تعقيباً على ما نشره السيد جهاد الخازن بتاريخ 23/9/1999 اقول ان من حق استاذي جهاد الخازن ان يكون حراً في اعتناق وابداء الرأي في اي اتجاه فكري يكون مقتنعاً فيه على شرط ان يكون ابداء الرأي بصورة موضوعية ومتعقلة. واعتقد ان درجة الهفوت النوعي التي اصابت مقالات استاذي الخازن سببها تحرك عملية السلام ولو جزئياً بصورة طبيعية وغياب عنصر "النتنياهو" ادى الى ظهور فراغ عاطفي لهذا العنصر. فبأي حق يجوز للشيخ جهاد الخازن ان يدين الشيوعيين العرب على اعتناقهم الشيوعية "فبالاضافة الى انها تقع ضمن حرية الآخر في اعتناق اي خطّ فكري" أولا تعلم يا استاذي الخازن ان من بين هؤلاء كوكبة من المناضلين والمثقفين. كما واعتقد ان لهذا صلة في عملية وصفك لبعض الشخصيات العراقية كبرزان التكريتي والذي وصفته بالاعتدال واعتقد ان هذه الصفة هي ناتج للمعادلة التالية: فبما ان برزان التكريتي كان أحد المشاركين البارزين في عمليات التصفية الوحشية التي طالت العراقيين "عندما كان مديراً لجهاز المخابرات" فإن سمة الاعتدال هي اولاً لكون ان حصة الأسد في هذه التصفيات كان بحق الشيوعيين، وثانياً بمقارنته مع صدام حسين الذي قضى على كل اشكال واتجاهات الشعب فان سعة الاعتدال تكون في الاول ابرز. كما اني أريد ان أوضح ملاحظة، هي ان برزان التكريتي على قائمة المتهمين بارتكاب جرائم ضد البشرية والتي تضم 12 شخصية من النظام العراقي الحالي. فالاستاذ جهاد الخازن معذور فهذه الاخطاء الفادحة لا تليق بإعلامي مرموق كالاستاذ جهاد الخازن. سبق وان قلت ان سببها هو فراغ عنصر "النتنياهو" ولنترك هذا الموضوع ولننتقل الى آخر، فبما ان الاستاذ الخازن هذه الايام لا يبالي كثيراً بما يصله في بريده الالكتروني، فأقول ان ما وصل الى بريدي الالكتروني هو تقرير عن زيادة التلوث في العالم وان حصة الاسد لهذا التلوث هي من الدول التي تدّعي الديموقراطية والليبيرالية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة التي كشف التقرير البريدي ان ما ينتج في ولايتي نيويورك ونيوجرسي هو بمعدل تسع ملايين طن في السنة من السموم ترمى الى البحر مُساهمة في القضاء على 12 ألف كيلومتر مربع من الاحياء البحرية، ولهذا أقول مرحى الى الديموقراطية واقتصاد السوق ومرحى الى الاستاذ جهاد الخازن الذي قال انه دأب على زيارة الولاياتالمتحدة 3 مرات في السنة. وفي الختام اقول ان من حق الشيخ جهاد الخازن ان يكون حراً في ما يعتنق من افكار لكنه ليس حراً في ان يجعل الناس تقرأ ما يشاء. عدي نوري - هولندا