واشنطن - أ ف ب - اقرّت الولاياتالمتحدة بأن الوضع «صعب ومعقد» في مناطق القبائل الباكستانية، في وقت تتوالى يومياً الهجمات على شاحنات امدادات الحلف الاطلسي (ناتو) المرسلة التى افغانستان في ظل إغلاق إسلام آباد حدودها مع افغانستان احتجاجاً على قتل مروحيات اميركية ثلاثة من جنودها الاسبوع الماضي، وكذلك الغارات الجوية التي تنفذها طائرات اميركية من دون طيار لإحباط مخططات مزعومة لهجمات يشنها تنظيم «القاعدة» في اوروبا. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس الذي رفض التعليق مباشرة على التصريحات الاخيرة لاسلام اباد في شأن عدم وجود تبريرات للغارات الاميركية: «ندرك ان الوضع صعب ومعقد». وزاد، مستخدماً لغة ديبلوماسية ولهجة مجاملة حيال باكستان، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة: «نرحب بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الباكستانية في مناطق القبائل لفرض ضغوط غير مسبوقة على القاعدة». وأحرقت 120 شاحنة على الاقل محملة بتجهيزات ووقود في طريقها الى القوات الاجنبية في افغانستان في خمسة هجمات شنتها حركة «طالبان» خلال اسبوع، للانتقام من قصف طائرات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي أي أي) بشكل شبه يومي منذ شهر مناطق القبائل، مستهدفة قيادات ومقاتلي تنظيم اسامة بن لادن. وأطلقت طائرة اميركية من دون طيار ليل اول من امس صاروخين على اقليم شمال وزيرستان، وقتلت اربعة متمردين على الاقل، بعد اقل من 24 ساعة على هجومين مماثلين. ورأى آشلي تيليس من مركز «كارنغي» ان الولاياتالمتحدة صعدت هجماتها ضد التمرد، لأنها تعتقد بأن باكستان لن تنخرط في المواجهة، علماً ان محللين يعتقدون بأن باكستان تحارب مجموعات من «طالبان» تتمركز على اراضيها وتحمي مجموعات اخرى بينها تلك التي تواجه قوات الحلف الاطلسي في افغانستان. ويشكل اقتراب موعد بدء انسحاب القوات الاميركية من افغانستان بحلول صيف 2011 جوهر اللعبة المعقدة التي يديرها بعض كبار المسؤولين الباكستانيين. وهم يرون ان مجموعات في «طالبان» ستشكل الادوات الفضلى لإعادة النفوذ الباكستاني الى افغانستان، في مواجهة الهند، العدو التاريخي لباكستان. وليس تعارض المصالح والاولويات بين واشنطن واسلام اباد امراً جديداً. وبهدف تذليل هذه العقبات قرنت ادارة اوباما التعزيزات العسكرية الى افغانستان بحملة ديبلوماسية في اتجاه باكستان، عبر زيارتين لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وبالتصويت على تقديم مساعدة اميركية قياسية بقيمة 7,5 بليون دولار. كما قادت الولاياتالمتحدة الجهود الدولية لمواجهة تداعيات الفيضانات التي ضربت باكستان الصيف الماضي. ويشير ميكا زنكو من مجلس العلاقات الخارجية الى ان الهند والولاياتالمتحدة مهددتان ايضاً، معتبراً ان «شن هجوم على الاراضي الاميركية سيجبر الادارة على تغيير مقاربتها حيال باكستان».