ربطت واشنطن الغاء العقوبات المفروضة على بلغراد باجراء انتخابات ديموقراطية في يوغوسلافيا، واعتبرت المعارضة الصربية ذلك تحولاً ايجابياً في الموقف الاميركي. في غضون ذلك نقل تلفزيون بلغراد امس الخميس عن وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش ان المسؤولين في حلف شمال الاطلسي والادارة الاميركية "لا يملكون حق التحدث عن الديموقراطية في صربيا، لأن نواياهم الحقيقية تقوم اصلاً على الهيمنة". وقال "ان السلطة في يوغوسلافيا تتعرض للانتقادات الغربية لسبب وحيد وهو المتعلق بمقدرتها الحفاظ على سيادة بلادها". الى ذلك ابلغ مسؤول في الحزب الاشتراكي الحاكم "الحياة" في مكالمة هاتفية من بلغراد، ان الولاياتالمتحدة "تسعى الى احتلال صربيا لاكمال هيمنتها على منطقة البلقان، وبعدما تعذر عليها ذلك من خلال حربها العدوانية التي شنها الحلف الاطلسي فانها تعمل لتحقيق مآربها عن طريق حفنة من العملاء الذين بلغت اجورهم التي تقاضوها نقداً حتى الآن اكثر من 25 مليون دولار". وأضاف مسؤول الحزب الذي يتزعمه الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش ان "لا جديد في الموقف الاميركي الذي يعمل كل ما في وسعه لمواصلة الضغط على صربيا وزيادة معاناة مواطنيها". ووصف زوران جينجيتش الذي تزعم المعارضين الذين التقوا وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت في واشنطن انه "نفسه كان يجتمع بالمعتدين في العواصم الغربية اثناء عدوان الحلف الاطلسي ويتفق معهم على الاهداف الحساسة التي كان يجري قصفها في يوغسلافيا". وقال "انه جينجيتش خائن اصبح منبوذاً من الغالبية العظمى من الصرب وسكان يوغوسلافيا". وأشار المسؤول الاشتراكي الى ان جينجيتش "طلب من اسياده المعتدين مواصلة القصف لمدة ثلاثة اسابيع اخرى كي يكون بالامكان تدمير يوغوسلافيا وتوفير المجال لتنصيبه رئيساً لها". ومن جهة اخرى، نقلت مصادر الحزب الديموقراطي الذي يرأسه جينجيتش ل"الحياة" عنه قوله "ان الموقف الاميركي يمثل تحولاً مهماً، لأن الولاياتالمتحدة ايقنت ضرورة تغيير استراتيجيتها السابقة القائمة على ان العقوبات الاقتصادية تدفع المواطنين الى مزيد من الاستياء والخروج الى الشوارع للمطالبة باستقالة ميلوشيفيتش". وأوضح ان الموقف الاميركي الجديد "يمثل تأييداً مطلقاً للمعارضة الصربية التي تجد في احلال الديموقراطية سبيلاً لانهاء العزلة الدولية التي تعاني منها يوغوسلافيا ووضع حد للعقوبات التي ينصب ضررها على الشعب". وكانت اولبرايت أفادت بعد لقائها مع قادة المعارضة الصربية في مقر وزارة الخارجية الاميركية ان العقوبات "سترفع عن صربيا بعد اجراء انتخابات حرة ونزيهة". وقالت اولبرايت "ان صربيا اصبحت جاهزة لإحداث تغيير في السلطة، وان هناك رغبة قوية فيها للحرية والمحاسبة لانهاء الفساد والغطرسة والقمع". وأضافت ان الولاياتالمتحدة "ستدرس تقديم مساعدات لاعادة بناء صربيا، اذا اجريت فيها انتخابات حرة".