سترفل البلدان العربية في السنوات الاولى من القرن ال21 بخدمات الاتصالات الفضائية. فالمنطقة هدف أساطيل أقمار الاتصالات، أو كما يسميها المهندسون العرب "الساتلات". قمر "الثريا" الذي ستطلقه الامارات العربية المتحدة العام المقبل سيحلق فوق العالم العربي مع جمهرة من أقمار "غلوبال ستار" و"إنمارسات" و"آيكو" و"أريدوم" و"تيليديسك". أكثر من ألف قمر، بينها "تيليديسك" بأقمارها ال840 التي تسمى "انترنت عبر السماء". وتعتبر المنطقة العربية المترامية الأطراف المجال المثالي لخدمات الاتصالات عبر الفضاء. في الفضاء كما في الأرض تختلف الحظوظ. ففي حين وقعت خدمات الهاتف الفضائي "أريديوم" و"آيكو" ضحية الافلاس فان "الثريا" أفلحت في الحصول على قروض بلغ حجمها 600 مليون دولار لتمويل المراحل اللاحقة من المشروع. وسيطلق أول أقمار "الثريا" في أيار مايو 2000 يتبعه قمر ثان في أيلول سبتمبر من السنة نفسها. وتغطي أقمار الثريا 99 بلداً في أوروبا وأفريقيا والمنطقة العربية وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية. وتنعم الثريا بالدعم المالي من شركات الاتصالات العامة العربية إضافة الى شركات أوروبية وأفريقية. وتركز استراتيجية "الثريا" على الشراكة مع مقدمي الخدمات في المنطقة، حيث تساهم فيها شركات الاتصالات العامة في الامارات العربية المتحدة وعُمان واليمن وقطر والبحرين ومصر والمغرب وتونس والسودان، إضافة الى مؤسسة الاتصالات الفضائية العربية "عربسات" وشركة كويتية خاصة للهواتف الجوالة. ويشارك في عضوية مجلس إدارة الثريا عملاق صناعات الفضاء والاتصالات الأميركية "هيوز" والشركة الألمانية الاستشارية للاتصالات "دويتشه تيليبوست". والحظ ما يزال حتى الوقت الحالي حليف المؤسسة الدولية للاتصالات الفضائية الجوالة "إنمارسات" التي تخصخصت أخيراً. تتمتع "إنمارسات" التي تساهم فيها دول عربية عدة بامتيازات الأولوية والتفرد والتجربة. فهي استفادت من فترة حضانتها الطويلة كشركة عامة أسستها الدول برعاية الاممالمتحدة. وانفردت بخدمة الاتصالات النقالة في البواخر والزوارق والطائرات والقطارات والحافلات. واشتهرت بشكل خاص بتوفير البث التلفزيوني المباشر عبر الفضاء لتلفزيون "سي إن إن" خلال حرب الخليج. وحقق هاتف "إنمارسات" الفضائي نجاحات كبيرة في السودان الذي يتميز بالمسافات الشاسعة وتناثر السكان. ذكر ذلك الدكتور محمد الأمين مدير المكتب الإقليمي لانمارسات، ومقره في دبيبالامارات العربية. وقال الأمين ل"الحياة" أن "إنمارسات" تحمل الى المنطقة خدمات الاتصالات الرقمية ISDN التي توفر نقل المكالمات الصوتية والمرئية والمعطيات بسرعة 64 كيلوبت في الثانية. ويقل حجم الجهاز الجديد، الذي يبدو ككتاب عن 4 كلغم ويقوم بدور مكتب ومحطة اتصالات رقمية نقالة. ويتيح الجهاز للعاملين في صناعات الانشاءات والتعدين في المناطق النائية من العالم العربي استخدام مختلف أنواع برامج الكومبيوتر، كما لو كانوا في مكاتبهم. كلام الصورة الهاتف الفضائي من "إنمارسات" حقق نجاحات في السودان "الحياة"