هددت جمهورية الجبل الأسود بالانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي إذا لم يستجب الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش لمطالبها بمزيد من الاستقلال. وبدأ الحزبان الحاكمان في صربيا والجبل الأسود أمس محادثات لحل الخلافات بينهما. من جهتها هددت حكومة بلغراد بطرد أهل الجبل الأسود المقيمين في صربيا في حال تفكك الاتحاد، وترأست وفد صربيا ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش. وأفاد نائب رئيس حكومة صربيا فويسلاف شيشيلي رئيس الحزب الراديكالي أنه "ستتم معاملة 150 ألفاً من أهل الجبل الأسود الذين يعملون في صربيا كأجانب اذا انفصلت هذه الجمهورية عن الاتحاد". وأوضح ان هذا الاجراء "سيؤدي الى طرد غالبية سكان الجبل الأسود". وتوقع شيشيلي ان يؤدي انفصال الجبل الأسود الى انتقال نحو ربع مليون من المسلمين البوشناق من منطقة سنجاق صربيا الى الجبل الأسود "من أجل زيادة عدد المسلمين والألبان والكروات الذي سيؤدي الى انفجار حرب أهلية مع أهل الجبل الأسود الأصليين". وأبلغ مصدر قريب من المفاوضات بين قيادتي صربيا والجبل الأسود "الحياة" انها تواصلت أمس الثلثاء في بلغراد ومنتجع "سفيتي ستيفان" على البحر الادرياتيكي، وتركزت على بحث وثيقة قدمها وفد الجبل الأسود تحدد الصلاحيات المركزية للاتحاد اليوغوسلافي ب"إدارة الشؤون الخارجية الخاصة بالأمن والدفاع والعلاقات الدولية اضافة الى أسس النظام الاقتصادي والمواصلات البرية والجوية والتعاون في مجالات التنمية العلمية والفنية". واقترحت وثيقة الجبل الأسود انه ما عدا ذلك "يعتبر من الشؤون الداخلية الخاصة بكل من الجمهوريتين". وأشار المصدر الى أن وفد الجبل الأسود أبلغ الصرب تصريح رئيس جمهوريته ميلو جوكانوفيتش الذي لوح باعتماد "نظام نقدي خاص اذا جرى تخفيض سعر العملة اليوغوسلافية دينارا بنسبة تزيد عن 15 في المئة". وأوضح ان النظام النقدي للجبل الأسود سيعتبر المارك الألماني عملة ثانية في التداول الى جانب الدينارا اليوغوسلافية "ما يعني انه سيتم التعامل حسب السعر الحقيقي للدينارا بالنسبة الى المارك". واعتبر ان سبب اجراء الجبل الأسود يعود الى ان حكومة بلغراد "طبعت كمية كبيرة من الأوراق النقدية بدون غطاء نتيجة حاجتها الى السيولة المالية وألحقت ضرراً اقتصادياً بالجبل الأسود". ووصف المصدر ل"الحياة" اجواء المفاوضات أمس بأنها كانت تقويماً للوضع الحالي في الاتحاد. ونقل المصدر الى "الحياة" التصريح الذي أدلى به رئيس حكومة الجبل الأسود فيليب فويانوفيتش الذي رأس وفد بلاده ان المفاوضات "استمرار لمساعي إعادة تنظيم العلاقات بين صربيا والجبل الأسود في دولة مشتركة تضمن التكافؤ بين طرفيها، قيادة ومواطنين".