اتفق زعماء الاحزاب: الديموقراطي، والمدني، والديموقراطية الجديدة، و12 حزباً معارضاً آخر، في يوغوسلافيا على توثيق التعاون في اطار حملتها لإطاحة الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، فيما رفضت "حركة التجديد الصربية" القومية بزعامة فوك دراشكوفيتش الالتزام بالاتفاق ما اعتبر استمراراً للانقسامات في صفوف المعارضة الصربية. في غضون ذلك فرضت محكمة في بلغراد غرامة بالعملة المحلية دينارا تعادل 29 ألف دولار، على صاحب مطبعة "اي. بي. سي غرافيك" تشيدومير يوفانوفيتش وهو عضو قيادي في الحزب الديموقراطي برئاسة زوران جينجيتش لطبعه النشرة اليومية لتكتل "التحالف من أجل التغيير" في مطبعته "من دون الحصول على ترخيص من وزارة الاعلام في حكومة صربيا" وأفاد يوفانوفيتش في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان المرافعة جرت بعد يوم من حجز النشرة "من دون وجود فرصة كافية للاجابة على التهمة وتولي محامين الدفاع". وندد يوفانوفيتش بشدة ب"استيلاء أجهزة الأمن الصربية على 36 ألف نسخة من نشرة التحالف ليوم الاربعاء الماضي، وجعلها مادة للحكم، على رغم ان مطبعة غرافيك تطبع منذ أكثر من شهر هذه النشرة اليومية من دون مراجعة أي جهة حكومية في شأنها". وقوّم الحكم بأنه "انذار بعدم طبع أي شيء سياسي من دون عرضه على الحكومة والحصول على رضاها في شأنه واجراء تعديلاتها عليه". وأشار يوفانوفيتش الى ان "اعتداء السلطات" لم يقتصر على مصادرة نشرة التحالف من أجل التغيير، بل امتد الى استجواب المسؤول في الحزب الديموقراطي بويان ستانويفيتش في مركز أمني وحرق سيارة المدير العام للمطبعة سلافوليوب كاساريفيتش من اشخاص مجهولي الهوية". ومن جهة أخرى، تضمن الاتفاق الذي وقعه 15 حزباً معارضاً 12 بنداً ركزت على "ضرورة توفير شروط نزيهة لانتخابات عامة في صربيا وامتناع الموقعين عن أي نشاط احادي يتناقض مع الاتفاق وان تسري بنود الاتفاق على الفترة السابقة للانتخابات وبعدها". كما تعهد الموقعون "عدم التعاون بأي شكل مع أحزاب الائتلاف الحكومي الحالية وهي الاشتراكي واليسار الموحد والراديكالي". واكد الناطق الرسمي باسم حركة التجديد الصربية ايفان كوفانشيفيتش في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان حزبه رفض التوقيع على الاتفاق الجديد "لوجود اتفاق سابق وقعه مع هذه الاحزاب نفسها". واتهم زعيم الحزب الديموقراطي زوران جينجيتش بأنه من خلال تعدد الاتفاقات يسعى الى فرض هيمنته على مواقف المعارضة "وهذا ما لا يمكن ان تقبل به حركة التجديد الصربية". وأشار الى ان جينجيتش "ليس جاداً في إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري، وهو ما يدخل في مصلحة ميلوشيفيتش، لأن تأخير موعد الانتخابات يخدم الحزب الاشتراكي الساعي الى تبييض وجهه".