وصف نائب برلماني مغربي تشكيل كتلة سياسية في البرلمان تابعة لحزب العدالة والتنمية ذي التوجه الاسلامي المعتدل بأنه "تطور سياسي". وصرح النائب البرلماني المنتسب الى حزب العدالة والتنمية السيد عبدالإله بن كيران الى "الحياة" امس بأن تشكيل حزبه كتلة سياسية داخل البرلمان "أمر عادي ولا يدعو الى الاستغراب"، غير انه أضاف ان تشكيل مجموعة برلمانية "سيمكن الحزب من تعزيز عمله السياسي واكتساب مرونة أكثر في الحركة وفرصة أكثر للمشاركة في قرارات مجلس النواب ومساءلة الحكومة". واكد ان من شأن تشكيل المجموعة تطوير الوضع السياسي للحزب داخل المغرب. وكان حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه الدكتور عبدالكريم الخطيب أنشأ كتلة برلمانية تضم 12 عضواً خلال جلسة عامة لمجلس النواب أول من أمس في الرباط. وبحصول الحزب على كتلة في البرلمان بعد انشقاق نائبين عن حزبين من اليمين والوسط يصبح أول حزب اسلامي يمتلك مثل هذا التمثيل في البلاد. ويرأس المجموعة البرلمانية للحزب في مجلس النواب المحامي مصطفى الرميد الذي ينوب عن منطقة الدار البيضاء في المجلس. وفي شأن العضوين اللذين انضما الى الحزب، قال بنكيران ان احدهما "كان دوماً متعاطفاً مع حزبه" وهو السيد عبدالله آيت شعيب الذي كان عضواً في حركة التوحيد والاصلاح وترشح مع حزب الحركة الاجتماعية الديموقراطية التي يقودها السيد محمود عرشان "وعندما احتجناه انضم الينا". أما الثاني فهو السيد الكرومي وخرج من الحركة الشعبية. وقال بنكيران "لا يجب تعليق آمال كبيرة على تشكيل كتلة برلمانية على رغم ان ذلك يتيح للحزب راحة أكثر في العمل السياسي". وتساءل عما اذا كانت الحركة الاسلامية أقل شأناً في المغرب من أحزاب حديثة العهد وحصلت على كتل داخل البرلمان. وقال المسؤول البرلماني ان "الحركة الاسلامية موجودة في المغرب منذ عهد المولى ادريس الأول. وطبيعي ان تكون لدينا مجموعة سياسية". وتناول بنكيران الانباء التي أشارت الى ان حزب العدالة والتنمية "أول قوة اسلامية في البلاد"، وقال: "ربما نكون على المستوى السياسي من بين القوى الأولى". وتوقع ان يحرز حزبه تقدماً خلال الانتخابات المقبلة. واشار الى ان حركة العدل والاحسان المحظورة التي يتزعمها الداعية عبدالسلام ياسين تشكل القوة الاسلامية الأولى في المغرب. وقال: "لسنا غالبية ولكننا حاضرون في المجتمع". وفي شأن وضع الشيخ ياسين الموجود رهن الاقامة الجبرية، قال بنكيران ان حركة العدل والاحسان "لا تستطيع التحرك داخل المجتمع على رغم قوتها العددية. وعندما ذهبوا الى المخيمات ذهب الناس معهم"، في اشارة الى احداث مخيمات صيفية في بعض المناطق المغربية شارك فيها مناصرون للحركة ومتعاطفون مع التيارات الاسلامية. وأضاف ان حركة العدل والاحسان "لا تريد الدخول في الواقع السياسي ويبدو انهم مرتاحون في الوضع الذي يوجدون عليه"، في اشارة الى وضع الشيخ ياسين تحت الإقامة الجبرية، وتردّد أنباء عن إمكان السماح له بحرية الحركة والتنقل.