"أسلوب القص في قصص فتحي غانم القصيرة" هو عنوان بحث للناقدة المصرية عفاف عبدالمعطي وكانت تقدّمت به كأطروحة لنيل شهادة الماجستير في كلية الآداب في جامعة عين شمس. وتكمن اهمية البحث في انه الاول من نوعه يدرس قصص غانم القصيرة دراسة وافية، إذ لم يول الباحثون قصصه القصيرة اهتماما يذكر، وانصب اهتمامهم على نتاجه الروائي فقط. وقد مارس غانم الكتابة بأنواعها على مدار يقرب من نصف قرن، ومارس كتابة القصة القصيرة على مدي اربعين عاما منذ مجموعته الاولى "تجربة حب" 1958 مرورا بالثانية "سور حديد مدبب" 1964 وانتهاء بمجموعاته الثلاث الاخيرة. "الرجل المناسب" 1984 و"بعض الظن اثم .. بعض الظن حلال" 1991، و"عيون الغرباء" 1997. وخاض الكاتب في هذه المجموعات الخمس - كما تؤكد الباحثة - حرائق كتابية متباينة وحملت كل مجموعة منها صيغة ابداعية متفردة. وقسمت الباحثة اطروحتها الى مقدمة عن فنية القصة القصيرة، واربعة فصول تناول الاول منها لغة القصص، والثاني الراوي الموضوعي واسلوبية المروي، والفصل الثالث الراوي الذاتي واسلوبية المروي، واخيراً تناول الفصل الرابع رؤية العالم لدى الكاتب فتحي غانم. وخلصت الباحثة في النهاية الى عدد من النتائج منها أن قصص الكاتب عبر مراحلها الكتابية المختلفة مثلت بنية هجينة على مستوى الخطاب والقص في الوقت ذاته، إذ حاول الخطاب التقليدي في المجموعة الاولى "تجربة حب" 1958 والخطاب الفانتازي في مجموعته الثانية "سور حديد مدبب" 1964 أن يمثل الحالة الفكرية الكتابية التي اراد الكاتب التعبير عنها اما المجموعات الثلاث الاخيرة، فقد جاءت بنية القص فيها متواترة باحثة عن امكان تجاوز قصص فتحي غانم الأولى وضعف المحكى في المجموعتين الاوليين، وحاول غانم مغالبة التقرير الصحافي في الكتابة - بوصفه صحافيا - وجعل النص متمايزا علي المستوى السردي اما عبر تجربة حياتية خاصة به، او بفعل انساني يمثل رافدا دلاليا تعبيريا دالاً على صاحبه. وحمل التطور الاسلوبي للكاتب ظاهرة جلية خاصة في المجموعات الثلاث الاخيرة والتي تحول فيها الطلل الي معمار، والاثر الى واقع، والغياب الى حضور، كماحدث تقدم بيّن في استخدام تقنيات الكتابة الحديثة وتجاوز ظاهر للمرحلة الاولى وهو ما قصد الى بنية سوسيولوجية خاصة دالة فعلياً على نمو انتاج الخطاب القصصي للكاتب فتحي غانم.