اعتبر الإصلاحيون خطاب مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي الداعم للرئيس محمد خاتمي الجمعة الماضي مؤشراً كبيراً الى رغبة الاول في الابتعاد عن صراع التيارات السياسية، فيما تباينت ردود الفعل لدى المحافظين. ووجه ناطق نوري رئيس مجلس الشورى البرلمان المحافظ نداء الى القوى السياسية داعياً الى "الوحدة والمصالحة". وأضاف في كلمة أمام، البرلمان امس: "على القوى السياسية الرئيسية الالتفاف حول المبادئ الأساسية للنظام ونهج الإمام الخميني وطاعة خلفه آية الله علي خامنئي". وذكَّر بدعوة المرشد الى "الوحدة في الأقوال كما في الأفعال"، وقال: "لا يمكن احداً التصرف في شكل تعسفي، وعلى رجال الدين وأي شخص طاعة ولي الفقيه" المرشد رافضاً أي عقاب تعسفي لكاتبي النص المسرحي الذي أعتبر مهيناً ل"امام الزمان" الإمام الثاني عشر لدى الشيعة الجعفرية. تناغم كلام نوري مع خطاب خامنئي سبقة نفي الأول وعدد من رموز رابطة علماء الدين المجاهدين روحانيت بمن فيهم آية الله مشكيني وهاشمي رفسنجاني اي علاقة لهم بالبيان الذي صدر بإسم الرابطة وهاجم خاتمي بشدة. في الوقت ذاته افادت صحيفة "أنتخاب" يمين معتدل أن محكمة الثورة أعادت ملف المتهمين في قضية "إهانة إمام الزمان" إلى محكمة البداية المدنية بحجة عدم الإختصاص في مؤشر الى تخفيف حدة الأزمة ورغبة خامنئي في انحسارها. ودعا رفسنجاني في لقاء مع طلاب الجامعات الحرة إلى "الإنضباط والإنسجام مع النظم والمبادئ"، مؤكداً ضرورة "أن تمارس التيارات الإسلامية الديموقراطية في ما بينها". ورأت صحيفة "جمهوري اسلامي" القريبة الى المرشد أن خطابه أعطى فرصة جيدة لوزارة الارشاد لمراجعة سياساتها والعمل للتقريب بين الأجنحة السياسية، في حين أكد حزب العمل الإسلامي المعتدل أن "الدفاع الصريح الذي أبداه القائد خامنئي تجاه رئيس الجمهورية ليس الأول لكننا شاهدنا مرات أن مثيرى الفتنة يعاودون الكرة بعد فترة قصيرة على توجيهاته" واعتبر ان الأحداث الأخيرة وجهت ضربة إلى النظام "أشد من ضربات الأعداء". وأكد مستشار خاتمي عبدالله نوري ان خطاب المرشد "قطع الطريق على دعاة الفوضى ومر يدي الفتنة" في ايران. وزاد ان "دعاة الفوضى ينطلقون في معظم الأحيان باسم الدفاع عن الولاية والإسلام، ونأمل بأن تكون توجيهات القائد ولي الفقيه الواضحة كافية لأن يجمعوا بضاعتهم". وبعدما أعلنت شركة كهرباء طهران أن "قطع البث الحي لخطاب خاتمي في مرقد الإمام الخميني وبعد ذلك في افتتاح معرض طهران الدولي، ليست له أية علاقة به وغير ناجم عن أي خلل فني" لم يستبعد اصلاحيون أن يكون وراء ذلك متعصبون ومتشددون. من جهة أخرى رفض رئىس تحرير صحيفة "نشاط" التي الغي امتيازها اخيراً ان يوقع وثيقة يتعهد فيها عدم التعرض لماكان يثيره من قضايا، بعدما استدعته امس محكمة المطبوعات. واعتبر شمس الواعظين ان "قاضي محكمة المطبوعات سعيد مرتضوي يسعى إلى عرقلة نشاط الصحافيين وجعل العمل الصحافي في البلاد غير قانوني". وبعث شمس الواعظين برسالة إلى خاتمي مطالباً اياه بالدفاع عن الصحف، ومحذراً من أن الامتناع عن ذلك "سيدعو المخالفين إلى التجرؤ أكثر على مخالفة القوانين".