واشنطن - اكد البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيواصل التعبير عن قلقه بشأن الوضع في ايران من دون التدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية الاسلامية, بعدما دانت طهران "تدخلات" الولاياتالمتحدة. وأصر البيت الابيض على موقفه تجاه الاحتجاجات الحالية في ايران التي لا سابق لها منذ الثورة الاسلامية, واكد مجددا عزم اوباما على بدء حوار حازم ومباشر مع القادة الايرانيين خلافا للتعنت الذي ابداه سلفه الرئيس جورج بوش. ودافعت الرئاسة الاميركية عن وجهة النظر التي عبر عنها اوباما قبل يوم واحد مؤكدة ان اسم الرئيس الايراني لا يهم كثيرا اذ ان صاحب القرار الاخير يبقى المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان "الرئيس اوباما قال بوضوح ان هناك مبادىء عالمية مثل حق التظاهر بسلام وبدون تهديد". واضاف ان "الرئيس سيواصل التعبير عما يقلقه مع الحرص على عدم التدخل" في الشؤون الداخلية الايرانية. وقال التلفزيون الايراني الرسمي ان وزارة الخارجية الايرانية استدعت امس سفيرة سويسرا التي تمثل المصالح الاميركية في ايران, لابلاغها احتجاجها على "التدخلات" الاميركية في شؤونها الداخلية بخصوص الانتخابات الرئاسية الايرانية. واوضح التلفزيون انه "بعد التصريحات التدخلية للمسؤولين الاميركيين, استدعيت السفيرة السويسرية بوصفها ممثلة للمصالح الاميركية في ايران وتم تسليمها مذكرة احتجاج". وكان اوباما اعرب عن "قلقه الشديد" حيال الانتخابات الرئاسية في ايران, مؤكدا في الوقت نفسه انه "لن يكون مفيدا" للولايات المتحدة ان تحشر نفسها في الشأن الايراني الداخلي. وشدد على ان "القرار بهذا الشأن يعود للايرانيين". وحرص الناطق باسم الرئاسة الاميركية على التقليل من اهمية الاتهامات الايرانية موضحا ان الولاياتالمتحدة ليس البلد الوحيد المتهم بذلك. وقال ان التدخل لدى موقع "تويتر" لارجاء عملية صيانة ما كان يمكن ان يحرم المعارضين الايرانيين من امكانية اتصال مع العالم الخارجية, كان نتيجة مبادرة شخص واحد في وزارة الخارجية الاميركية وليس السلطات. و"تويتر" الموقع الاجتماعي الذي يسمح بالاتصال بوسائل قصيرة على الانترنت, من آخر الوسائل التي يمكن للايرانيين المعارضين لنتائج الانتخابات الرئاسية استخدامها لنقل اخبار, مع تعزيز مراقبة السلطات لوسائل الاعلام. واكد الناطق باسم اوباما ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية فيليب كرولي انه يعود الى الايرانيين تسوية الازمة التي تلت الانتخابات. وقال غيبس ان "هذه الادارة ليس من سياستها اختيار قادة بلد آخر". اما كرولي فقد دعا القادة الايرانيين الى اخذ المعارضة في الاعتبار. وقال "يعود الى الحكومة الايرانية الرد على الاسئلة والتجاوب مع القلق الذي عبر عنه الشعب الايراني والعالم بمصداقية وشفافية وسلام". لكن النقطتين الرئيسيتين اللتين تثيران مخاوف الولاياتالمتحدة بشأن ايران اي خطر امتلاكها قنبلة نووية والدعم الذي يمكن ان تقدمه "للارهاب الدولي" ما زالتا قائمتين سواء اصبح احمدي نجاد او خصمه مير حسين موسوي رئيسا, على حد قول غيبس. وصرح غيبس ان "اوباما ما زال ينوي بدء حوار" ويرى ان النقطتين اللتين تثيران القلق وتتعلقان بالسياسة الخارجية والامن القومي في ايران "ستبقيان تحت سلطة المرشد الاعلى الذي سيبقى في مكانه على الارجح بمعزل عن اسم الفائز" في الانتخابات. * مواضيع متصّلة من "الحياة": - حداد بداية «عيد» ... - زهير قصيباتي - عيون وآذان (اكتفيت بالمراقبة الموضوعية) - جهاد الخازن - لبنان وفلسطين بين نتانياهو ونجاد ... - طوني فرنسيس