جدد حزب العدالة والتنمية، الاسلامي المعتدل، ثقته في الدكتور عبدالكريم الخطيب أميناً عاماً له في خطوة تؤكد استمراره على رأس الحزب لأكثر من عشرين عاماً. واعتبر النائب عبدالإله بنكيران العضو القيادي في حزب العدالة والتنمية في اتصال مع "الحياة" اعادة انتخاب الخطيب في نهاية أعمال المؤتمر الرابع للحزب، أمراً طبيعياً على اعتبار "الاجماع الذي يحظى به الخطيب داخل قواعد الحزب والاحترام الذي تكنه له التشكيلات السياسية المغربية". واكد أهمية استمرار الخطيب في موقعه القيادي للحزب في الظروف الراهنة. وقال بنكيران ان المنتسبين القدامى لحزب العدالة والتنمية يثقون في الخطيب، وان المنتسبين الجدد يكنون كذلك احتراماً كبيراً له. وأضاف ان ذلك سببه ان الخطيب "شخصية لها علاقات بالقصر الملكي والاحزاب السياسية، ولديها مشروعية تاريخية كبيرة". يذكر ان الدكتور عبدالكريم الخطيب يرأس حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه عام 1967. وتربطه بقادة الاحزاب المغربية - سواء في الكتلة الحاكمة أو المعارضة - علاقات وطيدة تعود الى فترة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي. وكان الخطيب فجّر المفاجأة عند بدء أعمال المؤتمر الرابع للحزب في الرباط بطلب اعفائه واقتراح عضو آخر يحل محله أميناً عاماً. بيد ان هيئات الحزب المختلفة جددت اختياره أميناً عاماً للعدالة والتنمية. وانشأ حزب العدالة والتنمية أخيراً كتلة برلمانية تضم 12 عضواً برئاسة المحامي مصطفى الرميد الذي ينوب عن منطقة الدار البيضاء في مجلس النواب، بعد انشقاق نائبين عن حزبين من اليمين والوسط. وبذلك بات أول حزب اسلامي يمتلك مثل هذا التمثيل في البلاد. وكان لافتاً في المؤتمر الرابع للحزب مشاركة اعداد كبيرة من الاصوليين من جهات مختلفة من البلاد في مقدمهم عضوان ينتسبان الى جماعة العدل والاحسان المحظورة هما عبدالواحد المتوكل وفتح الله ارسلان. ونُظر الى الكلمة التي ألقاها المتوكل خلال المؤتمر على انها "بداية انفراج داخل حركة العدل والاحسان" التي يعيش زعيمها الداعية عبدالسلام ياسين رهن الاقامة الجبرية. وعبر بنكيران ل"الحياة" عن أمله في الافراج قريباً عن الشيخ ياسين. بيد انه أضاف ان رفع الإقامة الجبرية عنه "مسألة وقت ليس إلا". وأشار الى ان حزبه كان على استعداد لاستقطاب اعداد كبيرة من المتعاطفين معه، في اشارة الى الدعم الشعبي الذي يحظى به. لكنه أوضح ان مستوى تمثيل جماعة العدل والاحسان المحظورة في الشارع المغربي أكبر من تمثيل حزبه. وعن عودة البشير بن بركة، نجل المهدي بن بركة المعارض الاتحادي الذي قُتل عام 1965، رحب بنكيران بالخطوة، معتبراً انها "طبيعية". واشار الى ان العائلة لها الحق في "معرفة حقيقية ما جرى للمهدي بن بركة". وأضاف: "إذا كانت هناك جهات تعلم ما وقع فلتكشف عن ذلك". وعلى صعيد أعمال المؤتمر، انتخب السيد سعدالدين العثماني نائباً للامين العام خلفاً للسيد بنكيران. كذلك جدد اعضاء المجلس الوطني للحزب الثقة في السيد عبدالله الوكوتي. وكانت أعمال المؤتمر الوطني الرابع لحزب العدالة والتنمية عرفت مشاركة عدد من زعماء وممثلي الاحزاب السياسية ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني. وكان حزب العدالة والتنمية فوض لأمانته العامة صلاحية معاودة النظر في موقف المساندة النقدية التي يتبناها ازاء الحكومة. وأوضح البيان الختامي للمؤتمر ان ذلك رهن ب"التزام الحكومة بما وعدت به في التصريح الحكومي واحترامها للمقومات الاسلامية". واكد بنكيران ان حزب العدالة والتنمية برئاسة عبدالكريم الخطيب سيواصل دعم الحكومة مع الاحتفاظ بحق النقد في المسائل التي تمس مبادئ الحزب.