طهران، أوسلو، باريس، واشنطن - أ ب، رويترز، أ ف ب - حذرت السلطات الإيرانية قادة المعارضة أمس، من أن يتحوّلوا «جنوداً للأعداء»، باستغلالهم العقوبات المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، «لإثارة اضطرابات» وتنفيذ عصيان. وتلى هذا التحذير إجراءات فرضتها واشنطن على ثمانية مسؤولين إيرانيين اتُهموا بانتهاك حقوق الإنسان، خلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام 2009. ووصفت طهران الإجراءات بأنها «وقحة»، تستهدف «تأجيج الفتنة». في غضون ذلك، قاومت شركات نفط أوروبية كبرى، ضغوطاً أميركية لوقف كلّ نشاطاتها في إيران، مشددة على انها ستواصل شراء النفط الخام منها، ولن تنسحب قبل انتهاء عقودها. وأعلنت شركة «توتال» الفرنسية أن «شراء النفط الخام (من إيران) يُعتبر مشروعاً الآن»، فيما قال ناطق باسم «رويال داتش شل» الهولندية ان استخراج «نفط من إيران ليس غير شرعي». كما أكدت شركتا «شتات أويل» النروجية و «إيني» الإيطالية أنهما لن تنسحبا من ايران قبل انتهاء عقديهما. جاء ذلك بعد تأكيد جيمس ستينبرغ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ان «توتال» و «رويال داتش شل» و «شتات اويل» و «ايني» تعهدت «وقف استثماراتها والامتناع عن أي نشاط جديد في قطاع الطاقة في إيران»، تجنباً لعقوبات أميركية. وقال قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل احمدي مقدم ان «قوات الأمن ستتحرك ضد الذين يريدون الاعتماد على العقوبات الاقتصادية والتحرك بوصفهم جنوداً للأعداء، عبر التسبّب في اضطرابات اقتصادية وإضرابات». وأضاف في خطبة الجمعة: «الأعداء يسعون بتهديداتهم الاقتصادية، الى دفع الناس الى العصيان والتسبب في اضطرابات اجتماعية، وشنّوا حرباً نفسية عنيفة ضدنا». وانتقد الإجراءات الأميركية ضد ثمانية مسؤولين إيرانيين، قائلاً: «أرجو من المسؤولين الأميركيين ان يقدموا وثائق تؤكد ان المسؤولين الأمنيين الإيرانيين يملكون حسابات مصرفية أو سافروا الى الولاياتالمتحدة». واعتبر ان واشنطن «تسعى الى مد الثورة المضادة (المعارضة) بالمعنويات». أما الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست فوصف الإجراءات الأميركية بأنها «وقحة»، معتبراً انها «تندرج في سياق التدخلات الأميركية في الشؤون الداخلية لإيران منذ 30 سنة»، وتثبت دعم واشنطن «الفتنة» و»تأجيجها الاضطرابات» و»بثّ الفرقة والخلافات بين المسؤولين والشعب في إيران». واستدعت طهران السفيرة السويسرية ليفيا لو اغوستي التي تمثل بلادها مصالح الولاياتالمتحدة في إيران، مبدية «اعتراضاً شديد اللهجة» على الإجراءات الأميركية. الى ذلك، أعلن وزير التعليم الإيراني حميد رضا حاجي باباي، ان بلاده ستغيّر قريباً كتباً مدرسية واتجاهات تعليمية في المدارس، لإنجاز تعديل شامل للنظام التعليمي. ووضع ذلك في إطار خطة خمسية لتغيير مضمون الكتب، من أجل «تحويل الطلاب الى مفكرين». وأضاف ان هذه التعديلات تستهدف ربط الأساتذة بالقيادة (مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي)، وبالفكر الديني والمواقف الإيجابية إزاء النظام، مشدداً على ان ذلك يعكس أفكار خامنئي حول التعليم. وكان المرشد أعلن خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، ان النظام التعليمي حيوي لتجنب احتجاجات مماثلة.