ينعقد اليوم الجمعة اول اجتماع لسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن منذ توقف الاجتماعات في نيويورك في شأن مشروع القرار العراقي قبل شهر ونصف شهر. وأكدت مصادر بريطانية ان الاجتماع لسفراء الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنساوبريطانيا سيعيد بحث المشروع العراقي الى مجلس الامن، بدءاً بالدول الخمس. وذكرت مصادر فرنسية ان التقارب بين الموقفين الفرنسي والبريطاني عائد الى "الرغبة المشتركة في اصدار مجلس الامن قراراً عما قريب". لكن التقارب الفرنسي مع بريطانيا، لا يمثل تقارباً مع الولاياتالمتحدة. ذلك ان الموقفين الفرنسي والاميركي ما زالا متباعدين حسب هذه المصادر. وتوصلت الديبلوماسية الفرنسية - البريطانية الى لغة مشتركة هدفها سد الفجوة بين الموقف الاميركي من جهة والموقفين الروسي والصيني من جهة اخرى، سيما في اطار "آلية اطلاق" تعليق العقوبات على العراق. وعلمت "الحياة" ان اللغة المشتركة تربط تعليق العقوبات ب"تعاون" العراق و"بالتقدم" المحرز في مجال نزع السلاح وعودة المفتشين والرقابة الدائمة. واتفقت الديبلوماسية البريطانية والفرنسية على ان تحاول فرنسا اقناع روسيا والصين بهذه اللغة فيما تحاول بريطانيا اقناع الولاياتالمتحدة بها. وتترك الصيغة اللغوية مجالاً لتفسيرات مختلفة تأمل الديبلوماسية الفرنسية - البريطانية ان توافق عليها الدول الخمس رغم اعترافها بأن المواقف الروسية - الاميركية ما زالت متباعدة جداً. وأكدت مصادر فرنسية ان "لا شيء متفق عليه الى حين الاتفاق على شيء بين الدول الخمس". وقالت ان الامر يعتمد على مدى اصرار الولاياتالمتحدة على رفض التفاوض على مشروع القرار البريطاني. فاذا كانت واشنطن مستعدة للتفاوض، فان اجتماعات سفراء الدول الخمس قد تؤدي الى نتيجة، واذا لم تكن مستعدة، فالنتيجة معروفة. وفيما انصبت الجهود على ايجاد لغة مشتركة لآلية اطلاق تعليق العقوبات، بقيت المواقف متباعدة في تفاصيل اخرى من شروط وظروف تعليق العقوبات المفروضة على العراق. لكن بعض الدول جهز اسماء افراد يقترحهم لترؤس الهيئة الجديدة لنزع السلاح التي ستحل محل "اونسكوم"، فيما تمسك بعضها الآخر بسرية الاسماء خوفاً من حرقها. وبين الاسماء المقترحة، سفير فنلندا الحالي لدى اسرائيل.