سادت موجة من التفاؤل اسواق المال امس وسط آمال بان الاقتصاد الدولي خرج من الازمة على رغم «ان مخاطر عدة محتملة لا تزال قائمة»، كما قال وزير الخزانة الاميركي تيموتي غايتنر. ومع ان الدولار الاميركي اهتز قليلاً صباحا، بعد نشر تقرير «غير موثق» في صحيفة بريطانية عن اتجاه الدول النفطية الى اعادة تسعير النفط بسلة عملات الا انه استعاد بعض خسائره الصباحية بعد تأكيدات دول نفطية مؤثرة، بينها السعودية، ان التقرير «غير صحيح على الاطلاق». واستغرب كريس غرين مدير القطع في «دويتشه بنك» في لندن التقرير. وقال ل»الحياة» انه يعتقد «بان اعادة تسعير الطاقة بسلة عملات سابق لاوانه»، مشيراً الى ان «التخلي عن الدولار كعملة رئيسية في تجارة السلع يستدعي اعادة رسم اسس الاقتصاد الدولي على مدى عقد على الاقل»اي حتى السنة 2020، ومتوقعاً بقاء الدولار عملة لتسعير النفط والغاز حتى نهاية العقد الثاني من القرن الجاري على الاقل. وفي التقرير اليومي عن العملات، الذي يصدره «كومرس بنك»، ذكر المحللون انه «من وجهة النظر الاقتصادية يبدو التقرير من دون معنى خصوصاً ان وسطاء الطاقة لا يريدون الدخول في دوامة دفع عمولات صرف العملات عند احتساب الاسعار». وانعكس انخفاض سعر صرف الدولار ايجاباً على الذهب وحققت الاونصة بعد ظهر امس مستوى 1036.40 دولار في لندن، و1042 دولاراً في السوق الفورية، متجاوزة الحد الاقصى المحقق في آذار (مارس) الماضي عند 1030.80 دولار. لكن جيمس ستيل محلل شؤون المعادن الثمينة في «اتش اس بي سي» قال «ان الذهب يستفيد بقوة من ضعف الدولار وتراجع قيمته واذا بقيت العملة الخضراء معرضة للاخطار سيبقى الطلب شديداً على الذهب». لكن سوكي كوبر من «باركليز كابيتال» حذر من عدم المراهنة على استمرار الزخم في سوق الذهب واستمراره بتحقيق المكاسب. وقال: «قد تشهد سوق الذهب تصحيحاً فور بدء تطبيق اجراءات قد تسمح للدولار بالتماسك». في المقابل لم يستبعد شيب هانلون الرئيس التنفيذي لشركة «دلتا غلوبال» في كاليفورنيا ان تصل اسعار الذهب الى مستويات غير مسبوقة. وقال لتلفزيون «بلومبيرغ» ان «مستوى 1400 دولار للاونصة ممكن خلال ستة شهور». وكان جون براينجولفسون الرئيس التنفيذي لشركة «ارمورد وولف» قال ل»بلومبيرغ» ايضاً ان «المصارف المركزية تطبع النقود بوتيرة اسرع ولا استبعد ان تحقق الاونصة الفي دولار في موعد اقصاه العام 2012 تحسباًً للمستثمرين من آثار التضخم على قيمة العملات، خصوصاً بعدما ضخت الحكومات ما يصل الى 12 تريليون دولار لاعادة احياء الاقتصادات في العالم». يُشار الى ان مبيعات البنوك المركزية من الذهب ستتراجع بنحو 16 طناً السنة الجارية والى ادنى المستويات منذ 1988. كما ارتفع سعر النفط قبيل فتح التداول في الاسواق الاميركية الى 71.41 دولار بسبب تراجع الدولار والمكاسب التي تحققت في مؤشرات الاسهم الدولية بعد اعلان مفاجيء من «بنك الاحتياط الاسترالي» (المركزي) رفع سعر الفائدة ربع نقطة مئوية الى 3.25 في المئة، لتصبح استراليا الدولة الاولى في مجموعة العشرين التي تلجاً الى سلاح الفائدة لضبط ايقاع الاقتصاد. وعلى الفور تحسنت المؤشرات في آسيا، واقفلت بورصات اليابان والهند والصين على مكاسب بسيطة قبل ان ينتقل التفاؤل الى اوروبا ما دفع مؤشر «يوروفيرست» الى تسجيل مكاسب اثنين في المئة. وراوحت مكاسب البورصات بين 2.5 و2.75 في المئة. وكسبت البورصات الاميركية حتى السادسة بتوقيت غرينيتش بين 1.75 و2 في المئة من قيمها. وكانت اسعار العملات عند اقفال سوق لندن امس متأرجحة وسجل اليورو مستوى 1.4744 دولار والاسترليني 1.5832 دولار وتم صرف الدولار بسعر 88.78 ين.