أكثر من 240 ايقونة سورية قديمة وحديثة ستعرض للجمهور ابتداء من منتصف الشهر المقبل في المتحف الوطني بدمشق ومتحف حلب على أن يستمر عرضها حتى عيد الفصح من عام 2000 في اطار احتفالات سورية بالألفية الثالثة. واتخذت وزارة السياحة الترتيبات والاستعدادات اللازمة لإعداد معرض الايقونات بمشاركة النائب البطريركي الأول لبطريرك الروم الارثوذكس ايزدور بطيخة وعدد من الفنانين التشكيليين السوريين، وأكد وزير السياحة السوري الدكتور دنحو داوود خلال اجتماع له على أهمية المعرض "نظراً الى السمعة التي تتمتع بها دمشق كأقدم مدينة في التاريخ وللأماكن المرتبطة بتاريخ الخلاص ومواقع الحج المسيحي"، لافتاً الى أن البابا يوحنا بولس الثاني عبّر عن أمنيته بزيارة الأماكن المقدسة خلال العام المقبل للاطلاع على الأماكن المتعلقة بحياة السيد المسيح وولادة الديانة المسيحية ومن ضمنها دمشق مكان اعتناق القديس بولس الديانة المسيحية. ويدرس القائمون على المعرض امكان إعادة ايقونة "سيدة دمشق" الموجودة في مالطا لاعطاء الأهمية لمعرض الايقونات، وتم الاتفاق على التوسط لدى وزارة الخارجية بهذا الموضوع، وكانت فشلت محاولات سابقة لإعادة هذه الايقونة بعد غياب تسعة قرون. وترمز الايقونة الى السيدة مريم العذراء وتتمتع بأهمية خاصة لدى مسيحيي دمشق، وهي كما يقولون شفيعة أهل الشام الذين ينسبونها الى لوقا الانجيلي في القرن الأول للميلاد بحسب ما هو متوارث ومتعارف عليه، غير أن البطريرك بطيخة يرجعها الى القرن السابع الميلادي. وحاول استعادتها من خلال الرسم الأصلي لها مقرراً نقلها الى كل الكنائس بمناسبة الاحتفالات بالألفية الثالثة. وأعارت بطريركية الروم الارثوذكس 120 ايقونة توزع على كل من دمشق وحلب بمعدل 60 ايقونة لكل معرض، كما أعارت بطريركية الروم الكاثوليك عدداً مماثلاً من الايقونات للمشاركة في المعرض، وتم طبع كتيب خاص باللغتين العربية والانكليزية يتضمن اسماء الايقونات وأماكن تواجدها مع توثيقها بالصور الملونة. وفي غضون ذلك تحضر وزارة الأوقاف بدورها ملفاً عن قصة الميلاد في القرآن الكريم وكذلك قصة التآخي والتسامح بين الديانتين.