سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عرفات ينتظر وصول روس بعد رفضه اقتراح باراك انسحاباً عديم القيمة . الاحتلال المستمر للأراضي الفلسطينية يلقي بظلاله على احتفال الفلسطينيين بذكرى اعلان الاستقلال
بينما كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ينتظر وصول المبعوث الاميركي الخاص دنيس روس للمنطقة عله يجد حلاً له مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بشأن المرحلة الثانية من اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي، ألقى الواقع الاحتلالي المستمر في الاراضي الفلسطينية بظلاله على احتفالات الذكرى الحادية عشرة لاعلان الاستقلال وقيام الدولة الفلسطينية. وأجلت اسرائيل تنفيذ الجزء الاخير من المرحلة الثانية من اعادة انتشار قواتها خارج خمسة في المئة من أراضي الضفة الغربية الذي كان مقرراً أمس الاثنين بعد فشل باراك في اقناع عرفات في لقاء مفاجئ بينهما في تل أبيب في ساعة متقدمة من ليل الاثنين بالقبول بالمناطق التي حددتها اسرائيل لتنفيذ اعادة الانتشار فيها والتي لا تشكل انسحاباً "نوعياً وذا قيمة" لتحقيق التواصل الجغرافي بين مناطق السلطة الفلسطينية. واتهمت اسرائيل على لسان وزير خارجيتها ديفيد ليفي الرئيس الفلسطيني ب"محاولة افتعال ازمة" قبيل وصول روس الى المنطقة. وقال ليفي أن عرفات يحاول "اقحام" واشنطن في مسألة اعادة الانتشار "لاعطائه دوراً في تحديد المناطق التي ستسلم للفلسطينيين في المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار". وتنظر الحكومة الاسرائيلية بقلق بالغ الى مطالب الفلسطينيين بأن تشمل المرحلة الاخيرة من اعادة الانتشار التي نص عليها اتفاق أوسلو والاتفاقات التي تلته انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من كافة أراضي الضفة الغربية باستثناء القدس والمستوطنات والمواقع العسكرية التي اتفق على بحث وضعها في المفاوضات النهائية بين الجانبين. وقال ليفي في تصريحات صحافية: "لا يجوز لاسرائيل أن تغير موقفها بشأن المناطق التي ستشملها عملية اعادة الانتشار الثانية وعليها الاصرار على ذلك والا ستكون هنالك محاولات متكررة للضغط عليها". وأوكل باراك للسفير الاسرائيلي في عمان عوديد عيران الذي يترأس الطاقمين التفاوضيين الاسرائيليين لتنفيذ الاتفاقات المرحلية ومفاوضات "الوضع النهائي" مهمة تحديد المناطق الفلسطينية التي ستشملها المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار والتي يفترض أن تتم قبل توصل الطرفين الى اتفاق اطار حول قضايا "الوضع النهائي". ونسبت الاذاعة الاسرائيلية الى "محافل سياسية وأمنية اسرائيلية" قولها أن عرفات يحاول افتعال ازمة واستعراض عضلاته. وأضافت المصادر ذاتها أن عرفات "ينتظر روس وسيوافق بعد ذلك فقط على اعادة الانتشار". من ناحيته أكد باراك مجدداً أن عملية اعادة الانتشار ستنفذ وفقاً للخرائط الموقعة والمصدق عليها ولن يجري أي تغيير فيها، مشيراً الى أنها ستعرض على البرلمان الاسرائيلي. وأكد الرئيس عرفات في خطاب مسجل بثته الاذاعة الفلسطينية بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاعلان المجلس الوطني الفلسطيني استقلال واقامة الدولة الفلسطينية في الجزائر عام 1988 أن هذا الاعلان "أصبح حقيقة سياسية وتاريخية وجغرافية بعد ست سنوات على قيام السلطة الوطنية الفلسطينية على الاجزاء المحررة من أرض وطننا". وشدد عرفات على أن السلطة الفلسطينية بدأت مفاوضات الحل النهائي مع اسرائيل "ونحن متمسكون بثوابت الاجماع الوطني الفلسطيني التي أقرتها مجالسنا الوطنية والمركزية والمجلس التشريعي وبمرجعية عملية السلام وهي 242 و 338 و425 ومبدأ الارض مقابل السلام وعلى جميع المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية وكذلك القرار 181 الذي حدد المشروع الدولي لحل قضية اللاجئين، وذلك للوصول الى سلام يستند الى الحق والعدل والمساواة ... ويضمن لشعبنا الفلسطيني الحرية والاستقلال ... في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس شاء من شاء وأبى من أبى". وعكست اللافتات التي رفعها الفلسطينيون خلال الاحتفال المركزي بالذكرى في مدينة رام الله وبث خلالها خطاب الرئيس الفلسطيني بعد الواقع الفلسطيني الذي لا يزال يعيش تحت الاحتلال والحلم بالاستقلال واقامة الدولة. وبرزت قضايا المستوطنات والاسرى الفلسطينيين واللاجئين بقوة في هذه اللافتات التي أكدت أن التوسع الاستيطاني المستمر هو بمثابة "اعلان حرب وارهاب دولة منظم" ضد الشعب الفلسطيني. ورفع الاطفال الفلسطينيون، الذين ارتدوا زي الكشافة الفلسطينية وعزفوا النشيد الوطني الفلسطيني وأغاني فلسطينية تعبر عن الحلم، الاعلام الفلسطينية وصور الشتات والتشرد وهدم البيوت و "أسرى الحرية" مذكرين بأن الاحتلال وممارساته لا زالت تجثم على الانسان الفلسطيني وأرضه. وأحيت الصحف الفلسطينية عبر رسوم كاريكاتير ذكرى الاستقلال بطريقتها الخاصة: في كاريكاتير صحيفة "القدس" الفلسطينية يسأل المعلم تلميذه في ذكرى الاستقلال "ما هي مساحة دولتنا فلسطين؟"، فيرد التلميذ "لم تحدد بعد يا استاذ". أما صحيفة "الايام" فوضحت صورة الواقع الفلسطيني بكاريكاتيرها الذي صور "الممر الآمن" الذي فتح أخيراً ليصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة مروراً بالدولة العبرية حافلاً بالاعلام الاسرائيلية المرفوعة في أراضي الضفة الغربية بينما يتساءل أحد المسافرين "يا ترى عبرنا والا ما عبرناش؟"