روما - رويترز - يبدأ رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما زيارة ديبلوماسية تاريخية لليبيا هذا الاسبوع، ليصبح اول رئيس حكومة أوروبي يلتقي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي منذ 15 عاماً. ويصل داليما الى طرابلس الاربعاء ايذاناً باول خطوة رئيسية تقوم بها دولة من اوروبا الغربية لاخراج ليبيا من عزلتها منذ ان سلم القذافي ليبيين يُشتبه بهما في تفجير طائرة ركاب اميركية فوق لوكربي اسكتلندا عام 1988 مما اسفر عن مقتل 270 شخصاً. ويغادر داليما ليبيا الخميس. وتمثل الزيارة ايضاً نموذجا آخر على الخطوات الواثقة للسياسة الخارجية لايطاليا التي اضطلعت بدور المحاور الاوروبي مع دول "مارقة" او تعاني عزلة في شمال افريقيا والشرق الاوسط. وكان الوزراء الايطاليون في طليعة من قاموا بزيارات رسمية لايران في اعقاب انتخاب الرئيس الاصلاحي الايراني محمد خاتمي. وكانوا ايضاً ضمن اول من سافروا الى الجزائر بعدما تولى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة زمام السلطة في البلاد في نيسان ابريل الماضي. ووقع اختيار كل من الرئيسين خاتمي وبوتفليقة على ايطاليا لتكون اول دولة غربية يزورانها بعد توليهما الرئاسة. وتتردد إشاعات في روما تفيد ان مسؤولين ليبيين طلبوا ان يتوجه داليما بدعوة شخصية للقذافي ليقوم بزيارة لايطاليا التي كانت تستعمر ليبيا بين 1911 و1943. ولم يتم التأكد رسمياً من مثل هذا الطلب. وتمثل زيارة القذافي لايطاليا وهي دولة عضو في الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي انتصاراً ديبلوماسياً له بعدما اعرب عن استعداده لانهاء العزلة التي تعاني منها بلاده وفتح ابواب الاستثمارات الخارجية على مصراعيها امامها. إلا ان منظمة العفو الدولية تتهم ليبيا بمواصلة انتهاكات حقوق الانسان. وكانت المرة الأخيرة التي التقى فيها القذافي مع احد زعماء الاتحاد الاوروبي عندما سافر الى جزيرة كريت في 1984 في الوقت الذي كان رئيس الوزراء اليوناني في ذلك الوقت اندرياس باباندريو يرأس اجتماعاً مع مسؤولين فرنسيين في شأن انسحاب مشترك لقوات ليبية وفرنسية من تشاد. وفي اليوم الذي اعقب قرار مجلس الامن في نيسان ابريل الماضي بتعليق العقوبات التي كانت فرضت على ليبيا عام 1992 في شأن قضية لوكربي، وصل وزير الخارجية الايطالى لامبرتو ديني الى طرابلس. ونُقل عن القذافي قوله لديني اثناء اجتماعهما ان ليبيا ستصبح جسر ايطاليا الى افريقيا وستكون ايطاليا الباب الذي ستدخل منه ليبيا الى اوروبا. وكانت ايطاليا المحرك الرئيسي وراء اقناع اعضاء المنتدى الاوروبي المتوسطي بالسماح لليبيا بالإشتراك كمراقب في اجتماع عقد في نيسان الماضي. وانشىء هذا المنتدى عام 1995 للنهوض بالعلاقات الامنية والتجارية بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والدول المطلة على البحر المتوسط. مقتل 4 عسكريين ليبيين؟ وفي لندن "الحياة"، أعلنت جماعة ليبية معارضة قتل أربعة ضباط الاسبوع الماضي في بنغازي، شرق ليبيا. وقال ناطق باسم "حركة الشهداء الإسلامية" ان الأربعة قُتلوا في حي البركة في بنغازي. واعتبر ان قتلهم رد على قتل أربعة من الإسلاميين، بينهم شخص يدعى محمد الطير، في بنغازي في ايلول سبتمبر الماضي. وأكد ان قوات الأمن عززت قواتها في المدينة. وشهدت بعض المدن الليبية مواجهات بين قوات الأمن ومجموعات إسلامية مسلحة عامي 1996 و1997. إلا ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أكد أخيراً ان بلاده قضت على هذه الجماعات. وبالفعل، لم يُسجّل أي نشاط بارز للجماعات الإسلامية في ليبيا في السنتين الماضيتين.