تسارعت وتيرة الاتصالات المصرية لايجاد حل سياسي للمشكلة السودانية، اذ يلتقي رئيس الوزراء المصري الجديد الدكتور عاطف عبيد اليوم وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل قبل لقاء الاخير مع الرئيس المصري حسني مبارك. وعقد مسؤولون مصريون معنيون بملف السودان اجتماعات مع قادة المعارضة السودانية، في مسعى لاتخاذ خطوات يمكن ان تساهم في فتح حوار بين الحكومة السودانية ومعارضيها وفقاً للمبادرة المصرية - الليبية. وإجتمع الامين العام للحزب الوطني الحاكم الدكتور يوسف والي مساء اول من امس مع رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض محمد عثمان الميرغني، وبحثا في نتائج تحركات المعارضة بهدف تفعيل المبادرة المصرية - الليبية. وإجتمع وزير الخارجية السوداني في اليوم الثاني لزيارته الى القاهرة أمس مع المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور اسامة الباز والامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد وحصل من الاخير على تأكيد لموقف الجامعة في شأن وحدة السودان وسلامة أراضيه ورفضها التهديدات الاميركية والتدخل في الشأن السوداني. وأبلغ إسماعيل الى عبدالمجيد ان بلاده حريصة على التوصل الى سلام يشمل كل ربوع السودان ويحقق الوفاق الوطني للسودانيين. وقال إسماعيل، عقب الاجتماع مع الامين العام للجامعة "تحدثت مع عبدالمجيد في شأن التهديدات التي تواجه السودان، وتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وتحفظها على المبادرة المصرية - الليبية ووضعها العراقيل امامها كمبادرة للحل الشامل في السودان". واتهم الوزيرة الاميركية ب"السعي لدى الدول الاخرى لمنعها من الاستثمار في السودان"، مشيراً إلى ان ذلك "يتعارض مع القوانين الدولية، ويمثل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي للسودان". وأكد أن "الشعب السوداني سيرفض هذه التدخلات وسيدافع عن سلامة ارضه وسعيه نحو تحقيق السلام والاستقرار". وتابع: "أطلعت عبدالمجيد على التدخلات الاسرائيلية في السودان وإمداد إسرائيل حركة التمرد في جنوب السودان بقيادة العقيد جون قرنق بالسلاح وتدريب عناصر التمرد لزعزعة أمن السودان وإستقراره". وطالب بدعم عربي للسودان، ودعا عبدالمجيد الى "التحرك عربياً والتحدث مع كل الاطراف للحفاظ على امن السودان لندرأ المخاطر عن السودان". وأكد أن "التدخلات الاسرائيلية موثقة ونملك الأدلة التي تؤكد تورط اسرائيل". وفي شأن المبعوث الاميركي الخاص الى السودان الذي ينتظر وصوله الى القاهرة الخميس للقاء مسؤولين مصريين وقادة المعارضة السودانية قال "نحن لا ننكر ان الولاياتالمتحدة دولة مهمة بالنسبة لقضايا المنطقة، واذا لعبت دوراً حيادياً وايجابياً وتوقفت عن التدخل في الشؤون السودانية، فسنرحب بهذا الدور، اما اذا استمرت في دعمها للتمرد وتنفيذ مخططها لتقسيم السودان فإننا سنتصدي لذلك". وتابع: "اذا اطمأننا الى الادارة الاميركية فإننا سنرحب بمبعوثها ونستقبله في الخرطوم". وتوقع من المسؤولين المصريين ان يتحدثوا مع المبعوث الاميركي عن ما يحدث في السودان، وان يطلبوا منه ان يتم تناول الملف السوداني "بشفافية وواقعية وحياد حتى تساعد اميركا مع غيرها من الدول في احلال السلام في السودان"، مشيراً إلى "سوء فهم الإدارة الأميركية للمبادرة المصرية - الليبية".