ضرب فيلم «فول الصين العظيم» الرقم القياسي من حيث الدخل بعد تحقيقه 15 مليون جنيه في الأسبوعين الأول والثاني من عرضه. ويؤكد الفنان محمد هنيدي أنه صاحب أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية والعربية قاطبة ولكنه في نفس الوقت طرح العديد من علامات الاستفهام والمعادلة الصعبة في كيفية إضحاك الجمهور وقصة شعر هنيدي وتغيير عينيه حتى يتشبه بالصينيين وكأنه جواز المرور الجديد لضمان الملايين. الضحك هذه المرة لا يتحقق إلا بجوار سور الصين العظيم خاصة إذا ما قلنا إنه صور فيلم «همام في أمستردام»بهولندا. وهل فرض نفسه كبطل على الفيلم من خلال التدخل في سيناريو الفيلم وماذا عن تجربته الجديدة مع شريف عرفة؟ علامات استفهام عديدة وقائمة تطول من الاستفسارات.. ماذا يقول عنها الفنان محمد هنيدي؟ البداية مع تجربته الجديدة «فول الصين العظيم» وكيف جاءت فكرته؟ يقول: «الفكرة جاءت حين كتب المخرج شريف عرفة القصة وجلس والسيناريست أحمد عبدالله لكتابتها وقضينا فترة كبيرة في إعداد السيناريو وبدأنا التنفيذ، ولأن الفيلم كوميدي فقد احتاج لجهد مضاعف، فمن السهل جداً أن تبكي الجمهور لكن من الصعب جداً أن تضحكه»! وعن الجديد في «فول الصين العظي»، يقول: «الصورة الجديدة والمختلفة مهمة جداً، والصين بلد لم يكن يعرفه المشاهد المصري، ونحن قدمنا له هذه الصورة الجديدة، كما أن المخرج شريف عرفة استخدم في تصوير الفيلم أسلوب «الواير» الذي لم يستخدم في أفلام عربية من قبل وتم تصوير أفلام «الماتيريكس به». تردد أنك تدخلت في السيناريو وانك دائماً لك مطالب تفرضها؟ أنا لا أتدخل بل أقول رأيي، ولا يوجد ممثل لا يقول رأيه لكن الرأي النهائي للمخرج، فهو الذي يحمل مسؤولية العمل ككل وشريف عرفة مخرج ديمقراطي كما أن له رؤيته ولا يمانع في أخذ آراء الجميع لكن إذا حدث تضارب فالرأي النهائي له! تناولت أكلات غريبة جداً في الفيلم ويفترض انك أكلت «الصراصير» كيف صورت هذا المشهد؟ كانت مشكلتنا الحقيقية هي الطعام، فالأكلات الصينية ليست معلومة لنا، فأنقذنا منها طباخ مصري يعيش في الصين، وكان يجهز لنا الأكلات المصرية بالإضافة لقليل من الأكلات الصينية التي نعرفها ونتناولها في المطاعم الصينية بالقاهرة (يضحك) أما الصرصار الذي وضعته في فمي فكان من البلاستيك، وباقي الصراصير التي في المشهد كانت حقيقية، وهي أكلة مشهورة في الصين ويحبونها جداً!. كم من الوقت قضيته للتصوير في الصين؟ صورنا أربعة أسابيع في «تايلند» وأسبوعين في الصين، ففي تايلند تم اختيار بعض مواقع التصوير في شمال البلاد، والغابة التي صورنا بها المشهد النهائي للفيلم كانت بتايلند وأقمنا بها عدة أيام، لأننا لم نكن نستطيع العودة لبانكوك - العاصمة - ثم العودة للغابة مرة أخرى. صورت فيلم «همام في أمستردام» في هولندا، وهذه المرة ذهبت إلى الصين. هل أصبح التصوير في الخارج شرطاً لتحقيق إيرادات الملايين في أفلامك؟ حين تأتي فرصة للتصوير في بلد يحبه الجمهور فلماذا أرفضها؟ المهم الدراما التي ستقدمها في الفيلم، نحن لا نذهب للتصوير في أي بلد «وخلاص» نحن نصور حيث يقودنا السيناريو المكتوب. وكيف تكون فريق العمل الصيني في الفيلم؟ المخرج شريف عرفة - سافر قبلنا بأسبوعين إلى هناك، وقام بعمل اختبارات لاختيار فريق العمل واختار البطلة «كملا» - وهي ممثلة معروفة في الصين - والتي قامت بدور البطلة «لي لي»، واختار «جو» الذي لعب دور «بونج»، أما والد «لي لي» في الفيلم فهو مخرج صيني معروف، والجد ممثل صيني كبير ومحترف، ولم يكن أي منهم يتحدث العربية إطلاقاً، فكانت الكلمات العربية تكتب لهم بحروف انكليزية وتم تدريبهم على ذلك وبدأوا ينطقون العربية وأحبوا السيناريو جداً، وابدوا إعجابهم بالعمل مع المخرج شريف عرفة. ذهبتم إلى الصين ولكن لم تغوصوا في أعماقها ما الفائدة إذن من التصوير هناك البطلة من ريف الصين لذلك كان معظم التصوير في الريف، إلى جانب تصويرنا لسور الصين العظيم والميدان الكبير في بكين. الفيلم ليس عن الصين، لكن أحداثه تدور هناك وقدمنا في الفيلم الأكشن بصورة جديدة. البعض يقول إن هنيدي محكوم بتحقيق إيرادات بالملايين بأفلامه، وكثيراً ما يضطر لتغيير بعض أحلامه السينمائية لإرضاء الجهور وحصد الإيرادات؟ الإيرادات أياً - يكن حجمها - لا تمثل أي ضغط على اختياراتي كفنان! إذا لم تكن تنظر للملايين في فيلمك فيكيف تنظر للفيلم عند اختيارك له؟ المسألة ليست مسألة إيرادات فقط، لكن أول ما أنظر إليه هو النص الجيد وكيف سيستقبله الجمهور ويحبه، ثم إن لي تاريخاً في الإيرادات ليس لأحد غيري، ولو تم جمع الإيرادات التي حققتها لاكتشفت انها الإيرادات الأعلى في السينما المصرية كلها، وصناع السينما يعرفون ذلك ويقدرونه. هناك معادلة أحرص دائماً على تحقيقها في أي فيلم هي الموازنة بين الكوميدية والضحك من ناحية الموضوع الجيد ومن ناحية أخرى، وهناك خيط رفيع يفصل بين الكوميديا والاستخفاف وأنا حريص جداً ألا أقطع هذا الخيط. وكيف تسير إيرادات «فول الصين العظيم»؟ في الأسبوع الأول لعرضه حقق إيرادات 10 ملايين جنيه. وهو رقم جيد، والأجمل من الإيرادات هو رد فعل الجمهور الذي خرج من الفيلم سعيداً برغم أن الفيلم لحق بموسم الصيف في أخره. عموماً الإيرادات «أرزاق» وتأخر عرض الفيلم عوضه إقبال الجمهور. هل حرصت على حضور العروض الأولى للفيلم وسط الجمهور دعماً لفكرة الإيرادات وجذباً لمزيد من الجمهور؟ لا، فأنا عرفت خبر طرح الفيلم في دور العرض وأنا على المسرح اقدم «طراتيعو» ولا تعرف حجم الرعب الذي تملكني في تلك اللحظات حتى انتهاء عرض المسرحية، فشاهدت الفيلم وسط الجمهور في حفلة منتصف الليل، وكانت ليلة جميلة بعد أن تعرفت على رد فعل الجمهور. ولم أقصد الترويج للفيلم، بل كان رد فعل تلقائياً مني خاصة أن الفيلم لم تتم إقامة عرض خاص له يحضره نجومه والصحفيون والنقاد. عندما ذهبت لحضور الفيلم بين صفوف الجماهير لاحظوا عليك البداية. ما هو السر؟ والله مش عارف، فنحن في الصين لم تكن حتى تأكل بصورة كافية وهبط وزني، لكن الكاميرات تزيد الوزن حوالي 7 كيلوغرامات و«الكلوزات» في الفيلم كانت كثيرة، وربما هذا هو ما أعطى الناس إحساساً بأني صرت بديناً. من المعروف أن النجم يجب أن يحافظ على لياقته البدنية، فماذا عن الكوميديان؟ الكوميديان في النهاية ممثل، ومن الضروري أن يحافظ على لياقته لكي يستطيع مواصلة عمله، فنحن نقف ساعات أمام الكاميرا، كما أن الوزن الزائد مضر بالفنان لأن الجمهور عرفه بصورة معينة لابد أن يحافظ عليها. السمة الغالية في سينما الشباب هي البطولة المطلقة، البعض يقول انك تشترط الظهور كبطل أوحد في أفلامك؟ على العكس، وهناك في الفيلم نجوم ووجوه ناجحة وأنا اهتم بأن يكون فريق العمل على مستوى عال، لأن مشهداً واحداً فاشلاً في أي فيلم كفيل بسقوط الفيلم كله! وما الذي يمنع من ذلك؟ السيناريو المكتوب بصورة جيدة والإنتاج الضخم ومخرج على مستوى عال. وإذا توافرت هذه الشروط - كما حدث في فيلم «سهر الليل» مثلاً - سأقدم الفيلم فوراً!! تحدث عن بطولات جماعية مع أن هناك أخباراً دائمة عن الخلافات بينك وبين زملائك في الوسط الفني؟ أقسم بالله العظيم أن كل ما يتردد عن خلافات بيننا مختلق وكاذب. ولكنك لم تحضر العرض الخاص لفيلم محمد سعد «عوكل»؟ سعد لم يقم عرضاً خاصاً لفيلمه، وأنا لم اكن موجوداً في مصر ساعتها، وهو أتى إليَّ في المسرح بعد ذلك وزراني. ولم تحضر العرض الخاص لعادل إمام؟ علاقتي بالأستاذ عادل إمام كما هي وتزداد يوماً بعد يوم، فلا يوجد خلاف والأستاذ حين يشاهد فيلماً لأي منا يتصل به تلفونياً ويهنئه، ولابد أن يعلم الناس أن سقوط أي فيلم يؤثر سلباً علينا جميعاً، لأن الفشل يعني عودة صناعة السينما إلى أزمتها التي كانت في منتصف التسعينات، وكلنا في مركب واحد. هذه سابع بطولة مطلقة لك كممثل كوميدي منذ «صعيدي في الجامعة الأمريكية» هل ترى أن لديك المزيد من الإضحاك لتقدمه؟ وهل ستجلب الملايين؟ الملايين «حاجة بتاعة ربنا» لكن ما زالت هناك أفكار كثيرة للكوميديا يمكن أن أقدمها، لأن الكوميديا هي جزء من واقعنا، فقد تكون سخرية أو مبالغة من هذا الواقع لكنها تنتمي إليه، والواقع مليء بالأفكار. المهم أن أوفق في الوصول إلى السيناريو المتميز.