سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حذر من إحراق المعارضة السودانية "على غرار السياسة الأميركية مع المعارضة العراقية" . المهدي يحمل بعنف على السياسة الأميركية: تصريحات أولبرايت متعجلة وغير واضحة
حمل رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الأمة المعارض بعنف أمس على وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ووصف تصريحاتها الرافضة للمبادرة المصرية - الليبية بأنها "متعجلة" و"غير واضحة". وقال ان "اولبرايت اذا نظرت في الحقائق ما كان لها ان تتكلم على هذا النحو قبل زيارة المبعوث الاميركي هاري جونستون الى القاهرة للقاء قادة المعارضة الخميس. وكان يجب الانتظار حتى يتم مهمته". وتساءل: "طالما ان الموقف الاميركي جرى تحديده فلماذا يأتي هذا المبعوث؟". وكشف ان الادارة الاميركية وجهت دعوة الى قادة المعارضة السودانية للقاء في واشنطن لم يُحَّدد بعد توقيته أو المشاركون فيه. وحذر من أن سياسة واشنطن "تحرق المعارضة السودانية على غرار سياستها مع المعارضة العراقية". وقال المهدي في محاضرة ألقاها مساء اول من امس في معهد الدراسات الافريقية في جامعة القاهرة إنه "منذ نهاية ايلول سبتمبر وحتى الآن جرت مياه كثيرة تحت المبادرة المصرية - الليبية وفي ثلاثة اتجاهات، الاول ان شركاء إيغاد الاوروبيين وكندا واليابان عندما شعروا ان لدى دول إيغاد ما يشغلها عن المبادرة، وقرروا تعويض ذلك بزيادة حجم دورهم وكأنهم يديرون إيغاد من خارجها مثل تشكيل سكرتاريا دائمة وزيادة التمويل وبالتالي اصبحنا أمام مبادرة اقليمية ذات مزاج دولي اوروبي - اميركي يرى ان المشكلة هي الحرب الاهلية وان الحل ايقاف الحرب وتقرير المصير وهذا هو الخيار الاوروبي الذي يعني بالضرورة انفصال الجنوب". وتابع ان "الاتجاه الثاني اميركي ويرى تطوير الحرب للقضاء على النظام في السودان مثلما يقضي على النظام في العراق وغيرها من المشروعات الاميركية في المنطقة". وقال ان "الاتجاه الثالث جاء في هيئة قيادة التجمع الوطني الديموقراطي المعارض الذي يتبنى تأييد المبادرة المصرية - الليبية باعتبار انها تجسد معاني مهمة واداة مناسبة لتحريك العمل السياسي والديبلوماسي". وتابع: "كل ذلك ضربته تصريحات اولبرايت التي بدت غير واضحة فهي تطلب من السودانيين ان يتحدوا شمالا وجنوبا لإسقاط النظام في الخرطوم وتطرح في الوقت ذاته حلاً جزئياً بما يعني تقسيم المعارضة الى شمال وجنوب". وأبدى المهدي دهشة من تصريحات اولبرايت وتساءل: "هل هذا الموقف الاميركي استنكار لدور مصر؟". وأجاب قائلاً: "لا أتصور انه استنكار لدور لمصر. هل هو استنكار لدور ليبيا؟" وأجاب قائلاً: "أتصور أن لليبيا ابعاداً تاريخية في السودان وعلاقات تداخل جغرافي، ثم أن ليبيا تقدم مساعدات نحو ايجاد حلول للمشاكل في افريقيا". وانتقد واشنطن بقوله إن "المتتبع لما يحدث في الساحة الدولية يرى ان أميركا تصوغ رؤى استراتيجية وتتجاوز مصالح حلفائها، مثلا مناورات النجم الساطع ضد من؟ وزير الدفاع الاميركي يقول انها للاحتواء المزدوج في الخليج. أظن ان هذه ليست قناعات مصر. وأيضا تأييدها للمناورات التركية - الاسرائيلية. هل هي لاحتواء سورية"؟