قتل ما لا يقل عن 600 شخص وجرح الآلاف بسبب زلزال قوي ضرب إقليم تشينغهاي في شمال غربي الصين وبلغت قوته 6.9 في حين علق آخرون تحت الأنقاض، وفق مسؤولين محليين. ونقلت وسائل اعلام رسمة صينية عن مسؤول حكومي قوله ان الزلزال اسفر عن سقوط 10 آلاف مصاب. وقالت السلطات الصينية ان فرق الانقاذ استطاعت انتشال مئات المصابين من بين الانقاض، فيما تم ارسال نحو 5 آلاف من المسعفين المتخصصين في مجال الزلازل وما ينتج عنها الى المنطقة. تلت الزلزال 3 هزات ارتدادية وصلت قوتها الى 5.8 درجات وتلت الزلزال ثلاث هزات ارتدادية وصلت شدتها الى 5.8 درجات حسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وضرب الزلزال المدمر مقاطعة يوشو النائية الواقعة على مسافة 500 كيلومتر جنوب غربي عاصمة الإقليم. وأبلغ مدرس في أحدى المدارس المحلية لخدمة بي بي سي باللغة الصينية أن الزلزال تسبب في انهيار كافة المنازل في المنطقة التي يقطنها إلى جانب المدرسة التي يعمل بها. وأكد مراسل بي بي سي أن هناك مخاوف من أن الطقس البارد والمطر قد يعيقان جهود الانقاذ. يذكر ان سكان المنطقة التي ضربها الزلزال غالبيتهم من المزارعين والبدو الذين ينتمون الى العرقين المونغولي والتيبيتي كما ان هذه المنطقة تحتوي على احتياطات كبيرة من الفحم والرصاص والنحاس. وبث التلفزيون الصيني صورا لمباني مهدمة وأشخاص ينقبون في الأنقاض عن ممتلكاتهم في ظل بدء السلطات عمليات الإنقاذ. وتبعد يوشو مئات الكيلومترات عن أقرب مطار لها، ويُعتقد أن فرق الإنقاذ ستحتاج إلى بعض الوقت قبل الوصول إلى منطقة الزلزال. كان إقليم سيشوان المحاذي لكينغهاي قد شهد زلزالا قويا عام 2008 ونقلت وكالة الأنباء الصينية، شينخوا، عن مسؤول محلي يدعى هوانج ليمين قوله "تهدمت منازل كثيرة مكونة من طابق واحد في حين تماسكت المباني التي تتشكل من طوابق كثيرة لكن صدوعا كثيرة ظهرت فيها". وقال مسؤول آخر للصحفيين إن "85 في المئة من المنازل القريبة من مركز الزلزال تهدمت...دفن الكثير من الطلبة بعد انهيار جزء من مدرسة مهنية". وقال نائب رئيس قسم الأخبار في قناة كارسوم نيما التابعة لمقاطعة يوشو "لقد طلب من الطلبة التجمع في ساحات المدراس في الهواء الطلق رغم أن المباني المدرسية لم تتهدم". لمحة بصر وأضاف قائلا "تهدمت المباني في لمح بصر...لقد كان زلزالا مروعا...في حديقة صغيرة، انهار برج معبد بوذي". وتابع قائلا "خرج الناس إلى الهواء الطلق وتجمعوا أمام منازلهم في محاولة للعثور على أفراد عائلاتهم". ضرب الزلزال القوي مقاطعة يوشو النائية وقال أحد السكان في مقاطعة يوشو في اتصال هاتفي مع بي بي سي "تحتوي المنازل على جدران سميكة وقوية لكن إذا انهارت فإنها ستؤذي الكثير من السكان الموجودين داخلها". يشار الى ان الزلازل شائعة الحدوث في هضبة التبت لكن وقوع ضحايا يكون في العادة محدودا جدا بسبب قلة عدد السكان الذين يعيشون هناك، اذ يبلغ على سبيل المثال عدد سكان منطقة يوشو مركز الهزة والقريبة من التيبت حوالى 80 الف شخص حسبما تفيد الارقام الحكومية. وتجدر الاشارة الى ان اسوأ زلزال ضرب الصين خلال الاعوام الاخيرة وقع في مايو/ ايار 2008 وبلغت قوته ثماني درجات وخلف 87 الف قتيل ومفقود على الاقل في مقاطعة سيشوان القريبة من المنطقة التي ضربها زلزال الاربعاء. وكانت الحكومة الصينية عاقبت نشطاء أقدموا على إعداد قوائم بأسماء ضحايا الزلزال المدمر ولمحوا إلى أن ارتفاع عدد القتلى في صفوف التلاميذ عام 2008 يُعزى إلى عدم بناء المدارس وفق مواصفات صحيحة.