هزّ انفجار عنيف وسط مدينة ناتانيا قبل يوم واحد من انطلاق مفاوضات الوضع النهائي الفلسطينية - الاسرائيلية الرسمية، في الوقت الذي استهل رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك هذه المفاوضات بالموافقة على توسيع مستوطنة بعشرة أضعاف مساحتها الحالية في اطار رؤيته الخاصة لوضع المستوطنات في ظل "التسوية النهائية". وأسفر انفجار قنبلة وضعت في "ماسورة" معبأة بالمسامير قرب أحد البنوك في ناتانيا عن جرح 27 اسرائيلياً وصفت اصابة اثنين منهم بالخطيرة، فيما عثرت الشرطة الاسرائيلية خلال عمليات التمشيط التي أجرتها في المكان على عبوة ناسفة ثانية جرى نقلها وتفجيرها في مكان بعيد بعدما تعثر إبطال مفعولها حيث وُجدت. واعتقلت الشرطة الاسرائيلية فلسطينيين من مدينة طولكرم في الضفة الغربية كانا قرب موقع الانفجار، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. وأعلن باراك في بيان صحافي عزمه "القضاء على الارهاب" مطالباً الرئيس ياسر عرفات بوقف مثل هذه العمليات، فيما قال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افرايم سنيه في أول رد فعل له على الحادث: "لا توجد لدى اسرائيل نيّة لوقف العملية التاريخية السلمية مع الفلسطينيين بسبب مثل هذه العمليات". واستنكرت السلطة الفلسطينية بلسان الأمين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم حادث الانفجار ووصفته بأنه عمل "تخريبي يهدف الى تدمير الاندفاعة الجدية والحقيقية التي حصلت في لقاء القمة في أوسلو". واتهم عبدالرحيم بعض القوى المتطرفة في ايران وحزب الله والجهاد الاسلامي وحماس بالوقوف وراء العمليات، مشيراً الى أن السلطة الفلسطينية نجحت في افشال بعضها في الفترة الاخيرة. في غضون ذلك، عقد الطاقم التفاوضي الفلسطيني سلسلة اجتماعات توطئة لجلسة المفاوضات الرسمية الاولى مع الطاقم التفاوضي الاسرائيلي في شأن المحادثات النهائية للاراضي الفلسطينية المحتلة. ومن المقرر أن تعقد اليوم الجلسة الاولى التي سيترأسها عن الجانب الفلسطيني وزير الثقافة والاعلام ياسر عبدربه، وسفير اسرائيل في الاردن عوديد عيران عن الجانب الاسرائيلي في فندق "غراند بارك" في مدينة رام الله بعد تأجيلات متكررة. وتوقعت مصادر فلسطينية مطلعة أن يسود التوتر وقائع الجلسة الاولى في ظل ما كُشف عن موافقة باراك على مضاعفة مساحة مستوطنة ايتمار عشرة مرات في اطار صفقة مع زعماء المستوطنين لتمرير لعبة "المستوطنات القانونية وغير القانونية" ولإضفاء شرعية على المستوطنات الكبيرة التي يريد باراك ابقاءها في الضفة في اطار أي تسوية مع السلطة الفلسطينية. وتقع المستوطنة المذكورة على السفوح الغربية للضفة الفلسطينية التي تقع فيها مصادر المياه الجوفية التي تريد اسرائيل الاحتفاظ بها لضمان سيطرتها على المياه.