على جزيرة بعيدة وخالية، تحت شجر جوز الهند، وعلى رمل ناعم، قدّم جان بول غوتييه سحر ازيائه الجاهزة لصيف العام 2000 حيث كل شيء يبدو مسموحاً: القصير والطويل، العريض والواسع، الفضفاض، الفساتين الشفافة وبنطلونات الجينز المفتوحة من الجهتين، الشورت والزنانير الجلدية العريضة، القبعات الكبيرة المزينة بالزهور المجففة… الاستفزاز والتحدي حتى في الأزياء ولكن جان بول غوتييه يثير دائماً الاعجاب بعروضه الخارجة عن المألوف. وبدت بشكل عام، في عروض الأزياء الجاهزة للصيف القادم ووصل عددها الى 150 عرض، عودة الى الثمانينات واتجاه نحو "فانتازيا" كان فقدها عدد كبير من المصممين: الألوان بارزة والأنسجة المستخدمة جميلة للغاية وناعمة كالموسلين والحرير والنسيج القطني الخفيف… اما الجلد فيبقى حاضراً، ملوّناً ومطرزاً أو أبيض كلياً كما طغى في عرض دار "لووي" الاسبانية. عند "شانيل" كان العرض مفرحاً، ملوناً وأنيقاً وكعادته تبع المصمم كارل لاغرفيلد خط كوكو شانيل الفريد، مدخلاً عليه بصماته الخاصة: التايور الخفيف يأخذ اللون البرتقالي او الزهري او الاحمر ويُضاف اليه الموسلين المزهّر كي يصبح اقل جدية واكثر انوثة. اما تنانير السهرة الطويلة فجاءت مقصوصة في قماش التفتة اللامع في حين تجرّدت السترات من الجيب ومن الأزرار. واحتفل كريستيان لاكروا بالألوان الزاهية فيما ركز كلود مونتانا على الألوان الباردة كالبنفسجي الفاتح والأزرق والرمادي البارد والبيج والأبيض، وذلك من اجل ازياء مريحة وبسيطة، فساتين قصيرة وسراويل فضفاضة ترافقها قمصان مربّعة. حافظت دار "نينا ريتشي" على ازيائها الأنيقة والكلاسيكية في حين اخذت ستيلا ماكارتني مجدها عند سكلوي" فقدّمت الفساتين المشقوقة والقمصان المفتوحة على الصدر واستخدمت الأقمشة الشفافة والحريرية من اجل انوثة مفرطة. وعند "سيلين"، برز الشورت في حين تخلّى "تشيروتي" عن سترته المعهودة وعرض فساتين مطرزة بأزهار الكريستال والمزركشة بالشذر او البرق. اما "لانفان" فاستخدم خطوط الفن المعاصر ونقلها الى فساتينه وستراته، فغطّت الاشكال الهندسية المستوحاة من التعكيبيين ظهر السترات او اسفل السراويل… بدت المرأة ناعمة عند "فالنتينو" وكأنها خارجة من عرض اوبيرا لدى "ديور" وفي غاية الاناقة عند "بالمان" في حين قدمها "جيفانشي" كبطلة رياضة اولمبية… مع نهاية القرن والتحضير لصيف القرن المقبل، حاول كل مصمم ان يخرج عن العادي والمألوف فأعمل مخيّلته الى أبعد درجة ممكنة ليقدم، في معظم الحالات، ازياء يصعب ارتداؤها كل يوم.