نزع مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي صاعق "قنبلة" سياسية ايرانية - اميركية، إذ كشف رفض طهران طلباً لواشنطن بإرسال أميركيين لفتح مكتب لرعاية المصالح في بلاده. لكن ادارة الرئيس بيل كلينتون نفت الطلب. جاء ذلك وسط استمرار السجال مع الولاياتالمتحدة في شأن اليهود الايرانيين ال13 المعتقلين في ايران بتهمة التجسس لإسرائيل. ونفى رئيس محكمة الثورة غلام حسين رهبربور ما نقلته عنه الصحف الايرانية في شأن امكان اطلاق بعض المتهمين قريباً. وتشهد ايران اليوم تجمعاً ضخماً لقوات التعبئة الباسيج المكلفة "الدفاع عن الثورة من اخطار الداخل والخارج"، خصوصاً ما تصفه طهران ب"الخطر الأميركي - الصهيوني". وأمام حشد من طلاب الجامعة كشف خامنئي ليل اول من امس ان طهران رفضت اقتراحات اميركية بإيفاد مسؤولين اميركيين اليها لتأسيس مكتب لرعاية مصالح الولاياتالمتحدة. وتحدث عن ضغوط اميركية منذ فترة، مضيفاً أن المسؤولين الايرانيين لم يسمحوا بذلك. وزاد مرشد الجمهورية: "يريدون انشاء مكتب استخبارات وموقع سياسي في قلب طهران، وايران لن تسمح". في غضون ذلك قال رئيس محكمة الثورة الايرانية ان "الضغوط الخارجية" لن تؤثر في ملف اليهود ال13 المتهمين بالتجسس لإسرائيل، نافياً احتمال اطلاق عدد منهم قريباً. كما نفى تثبيت أحكام بإعدام ثلاثة من المشاركين في الاضطرابات التي هزت إيران في تموز يوليو الماضي. وذكر رهبربور ان "القضاء يقوم بوظيفته تجاه المتهمين، أما تحديد المصلحة العليا للبلاد فيعود إلى مجلس الأمن القومي ومجلس تشخيص مصلحة النظام". وكانت طهران اتهمت واشنطن بالدخول على خط الاضطرابات وتعاطت بكثير من الريبة مع التصريحات الأميركية التي انتقدت العنف بعد الاحتجاجات في جامعة طهران. ورأى مراقبون ان تصريحات رئيس المحكمة تُبقي الباب مفتوحاً امام حلول قد يلجأ اليها صناع القرار الايراني في قضية المتهمين بالتجسس، والأحكام في حق المشاركين في الاضطرابات بحيث يختار كبار المسؤولين ما يرون فيه مصلحة عليا للبلاد، ومن شأن هذا المخرج عدم احراج السلطة القضائية. وفي واشنطن، فوجئت الإدارة الأميركية بتصريحات خامنئي. ونفى مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر ان تكون الإدارة تسعى إلى وجود ديبلوماسي أميركي في طهران، قائلاً إن سويسرا تمثل الولاياتالمتحدة لدى إيران، في حين كرر مسؤول في وزارة الخارجية ان السويسريين يمثلون الأميركيين في إيران، وانه "ليس هناك أي خطط لتبديل هذا الترتيب في الوقت الحاضر، كما أنه لم يكن هناك أي طلب بذلك في الماضي". وأضاف المسؤول ان الحكومة الأميركية سبق وسمحت لممثلين عن الحكومة الإيرانية بالسفر إلى الولاياتالمتحدة في إطار التبادلات بين الشعبين و"نعتقد بأن الوقت حان لإعطاء المسؤولين الأميركيين الامتياز نفسه" في إيران. ومن جهة أخرى، دعا المرشح الرئاسي باث بوكانان الساعي إلى خوض المعركة الرئاسية عن حزب الاصلاح، إلى فتح حوار بين واشنطن وكل من طهران وبغداد بعد فشل سياسة الاحتواء المزدوج ضد البلدين. وتساءل بوكانان في خطاب له الاثنين الماضي: "إذا كان في استطاعتنا التعاطي مع الصين وفيتنام الشمالية وكوريا الشمالية، لماذا لا نتحدث إلى إيران والعراق؟".