قال ولي العهد الكويتي رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله الصباح أن قضايا الدفاع الوطني والسياسة الخارجية ستتصدر أولويات العمل الحكومي، مؤكداً استمرار الحكومة في بذل جهود لإنهاء محنة الأسرى الكويتيين في العراق، ومشدداً على تنفيذ برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي. ووعد الشيخ سعد أعضاء مجلس الأمة البرلمان في كلمة أمامهم امس في افتتاح دور الانعقاد الثاني للمجلس بأن تقدم الحكومة قريباً برنامج عمل مفصلاً يتضمن توجهاتها لتسوية القضايا والمسائل التي تهم المواطنين. وافتتح أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح دورة البرلمان بكلمة مقتضبة ضمّنها آيات من القرآن الكريم، وأدعية بالتواصي بالحق والصبر. وشكر ولي العهد، الذي عاد قبل أيام من لندن، حيث تلقى العلاج، للنواب والمواطنين اهتمامهم به خلال غيابه، مشيراً الى استمرار الحال الصحية التي أوجبت تلقيه العلاج، وأضاف: "حرصت على العودة مبكراً على رغم نصائح الأطباء لأكون بينكم لعلني أُوفيكم بعض حقكم، وأرد لكم شيئاً من جميلكم. ان خدمة الكويت وأهلها شرف أحمد الله عليه". وتلا الشيخ سعد "الخطاب الأميري" الذي يمثل رؤية الحكومة للفترة المقبلة، وجاء الخطاب أقصر بكثير مما جرت عليه العادة، وفيه أكدت الحكومة أن "مسارها يقوم على مرتكزات ومنطلقات أساسية في مقدمها الاستهداء بشريعتنا السمحاء والتزام قيمنا الفاضلة، وترسيخ مبدأ الشورى وتوسيع المشاركة الشعبية". وأشار الخطاب إلى حرص الحكومة على متابعة الجهود لضمان تنفيذ العراق قرارات مجلس الأمن و"التخلي عن نياته وممارساته العدوانية التي تُشيع أجواء التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة". داخلياً أكدت الحكومة أنها "ماضية في مواجهة آفة المخدرات والسلاح غير المرخّص، ومتابعة تنفيذ خطوات الحل الشامل لمشكلة المقيمين في صورة غير قانونية البدون و "عزمها على مواصلة تنفيذ برنامج شامل للإصلاح المالي والاقتصادي الى جانب معالجة القضية الإسكانية". وحض رئيس البرلمان جاسم الخرافي الحكومة على تسريع عملية الإصلاح الإداري والاقتصادي، وقال: "لم يعد لدينا متسع من الوقت يسمح ببطء الإنجاز، ولا وفرة في الموارد تغطي سوء التخطيط والإدارة، ولم تعد مشاكلنا تتحمل التأجيل وغياب القرارات الحاسمة". وشدد على ضرورة "التعاون البناء" بين الحكومة والبرلمان لتحقيق ذلك "كي لا يفقد المواطن ثقته بمؤسساته الدستورية، وقابليته للعمل والإنجاز والتضحية، ويركن الى الإحباط واليأس". ودعا الخرافي الصحافة الكويتية الى لعب دور في دعم التعاون الحكومي - البرلماني، منتقداً في شكل غير مباشر تجاوزات بعض الصحف، وقال: "على صحافتنا ان توازن بين حدود الحرية ومقتضيات المسؤولية وتكريس الحوار الهادف من دون المس بالثوابت، وتأكيد حرية الرأي والتعبير من دون تجاوز أو تشهير وممارسة النقد لا المبالغة والجلد". انتخابات المجلس وأجرى مجلس الأمة انتخاباته الداخلية ففاز النائب مرزوق الحبيني بمنصب أمين السر، والنائب عدنان عبدالصمد بمنصب المراقب. وتميزت انتخابات اللجان البرلمانية بتقاسم الليبراليين والإسلاميين اللجنتين المالية والتشريعية، وكان واضحاً حصول الليبراليين على دعم الحكومة لدخول اللجنة التعليمية على حساب الإسلاميين الذين كانوا أعلنوا عزمهم على تشديد الرقابة على وزير الإعلام الدكتور سعد بن طفلة ووزير التربية الدكتور يوسف الابراهيم، ومحاسبتهما.