تكثفت اجتماعات الاتحاد الدولي لألعاب القوى منذ وفاة رئيسه الايطالي بريمو نيبيولو الاسبوع الماضي. ذلك أنه الاتحاد الانشط والاشهر في العالم، بعد إتحاد كرة القدم فيفا، والاهم من ذلك أن نيبيولو كان يدير الاتحاد بطريقة يغلب عليها الطابع الفردي، خصوصاً على صعيد التسويق ولم يهيئ أحداً لخلافته. ورغم هذه النزعة "الديكتاتورية" يعترف أعضاء هذا الاتحاد بأن غيابه خسارة وبأن سد الفراغ لا يمكن ان يتم إلا من خلال "سياسة العمل كفريق واحد" على حد قول عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الدولي النائب الاول لرئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ خالد بن ثاني آل ثاني. ويحمل الاخير "أكثر من بطيخة في يد واحدة" باعتباره نائباً لرئيس اللجنة الاولمبية القطرية ورئيساً للجنة الاعلام الرياضي في بلاده. يقول الشيخ خالد ل"الحياة": "اجتمعنا الخميس والجمعة الماضيين في موناكو، وبحثنا مستقبل الاتحاد وكيفية إدارته. وبالنسبة الى رئاسة الاتحاد قررنا أن يشغل هذا المنصب السنغالي لامين دياك على ان تجرى انتخابات عندما تجتمع الجمعية العمومية على هامش بطولة العالم 2001 في ادمونتون بكندا. اعترف بأن نيبيولو عمل دائماً بشكل إفرادي لكن قراراته وممارساته صبت دائماً في مصلحة الاتحاد واللعبة، وأعترف بأنه كان يتصرف وكأنه ملك من دون أن يكون هناك ولي عهد، ولذا ليس لنا أي خيار آخر إلا العمل كمجموعة في اللجان المختلفة... ومن القرارات التي اتخذناها ألا تضم لجنة التسويق إلا أعضاء من الاتحاد، وعموماً قررنا الاجتماع مرة كل ثلاثة أشهر للتصدي للوضع المستجد". ويضيف الشيخ خالد: "أقرينا موازنة العام 2000 ولن يكون هناك عجز، علماً بأن مجموع المكافآت التي صرفناها على اللاعبين واللاعبات في العام الحالي بلغ 850،405،16 مليون دولار وكان نصيب بطلة وبطل الجائزة الكبرى الرومانية غابرييلا تشابو والكيني ويلسون كيبكيتر 015،1 مليون دولار و785 ألف دولار على التوالي. الى ذلك، اختارت لجنة الجائزة الكبرى اسماً جديداً هو اسم لجنة المسابقات، وستكون للجنة الرياضيين اجتماعات منفصلة وهي تعنى بأمور اللاعبين في البطولات والدورات المختلفة وتضم 3 من آسيا هم الصينية هوانغ زهي هونغ والاندونيسي بورنومو والقطري ابراهيم اسماعيل". ويشير الشيخ خالد الى ان اللجنتين الاهم في المكتب التنفيذي، وهو عضو فيهما، هما المالية والتطوير، لذا يرأسهما دياك بالذات. وتتبع لجنة التطوير المراكز الاقليمية في جميع انحاء العالم". ويعترف المسؤول القطري: "أعد مدير لجنة التطوير تقريراً عن المشكلات التي يعانيها المركز الاقليمي في القاهرة، وهو الذي ينتمي اليه الناطقون بالعربية، وستتخذ بشأنه القرارات المناسبة خلال الايام المقبلة". ويضيف: "سنقرر في اول نيسان ابريل مكان إقامة بطولة العالم 2003، والمرشحة الاولى هي باريس، وكُلفت دراسة ملف مشكلة الاتحاد الباكستاني الذي يرأسه شخصان الامر الذي ادى الى ايقافه دولياً وسأتوجه هذا الاسبوع الى جاكارتا للبت في الامر". نهائي الجائزة الكبرى وصار الشيخ خالد عضواً في الاتحاد الدولي قبل خمس سنوات، أي في سن الثلاثين، وربما يكون حاملاً الرقم القياسي لأصغر عضو في جميع الاتحادات الدولية، وكانت له اليد الطولى في إدراج بطولة قطر الدولية ضمن برنامج دورات الجائزة الكبرى التي يشرف عليها الاتحاد الدولي. وأدرجت بطولة قطر على سبيل التجربة عام 1997 وصارت ضمن الفئة "ب" رسمياً عام 1998 بعدما استجاب القطريون لشروط الاتحاد