استبعد الرئيس حسني مبارك ان يكون سقوط الطائرة المدنية المصرية قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة أول من أمس "عملاً إرهابياً"، مؤكداً التعاون المصري - الاميركي لكشف أسباب الحادث. وقال مبارك في مؤتمر صحافي في القاهرة قبل توجهه الى باريس ان مصر مستعدة لتقديم أي مساعدات تطلب منها، مشيراً الى ان الطائرة تحطمت في منطقة تابعة للولايات المتحدة و"السلطات هناك لديها كل الامكانات وسيخطروننا بالنتائج .... أرسلنا فريقاً من المراقبين للمتابعة والتيقن مما حدث". وقال ان الرئيس بيل كلينتون أبلغه أن سبب الحادث لم يتضح بعد. وأضاف: "الاميركيون يتعاونون معنا منذ البداية وسيطلعني كلينتون على التطورات أولاً بأول وأشكره على ذلك". وتابع: "لا استطيع التنبؤ أو أن أقول شيئاً. وعلينا انتظار التحقيقات ونتائج فحص الصندوق الأسود للطائرة. ولكن حتى الآن لم يتضح أمامنا ما القصة بالضبط". التعويضات وعن التعويضات لأسر الضحايا، أوضح مبارك أنها ستصرف وفقاً للقانون الدولي، وقال: "إننا سنساند أسر الضحايا الذين يشعرون بالحزن ونحن معهم حتى نجد حلاً لهذه المأساة، وهناك طائرة ستنقل الأهالي للتعرف على ذويهم من الضحايا بعد انتشال الجثث وسنقدم كل المساعدات لتسهيل عودة رفاتهم الى أرض الوطن"، مشيراً الى أن الاتصالات مستمرة مع السفارة المصرية في واشنطن والسفارة الاميركية في القاهرة ومع المسؤولين الاميركيين وفي مقدمهم كلينتون إضافة الى فريق المراقبين المصريين. وتلقى مبارك اتصالات هاتفية من عدد من قادة العالم اعربوا فيها عن عزائهم ومواساتهم للشعب المصري في ضحايا الحادث. ويغادر القاهرة اليوم الى نيويورك أعضاء لجنة مصرية خاصة يرأسها رئيس شركة "مصر للطيران" المهندس محمد فهيم ريان وتضم خبراء في الشركة وهيئة الطيران المدني ورجال أمن للعمل كمراقبين مع لجنة التحقيق التي شكلتها السلطات الاميركية. وسيغادر على الطائرة أيضاً بعض أفراد أسر الضحايا إذ خصصت شركة "مصر للطيران" مكاناً لممثل عن كل أسرة. وأعلن وزير النقل الدكتور إبراهيم الدميري أن مهمة الوفد الرسمي المصري تقتصر على التعرف على سير خطوات التحقيق وملابسات وظروف الحادث، وقال "وفقاً للأعراف الدولية فإن الحادث وقع في نطاق مسؤولية هيئة الطيران المدني الاميركي، ولذلك فإنها ستتولى مسؤولية التحقيق". واستمر التضارب في المعلومات عن الحادث، واكد رئيس قطاع الخدمات في شركة "مصر للطيران" السيد محمد شاهين ان اجهزة البحث الاميركية لم تعثر بعد على الصندوق الاسود، وأوضح ان موقع سقوطها يصل فيه عمق المياه الى 120 متراً تقريباً "مما يتطلب استخدام معدات خاصة للتوصل الى الطائرة"، مشيراً إلى ان القوات الاميركية التي تقوم بعملية البحث طلبت توفير تلك المعدات. واشار شاهين الى ان العدد الحقيقي لضحايا الطائرة المصرية من الركاب المصريين لم يحدد بعد نظراً لوجود مصريين يحملون جوازات سفر اميركية يصعب تحديد هويتهم الا في حال العثور على جوازات سفرهم. وحمل شاهين على محطات التلفزيون ووسائل الاعلام "التي استغلت الحادث لتشويه صورة شركة "مصر للطيران" عن طريق الزعم بوقوع حوادث عدة لطائرات الشركة في الماضي"، مؤكداً أن الحادث الاخير هو الاول من نوعه لطائرات الشركة. ولليوم الثاني على التوالي سيطرت مشاعر الحزن والغضب الجامح على أسر ضحايا الطائرة والذين تجمعوا في احدى صالات مطار القاهرة. وعانى هؤلاء بشدة نتيجة محاولات مندوبي وسائل الاعلام اجراء أحاديث معهم والتقاط صورهم ورفض اقارب الضحايا التحدث مع مندوبي الصحف ووكالات الانباء المصرية والاجنبية. وحاول بعضهم تحطيم كاميرات المصورين واصيب بعضهم بحالات انهيار وقام اطباء الحجر الصحي بالكشف الطبي عليهم واجراء الاسعافات اللازمة. وقرر وزير الصحة الدكتور اسماعيل سلام أن يعمل فريق طبي في حالة طوارئ مستمرة في المطار لتقديم الخدمة لاهالي الضحايا يضم مجموعة من الاطباء النفسيين مزودين بالادوية والمستلزمات الطبية اللازمة لتقديم الرعاية الطبية لهم. وطالب الوزير باستمرار المتابعة من خلال غرفة العمليات كما أمر بوجود سيارات اسعاف و3 سيارات للعناية المركزة مزودة بالاطباء والمتخصصين لتقديم الخدمة في حال الانتظار. ومن جهته قرر وزير الاوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق اقامة صلاة الغائب على أرواح ضحايا الطائرة في جميع المساجد المصرية عقب صلاة يوم الجمعة المقبل.