصنع نجاح الآخرين، ولو أني لا أمتلك إمكانات النجاح من صوت جيد وفن راق ما كنت نجحت مع وائل أو غيره. ثم دعنا نقيّم بموضوعية تجربة الغناء المشترك مع وائل لنعرف من الذي ساهم في نجاح الآخر: لقد كان وائل يغني "من حبيبي أنا" قبل أن اشترك معه فيها بأربع سنوات، ولم تعلق الأغنية في ذاكرة أحد الى أن غنيتها معه "فكسرت" الدنيا، فمن الذي صنع نجاح الآخر إذن؟ البعض دلل على خلو خزانتك من الفن الجيد إعادتك تقديم اغنيات ليلى مراد وفايزة أحمد؟ - لم أغنِ لليلى مراد وفايزة أحمد طمعاً في التمسح بنجاحهما، وإنما لأنني أحبهما وأعشق تراثهما الفني، أخذت أغنية لكل واحدة منهما، وهي "سنتين وأنا أحايل فيك"، و"خيلكوا شاهدين" وأعدت توزيعهما موسيقياً لتظل الأغنيتان في الأذهان، وهو تصرف يفعله مطربون كثيرون، ولم يقل أحد لأي منهم أنه يتمسح في شهرة صاحب الأغنية الاصلي. فالعبرة في النهاية بما أضيفه للأغنية القديمة من إحساس وشخصيتي الفنية. بصراحة، يرى كثيرون إنك مطربة تشاهد ولا تسمع؟ - الجمال ميزة حباني بها الله وليست جريمة أن أكون مطربة جميلة. لكن الجمال لا يصرف الجماهير عن الاهتمام بما تقدمه المطربة من فن، ولهذا فهو لا يشفع لها بالاستمرار إلا إذا كانت تمتلك موهبة متميزة. وأنا أرفض أن أكون مجرد ديفيليه يشاهده الناس ولا يسمعونه. نشرت مجلة فنية تصريحاً لك أن مصر لم تقدم سوى أم كلثوم، فهل هذا رأيك فعلاً؟ - لا يمكن أن أكون قد قلت هذا الكلام الفارغ، لأنه لا يصدر إلا عن شخص لا يفهم في الفن. ورأيي الذي أقوله باستمرار، أن أم كلثوم هي قمة الغناء في مصر، مثلما فيروز هي قمة الغناء في لبنان. وهذا لا ينفي وجود اصوات عدة جميلة وناجحة. لكن قمة الهرم محجوزة في كل بلد لهاتين المطربتين الرائعتين. ما مشاريعك المقبلة؟ - أحضر حالياً لألبوم جديد سيكون مفاجأة كبيرة لجمهوري، إذ أظهر فيه بشكل مختلف تماماً عما اعتاده الناس. كما سأتعاون فيه للمرة الأولى مع حميد الشاعري كموزع، واعتقد أنه سيكون نقلة فنية مهمة جداً في حياتي. ما طموحاتك الفنية؟ - طموحاتي أكبر من أن أسردها على الورق. هل أنت إنسانة محظوظة؟ - نعم، لكنني مجتهدة جداً ولهذا يأتيني الحظ. موهبتك في الرسم... كيف تفيدك كمطربة؟ - لا توجد استفادة مباشرة، لكن الرسم يعطيني ساعات من الاسترخاء والهدوء النفسي كل اسبوع، فكلما انجزت لوحة جديدة يزداد إحساسي بالسعادة، وهذا ينعكس على غنائي.