ردت وزارة الخارجية الإيرانية على أحدث مواقف اميركية أطلقتها وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت في شأن اليهود الإيرانيين ال13 المتهمين بالتجسس لإسرائيل، وتصريحات أخرى لوزير الدفاع وليام كوهين تحدث فيها أول من أمس عن "التهديد الإيراني للمنطقة" وعن تورط محتمل لإيران في تفجير الخُبر. ورفض الناطق باسم الوزارة حميد رضا آصفي بشدة تصريحات أولبرايت، وقال: "ان مثل هذه الادعاءات الواهية للمسؤولين الاميركيين يعد نموذجاً آخر للتدخل الاميركي السافر في الشؤون الداخلية للجمهورية الإسلامية". وكرر أن متابعة ملف اليهود ال13 المعتقلين في إيران بتهمة التجسس هي من مسؤولية السلطة القضائية التي "تتمتع بكامل الاستقلالية". ووصف ما قاله كوهين في بداية جولته الخليجية - الشرق الأوسطية بأنه نموذج آخر ل"التناقض" في سياسات المسؤولين الأميركيين، وعدم امتلاكهم "موقفاً واحداً منسجماً" في سياستهم إزاء إيران. ورأى أن الولاياتالمتحدة "قلقة" من السياسة "الناجحة" التي تتبعها بلاده في "إزالة التوتر وبناء الثقة في المنطقة". مصادر سياسية إيرانية قالت ل"الحياة" ان "الحكومة الأميركية تعارض التطور الحاصل في العلاقات بين إيران والدول الخليجية وتسعى الى عرقلته عبر بث التفرقة". وتابعت المصادر القريبة الى وزارة الخارجية ان تصريحات كوهين "تشير الى ان الاميركيين، وعبر الحديث عن التهديد الأمني الإيراني، هم بصدد تقوية نظام حماية وجودهم العسكري في الخليج". واستدركت: "على رغم المساعي الأميركية باتت دول المنطقة تدرك تماماً ان السياسة الدفاعية الايرانية لا تشكل أي خطر على المنطقة، ومن هنا تسعى هذه الدول الى تطوير علاقاتها مع ايران". وزادت ان واشنطن "تسعى الى صرف الانظار عن الخطر الذي تمثله اسرائيل على كل المنطقة". هذه التطورات تلت دعوة اميركية الى الحوار مع ايران، وسبقها تهديد اميركي باستخدام القوة ضد طهران على خلفية اتهامها بالضلوع في تفجير الخُبر. وبين الدعوة الى الحوار والتهديد، ترى دوائر القرار الايراني تناقضاً في التصريحات الاميركية، وتطالب بتحويل الأقوال الى افعال. وكان ادراج ادارة الرئيس بيل كلينتون منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية على لائحة المنظمات "الارهابية" اعطى طهران مؤشراً إيجابيا، لكنه اعتبر غير كاف في ظل اتهام ايرانواشنطن بافتقاد الإرادة السياسية للحوار، وطرحها شروطاً مسبقة. من جهة اخرى، ذكر رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا أمس أ ف ب ان الايرانيين اليهود المتهمين بالتجسس لحساب اسرائيل سيحصلون على محاكمة عادلة. وقال مانديلا خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي أمس "من الواضح تماما بالنسبة لي ان التحقيق يتم على اسس عادلة. وفي حال كانت الادلة كافية للمحاكمة فان الدفاع عن المتهمين سيتم كما في أي بلد آخر". وأوضح مانديلا الذي زار ايران في الايام الاخيرة، ان الرئيس الايراني محمد خاتمي أكد له ان المشتبه بهم ال13 أحرار في تعيين محامين للدفاع عنهم. واضاف "في حال كانت الادلة كافية لمحاكمتهم سيتم ذلك بحضور محاميهم. وسيسمح لأي مراقب يريد التأكد من ان المحاكمة عادلة من حضور الجلسات". وشكك ليفي بضمانات المسؤولين الايرانيين الى مانديلا ووصفها بأنها "خاطئة" موضحا "انها مثال على الازدواجية في الكلام عن اشخاص ابرياء كلياً".