لندن - أ ف ب - طرح التحسن المفاجئ في اسعار الذهب بعد تراجع كبير ومفاجئ ايضاً منذ ايار مايو سؤالاً عن القيمة الفعلية على المدى الطويل للمعدن الاصفر الذي يُستخدم تقليداً كأحتياط. وتحسنت اسعار الذهب بنسبة 20 في المئة في غضون ثلاثة ايام فقط، بفضل تعهد تاريخي من 15 مصرفاً مركزياً اوروبياً يقضي بالحد من مبيعات الذهب في السوق. لكن بعد هدوء النشوة والحماسة بدأ المتعاملون في السوق يتساءلون: هل لا يزال الذهب يتمتع بالقيمة ذاتها؟ واشاد خبراء سوق الذهب كثيراً باعلان مصارف مركزية اوروبية قبل اسبوع تعليق مبيعاتها من الذهب خلال خمس سنوات وهو قرار يشمل في الواقع تجميد بيع اكثر من 80 في من الاحتياط الدولي من هذا المعدن الثمين. وازالت هذه المبادرة عبئاً كبيراً عن السوق التي كانت تعاني من كساد كبير بسبب احتمال قيام المصارف المركزية بموجة جديدة من عمليات بيع الذهب بعد تلك التي اعلنتها بريطانيا وسويسرا في الاشهر الاخيرة. وقال تيم غرين خبير الذهب وواضع دراسات عدة عن الموضوع "ان مبادرات المصارف المركزية الاوروبية اهم بالنسبة للذهب من اي حدث آخر خلال الاعوام الاربعين الاخيرة". واضاف: "ان المصارف المركزية اعتادت بيع الذهب منذ 1965، لكن الآن لن تحصل عمليات كبيرة لبيع الذهب من جانب المصارف المركزية الاوروبية في السنوات الخمس المقبلة وقد تنفس الجميع الصعداء". واصبحت سوق الذهب منذ اعوام ضحية مضاربين يبيعون كميات من الذهب في فترة من الفترات ليعودوا ويشترونها بعد ذلك بسعر اقل. واوضح غرين: "شكلت التسعينات فترة تم فيها اهمال الذهب لكن عقلية السوق قد تتغيير مع هذا القرار خلال السنوات الخمس او العشر المقبلة ... وقد نشهد تحسناً في القيمة الفعلية للذهب". لكن بعض المحللين لا يزال يعتبر ان الذهب يفقد شيئاً فشيئاً من مكانته كشبه نقد او كأحتياط ليتحول الى مجرد مادة اولية. وتراجعت قوة الذهب كوسيلة شراء في الاعوام ال 15 الاخيرة بعدما حافظ على مكانته هذه خلال قرون، ولم تتوقف اسعاره عن التراجع لتصل الى اقل من 65 في المئة من اعلى مستوى لها في الثمانينات. ورأت جيليان مونكور المستشارة لدى وكالة البحث عن المعادن "كي. ار. يو. انترناشونال" في لندن: "ان الميل الى تحويل الذهب من معدن ذي لغز الى مجرد مادة اولية سيتواصل ولو ببطء". واصبحت السوق ايضاً اكثر تطوراً. وثمة وسائل مالية اخرى توفر مردوداً اكبر في حين يصعب استخدام الذهب مادياً وسياسياً ايضاً في غالب الاحيان، كمصدر لارباح كبيرة وسريعة. وشدد غرين على ان مكانة الذهب لم تتغير. ففي آسيا كان الذهب خلال الازمة الاخيرة يُشكل ضمانة ثابتة مقارنة مع العملة النقدية التي كانت تنهار. وقال: "يبقى ان الذهب ليس وسيلة لكسب المال. لكن في المقابل اذا كان الشخص يملك ذهباً فانه لا يخسر اموالا ايضاً". لكن على المدى المتوسط من الممكن تحقيق ارباح مع الذهب لا سيما عبر اللعب على تقلبات الاسعار. ويتوقع محللون ان يؤدي قرار المصارف المركزية الى نقص في العرض لن تتمكن السوق من تعويضه الا عبر ارتفاع في الاسعار الامر الذي سيؤدي بدوره الى لجم الطلب.ويرى بعض المحللين ان سعر اونصة الذهب قد ترتفع الى 350 دولاراً على المدى المتوسط. وهو تحسن كبير في ما اذا قارنا هذه التوقعات مع سعر الاونصة في سوق لندن عند الاقفال الجمعة الماضي والذي بلغ 307 دولارات. وارتفع الذهب امس في لندن الى 311 دولاراً للاونصة في التداول الصباحي.