تنصل الفلسطينيون من عملية مستوطنة ، التي قتل فيها 3 أطفال إسرائيليين ووالداهما طعنا بالسكين وهم نيام في منزلهم في المستوطنة القريبة من نابلس أول من أمس.وقالت السلطة الفلسطينية ومعها فصائل مثل حماس، إنه ليس من عادة الفلسطينيين قتل أطفال رضع، مشككة في الاتهامات الإسرائيلية أن فلسطينيين يقفون وراء العملية. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، ومحللون عسكريون في التلفزيون الإسرائيلي وجهوا أصابع الاتهام لحركة حماس، وقالوا إن العملية انطلقت من نابلس «معقل حماس». غير أن حماس نفت أي علاقة لها بالعملية، وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن لا علاقة للحركة بهذه العملية، وإن استهداف الأطفال لا يندرج في إطار سياسة حماس وتنظيمات فلسطينية أخرى. ولم يستبعد الرشق أن يكون مستوطنون آخرون هم من نفذوا العملية على خلفيات جنائية، وذلك كما حصل في حوادث سابقة هزت المجتمع الإسرائيلي. وهذا ما ذهبت إليه الحكومة التابعة لحماس في غزة، محذرة الاحتلال الإسرائيلي من تصدير أزماته الداخلية على حساب الشعب الفلسطيني وقطاع غزة. وقال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة«إن حكومتنا تتابع عن كثب التصعيد الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني ومحاولة الزج وإقحام قطاع غزة في حادث القتل الذي جرى في مستوطنة إيتمار في محاولة لتبرير عمل عدواني ضد القطاع». وأضاف «في الوقت الذي نفت فيه المقاومة الفلسطينية وحركة حماس علاقتها بعملية إيتمار فإننا لا نستبعد أن تكون خلفية جنائية وراء الحادث». وتأتي الإدانة الضمنية لحماس للعملية، بعد إدانة واضحة من قبل السلطة الفلسطينية التي قال رئيس الوزراء فيها سلام فياض إنه يدين العنف والعنف المضاد مهما كانت أسبابه. وأعرب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عن تحفظه على سرعة اتهام إسرائيل للفلسطينيين بارتكاب الاعتداء، قائلا إنه لم يسبق أن قام أي فلسطيني بقتل رضيع وذبح أشخاص بهذا الشكل تحت أي مسمى وطني أو لغرض الانتقام. ولم يعلن أي فصيل فلسطيني معروف وقوفه خلف العملية التي قتل فيها 3 أطفال، بينهم رضيع، بخلاف عمليات سابقة، ووحدها كتائب عماد مغنية، هي التي أعلنت أنها تقف وراء هذا الهجوم، وهو إعلان لم يأخذ إسرائيليا وفلسطينيا على محمل الجد، إذ إن هذه المجموعة طالما تبنت عمليات اتضح أنها لفصائل أخرى. ورغم النفي والتشكك الفلسطيني، بهوية منفذي الهجوم، أصرت إسرائيل على أنهم فلسطينيون، وقال وزير الدفاع إيهود باراك «إن الاعتداء الذي راح ضحيته أفراد عائلة فوغيل في مستوطنة إيتمار هو بمثابة تذكير مؤلم ولا يطاق للثمن الذي ندفعه لقاء نضالنا من أجل الحفاظ على سيادتنا ووجودنا على أرضنا». وأضاف «أنا على ثقة تامة بأن القبضة الحديدية لجيش الدفاع وجهاز الأمن العام ستضرب القتلة بكل قوة وبسرعة متناهية حيث سيلقى القبض عليهم، وسنجري معهم حسابا عسيرا». وأردف خلال مراسم تأبينية لإحياء ذكرى جنود من الجيش الإسرائيلي مفقودين: «إن الإسرائيليين وحدهم سيحددون وسيحافظون على أمن ومستقبل وحدود دولتهم، وليس الإرهاب الآثم». وفي وقت أضرت فيه العملية بالعلاقات السياسية بين إسرائيل والسلطة بعد اتهام إسرائيل السلطة بالتحريض، وقرارها الرد عبر بناء مستوطنات جديدة في الضفة، فإن الجانب الأمني في العلاقات لم يتضرر. واتصل منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية الميجور جنرال إيتان دانغوط هاتفيا برئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وتعهد الجانبان بمواصلة التنسيق الأمني بين الطرفين. وواصلت إسرائيل أمس عمليات تمشيط واسعة في شمال الضفة الغربية بحثا عن منفذي الهجوم، في وقت أبقت فيه على إغلاق مدينة نابلس بشكل كامل. أما المستوطنون الغاضبون فهاجموا بقوة تجمعات الفلسطينيين في القرى القريبة من مستوطنات شمال الضفة وجنوبها. كما أغلقوا طرقا رئيسية بين مدن الضفة واعتدوا على السيارات الفلسطينيين ومنازلهم. وقال المستوطنون إنهم سيجعلون الفلسطينيين يدفعون الثمن. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية رفع مستوى التأهب خوفا من قيام مستوطنين بأعمال انتقامية. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد «رفعنا مستوى إنذارنا لنكون مستعدين لمواجهة أي فوضى محتملة».