اللقاء المنتظر بين الرئيس اللبناني أميل لحود ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس جبهة النضال الوطني النيابية النائب وليد جنبلاط، عقد امس في دارة رئيس الجمهورية في بعبدات، بعد طول قطيعة، تخللتها حملات قاسية. وخرج بعده نواب "جبهة النضال" الذين رافقوا جنبلاط، في زيارته، بانطباع انها "اللقاء التأسيسي الاول لحوار دائم" بين لحود ورئيس "التقدمي"، واصفة اياه بانه "كان مريحاً أنهى عداوة مجانية وساده جو ايجابي لافت وتخلله بحث تناول مجمل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، باستثناء قانون الانتخاب الجديد، اضافة الى الوضع في منطقة الشرق الاوسط". وبدأ الاجتماع في الحادية عشرة قبل الظهر بخلوة بين لحود وجنبلاط، استمرت 25 دقيقة، ثم انضم اليهما نواب "الجبهة" مروان حمادة وأكرم شهيب ووديع عقل وجورج ديب نعمة ونبيل البستاني وأيمن شقير وعلاء الدين ترو وخليل عبدالنور وانطوان اندراوس وعبدو بجاني، اضافة الى المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد الذي كان له دور بارز في تحضير الاجواء للقاء"، مستفيداً من التوجه السوري الداعي الى ضرورة التواصل من خلال قيام حوار يسهم في طرح المواضيع بعيداً من السجال الاعلامي والتجاذب السياسي. ولاحظ نواب الجبهة ان الخلوة بين لحود وجنبلاط خلّفت مناخاً مريحاً، وان رئيس الجمهورية بادر لدى مصافحة النواب بالترحيب بهم، قائلاً: "اشتقنا لكم، طوّلتم الغيبة". وفي مستهل اللقاء الموسع، تحدث جنبلاط شاكراً لرئيس الجمهورية موقفه الايجابي من تعديل قانون الاوقاف الدرزية الذي نشر امس في الجريدة الرسمية. ورد النائب عقل ممازحاً ان نواب الجبهة كلفوه التحدث بالنيابة عنهم، "لتوجيه الشكر الى فخامتك". وبدأ الحديث عن ضرورة حماية البيئة وتطرق لحود الى الطبيعة المميزة لمنطقة الشوف وشاركه في الرأي جنبلاط وعدد من النواب. وتناول الكلام النائب حمادة الذي اشار الى الوضع الاقتصادي والاجتماعي. وأيده رئيس الجمهورية الذي أبدى ارتياحه الى الخطوات التي يقوم بها وزير المال جورج قرم، لافتاً الى ان "نتائجها لن تظهر سريعاً، لكنها ستعطي ثمارها الايجابية مع الوقت". ونقل النواب عن لحود "اننا نمر في مرحلة انتقالية وان لبنان لا يزال يدفع فاتورة انتهاء الحرب التي لم تكن عادية، وعلى كل حال، فان تعاون الجميع يساعد على تجاوز المشكلة". وتوافق لحود وجنبلاط، بحسب النواب على "مجموعة مسلمات تجمع بينهما". وأيد الحضور قول رئيس الجمهورية "ان دعم الاستقرار السياسي يتحقق من خلال استكمال عودة المهجرين والتوصل الى قانون انتخاب توافقي وتحرير الارض من الاحتلال الاسرائىلي". واكدوا "ان هناك اجماعاً على المسلمات التي كانت محور الاحاديث المتبادلة في اللقاء، خصوصاً لجهة تأكيد لحود وحدة الموقف اللبناني من الاحتلال والتصدي للعدو بكل الوسائل والامكانات". وأعلن لحود "انني بطبيعتي متفائل، وان وحدة الموقف اللبناني - السوري كفيلة باحباط كل المناورات الاسرائىلية وتطويقها والتصدي للضغوط التي تمارس علينا". وأكد "اننا وسورية سنصل، في نهاية المطاف، الى حقنا في تحرير ارضنا، وان أمامنا مرحلة صعبة تستدعي منا الحيطة والحذر، خصوصاً ان الجميع اعتادوا الاسلوب الذي تتبعه اسرائيل". وكشف النواب ان "هناك تصميماً مشتركاً لدى لحود وجنبلاط على متابعة مسيرة عودة المهجرين الى قراهم". وأكدوا ان "الحوار الذي انطلق وباجواء تختلف عن السابق سيتابع". وفي تقويم اولي لمراقبين سياسيين للقاء، ان الجليد بينهما انكسر، وان التواصل تأمن وان معاودة اللقاءات يمكن ان تتم في أي لحظة. وتوقفوا امام الدور الايجابي لدمشق على هذا الصعيد. وأكدوا ل"الحياة" ان زيارة جنبلاط للحود من حيث التوقيت تمت في الوقت المناسب وقبل ان تبلغ العلاقة مرحلة اللاعودة اذ ان استمرار القطيعة ستؤدي الى مزيد من التشنج، وكان لا بد من كسر الجليد في إبقاء قنوات الاتصال التي فتحت على مصراعيها.