الدولي القاضية بإشراك اللاعبات واللاعبين معاً. وبعد نجاح البطولة صارت ضمن الفئة "أ" عام 1999 فحظيت بدورها بنجاح كبير. وهنا اقترح القطريون على نيبيولو استضافة المرحلة الاخيرة أو نهائي الجائزة" الكبرى التي تحسم هوية الفائز والفائزة بكل سباق ومسابقة، وهوية الفائز والفائزة بالترتيب العام وذلك في 4 تشرين الاول اكتوبر 2000 أي بعد 4 أيام من نهاية اولمبياد سيدني. ثم غاب نيبيولو، لكن القطريين لاحقوا هذا الموضوع، فثبت الاتحاد الدولي بطولتهم الاسبوع الماضي خلال اجتماعات موناكو. ويوضح الشيخ خالد: "ستكون البطولة المقبلة قمة، وعناصر النجاح مؤمنة لها إدارياً وتنظيمياً بفضل الخبرة التي اكتسبناها وتوافر العناصر البشرية وعناصر الاقامة والمواصلات والاتصالات، كما ستكون رفيعة المستوى فنياً لان الجميع يطمعون بالجائزة الكبرى، وحتى الذي يخفقون في اولمبياد سيدني سيحاولون التعويض في الدوحة، إذا غاب عمالقة المغرب كالقروج وحيسو عن البطولات السابقة، فإنهم لن يغيبوا عن البطولة المقبلة... لقد بدأ الاتحاد القطري برئاسة العقيد دحلان الحمد الاعداد للبطولة والاتصال بالاتحاد الاسترالي لتأمين طائرات خاصة "تشارتر" لنقل الرياضيين من سيدني الى الدوحة مباشرة وبأقل تكاليف ممكنة". ويتحدث الشيخ خالد عن بطولة قطر طويلاً: "كانت عام 1999 بين أفضل 4 بطولات في العالم وحضرها نحو 20 الف متفرج، وهو رقم هائل في دولة تعداد سكانها صغير. لقد صارت من معالم قطر، وكانت لها آثارها الايجابية إعلامياً وفنياً وأعطت الكثير من السمعة العطرة للخليجيين والعرب والآسيويين... نحن فخورون بها، لان الاتحاد الدولي لا يمنح شرف تنظيم مثل هذا الحدث الكبير إلا لدولة مقتدرة اقتصادياً وأمنياً وتنظيمياً". وتألق القطريون في بطولات الخليج والعرب وآسيا، ثم اعتزل طلال منصور وبدأ محمد سليمان وابراهيم اسماعيل وبلال سعد يتقدمون في السن: "لكن القاعدة عندنا مؤمنة مع أن عدد السكان قليل لان الاهتمام باللعبة يأتي من قمة الهرم في الدولة، وبالتالي لم يستغرب أحد أن نحتل المركز الثاني بعد الصين في بطولة آسيا للشباب التي اقيمت الشهر الماضي في سنغافورة. هناك مدربون أجانب ينتمون الى مدارس متنوعة فضلاً عن مضمار لالعاب القوى في كل ناد من الاندية الكبيرة التسعة في قطر. ومرة سألني صحافي فرنسي كيف انتزعنا المركز الثاني في بطولة آسيا للكبار بعد الصين وأمام اليابان وكوريا؟ فأكتفيت بالاجابة: لأن تخطيطنا سليم". الرياضة القطرية عموماً، يرى الشيخ خالد في الرياضة واجهة حلوة لقطر: "نظمنا ولا نزال ننظم بطولات كثيرة ناجحة في كرة القدم والمضرب والطاولة والعاب القوى... ذلك أن هدفنا المعلن هو ان تكون قطر الرياضية قبلة الانظار عربياً وآسيوياً على غرار ما هي عليه اقتصادياً، ولدينا عدد من الاتحادات الجديدة التي تحتاج الى بعض الوقت لتكتسب الخبرة اللازمة. الى ذلك، يطمح الشباب القطري الى تبوأ المراكز القيادية في الاتحادات الدولية اذا ما أعطى، وبفضل جهده ونشاطه وحسن سمعته صار محمد بن همام رئيساً للجنة الفنية في الفيفا. نحن نعمل كفريق عمل وبتوجيه مباشر من أمير البلاد وولي العهد، ولا أنسى أبداً ما قاله لي رئيس اللجنة الاولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش يوماً ما: "انتم نظمتم تصفيات مونديال 1993 وجمعتم كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والسعودية والعراق وأشكركم على ذلك، ولا تزال خطوتكم مثالاً للارادة الحسنة في جميع المحاضرات التي ألقيها".