} انتقد زعيم "الاخوان المسلمين" في السودان الدكتور الحبر يوسف نور الدائم الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الدكتور حسن الترابي، وقال انه يسعى لإزالة الصفة الاسلامية عن كل مناحي الحياة في البلاد. في غضون ذلك، كشف حزب تحالف قوى الشعب العاملة الذي يتزعمه الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، وجود تنسيق مع حزب المؤتمر الوطني. وأشار الى مفاوضات جرت بين الحزبين في هذا الشأن. اتهم زعيم جماعة "الاخوان المسلمين" في السودان الدكتور الحبر يوسف نور الدائم، الأمين العام للحزب الحاكم رئيس البرلمان في السودان الدكتور حسن الترابي بالسعي الى ازالة الصفة الاسلامية عن جميع مناحي الحياة في السودان. وقال في حديث الى "الحياة" في الخرطوم امس ان الترابي "يرمي لأن يكون زعيماً للجميع، مسلمين وغيرهم … وقد سعى الى ذلك منذ وقت بعيد". وأوضح ان الترابي "بدأ اولاً باضافة كلمة القومية الى تنظيم الجبهة الاسلامية القومية حتى يضم الى تنظيمه المسلمين غير الملتزمين … كذلك المؤتمر العربي الاسلامي الذي حوله الى المؤتمر الشعبي الاسلامي". وقال: "حتى الدستور لم يتحدث عن ان الدين الرسمي للسودان هو الاسلام على اعتبار انه دين الغالبية وكذلك اللغة العربية، وهذا تحايل لنفي الصفة الاسلامية عن الدولة وفي ما بعد المؤتمر الوطني الحاكم". حرية التحرك وأكد نور الدائم ان لدى تنظيم "الاخوان المسلمين" في السودان وجهة نظر خاصة عن التنظيم الحاكم، وان انخراط "الاخوان" ضمن الاحزاب المسجلة استناداً الى قانون التوالي قانون تنظيم الأحزاب حصل بهدف كسب مزيد من الحرية التي تتطلبها تحركات التنظيم. وأشار الى انهم على رغم ذلك يجدون مضايقات من الحكومة، اذ منعوا من اقامة ندوتين في ام درمان والكلاكلة رغم التزامهم كل الاجراءات المطلوبة. وعن الاتهام الذي يتردد بأن تنظيم "الاخوان" صفوي، قال: "هذه تهمة قديمة وهي نقطة اختلافنا مع مجموعة الترابي. فنحن نرى ضرورة التربية الاسلامية للكوادر اولاً، وهم يرون ضرورة المد الشعبي اولاً". وأضاف: "هذا لا يعني ان تنظيم الاخوان المسلمين في السودان منغلق على نفسه … فنحن نخاطب الجماهير ولنا رأينا المعلن تجاه القضايا العامة والمشاكل التي تواجه السودان، مثل الوفاق الوطني والحرب الأهلية في الجنوب". وأضاف: "بعدما وصلت مجموعة الترابي الى السلطة وجدت نفسها تفتقد جانب التربية الاسلامية، وبدأت تتحدث عن الفساد والمحسوبية …. والتربية من اهم المسائل للمحافظة على الحركة الاسلامية، ولا مناص منها". وعن تصريحات وزير الدولة للتخطيط الاجتماعي حسن ضحوي أمام البرلمان عن امكان زيارة المسيحيين السودانيين للقدس قال: "لا حرج من الناحية الدينية في ان تسمح الدولة الاسلامية لغير المسلمين فيها بزيارة اماكن عبادتهم … واذا منعتهم الأسباب سياسية فانك تكون حرمتهم حاً من حقوقهم الانسانية". وفي السياق ذاته استبعدت وزارة الخارجية السودانية امكان حصول المسيحيين السودانيين على تأشيرات لزيارة القدس. وقال وزير الدولة غبريال روريج انه من المستبعد ان يقدم السودان على هذه الخطوة في ظل السياسات العامة والتوجه العربي. يذكر ان ما ذكره الوزير ضحوي امام البرلمان الاسبوع الماضي عن امكان زيارة المسيحيين السودانيين للقدس المحتلة اثار ردود فعل على المستوى العربي والاسلامي في الأردن وفلسطين، وفُسر بأنه اعتراف بدولة اسرائيل واحتلالها للأراضي المقدسة. نميري والحزب الحاكم من جهة اخرى، اصدر تنظيم تحالف قوى الشعب العاملة الذي يتزعمه الرئيس السابق جعفر نميري بياناً في الخرطوم امس اعلن فيه تفويض الأمانة العامة في ولاية الخرطوم كل صلاحيات لجنة الولاية وشدد على استكمال البناء التمهيدي والشروع في المرحلة التأسيسية للحزب. وعبر التنظيم المايوي عن رفضه كل اشكال التكتلات والصراعات داخل التنظيم والتي تحمل طابع الطموحات الشخصية بما يؤثر على مسار العمل والخروج على الاجماع. وقال الأمين العام لتحالف قوى الشعب العاملة في ولاية الخرطوم، كمال الدين محمد عبدالله: "ان التنظيم المايوي سيمضي بقوة في اقامة مؤتمراته وتنشيط العمل في كل مستوياته". وكشف في تصريحات صحافية عن تنسيق تم بين تحالف قوى الشعب العاملة والمؤتمر الوطني الحاكم بعد التفاوض الذي تم بينهما على محاور عدة. يذكر ان تنظيم تحالف قوى الشعب العاملة يتعرض لصراعات وخلافات عنيفة بين اعضائه على المناصب القيادية.