ساعد القرار الاوروبي بخفض مبيعات الذهب والذي اتخذته المصارف المركزية لدول الاتحاد وسويسرا والسويد في رفع قيمة الذهب ما قد يدفع الاونصة، مع استمرار التباطؤ الاقتصادي الدولي، الى تجاوز مستوى 1400 دولار السنة المقبلة وحتى الى مستوى 1500 او الفي دولار قبل نهايتها كما توقع مضاربون سارعوا الى حجز بعض «عقود الخيار» بهذا السعر. ويتجه الذهب، للمرة الاولى منذ 1920، الى تحقيق مكاسب للسنة العاشرة مع استمرار الصين والهند والسعودية وروسيا ودول ناشئة في تحويل بعض احتياطها بالدولار الى المعدن الاصفر. لكن الصين، التي تستثمر 1.7 في المئة من احتياطها البالغ 2.5 تريليون دولار بالذهب تحتاج الى شراء سبعة الاف طن من المعدن (ثلاثة اضعاف الانتاج السنوي) لتصل نسبة احتياطها الى 10.7 في المئة. ومنذ الغاء الولاياتالمتحدة ارتباط الدولار بالذهب في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون العام 1971، منهية بذلك 300 عام من تقليد بدأه في بريطانيا سير اسحق نيوتن العام 1717 بوضع أسس تعيير المعدن الثمين، تراجعت اهمية الذهب نسبياً وتذبذبت الاسعار بين 35 دولاراًً للاونصة في 1944 و850 دولاراً في 1980 قبل تراجعه الى ادنى مستوى عند 253.83 في شباط (فبراير) 2001 ثم الى اقل من 250 دولاراً اثر اعلان «بنك انكلترا» في ايار (مايو) 1999 تصفية نصف الاحتياط الذهبي تباعاً. وجاء اندفاع السعر الى الاعلى اخيراً بعدما تبين ان المصارف المركزية في اوروبا لم تطرح للبيع سوى 6.2 طن انخفاضا بنسبة 96 في المئة من 2009 في حين لم تتجاوز مبيعات صندوق النقد خلال السنة 88 طناً، واقتصرت مبيعات الدول، الموقعة على اتفاق الحد من العرض العشوائي للمعدن الاصفر، على 400 طن بدلاً من 500 طن. ومع ان احتياط المصرف المركزي الاوروبي لا يزيد على 501 طن، وهو في المركز 12 بين الاطراف الاكثر حيازة للذهب الا ان هذا الاتجاه يُعتبر مثالاً لما يجري في مختلف انحاء العالم. وتُقدر احتياطات الذهب في المصارف المركزية حول العالم بنحو 30535 طناً، ويحتل مجلس الاحتياط الفيديرالي (المركزي) المرتبة الاولى (8133 طناً) ثم في المانيا (3402 طن) وصندوق النقد الدولي (2907 اطنان) وبعده ايطاليا (2451 طنا) وفرنسا (2435 طنا) والصين، في المركز السادس عالمياً، (1.54 طنا) وسويسرا (1040 طنا) واليابان (765 طنا) ثم روسيا (726 طنا) وهولندة (612.5 طنا) والهند في المركز 11 ب(557 طنا). وتحتل السعودية المركز العربي الاول والسادس عشر عالمياً (322.9 طنا) ولبنان في المركز 18 (286.8 طنا) والجزائر في المركز 23 (173 طنا) وليبيا بعده (143 طنا). وغابت ايران والعراق عن المراكز المئة الاولى في جدول اعده مجلس الذهب العالمي عن احتياطات المصارف المركزية في العالم. وكان المشاركون في المؤتمر السنوي لرابطة سوق لندن لسبائك الذهب توقعوا ان يبلغ متوسط سعر اونصة الذهب 1406 دولارات و1500 دولار بحلول ايلول (سبتمبر) المقبل.، على رغم ان مضاربين اشتروا خيارات لكانون الاول (ديسمبر) 2010 بسعر 1500 دولار للاونصة. ويعني وصل سعر الاونصة الى هذا المستوى ارتفاعه بنسبة 22.5 في المئة من سعره الجاري البالغ 1300 دولار كما يقول دان بيربنير من «دويتشيه بنك» في لندن، احد اهم محللي المعادن في سوق لندن، بعدما كسبت الاونصة 13 في المئة منذ مطلع السنة. وافادت وكالة «بلومبيرغ» ان عقود خيار سُجلت في بوصة «كوميكس» في نيويورك جرى حجز بعضها بسعر الفي دولار للاونصة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. يُشار الى ان حجم التجارة السنوية للذهب تقارب 200 بليون دولار في حين تتجاوز قيمة تداول الاسهم والسندات 8.5 تريليون دولار.