اتسع نطاق الاستياء داخل روسيا وخارجها ازاء الحرب التي تشنها موسكو على الشيشان. وكان ملفتاً أعراب رئيس جمهورية أنغوشيا المجاورة عن غضبه العارم إزاء إقدام موسكو على قطع طريق الهروب أمام اللاجئين الفارين من الشيشان والمحنة التي يتعرض لها عشرات الآلاف من الذين تمكنوا من الهرب. وانضمت ايران وحركة "طالبان" الى المواقف التي سادت العالم العربي والاسلامي أخيراً ازاء الحرب الروسية على الشيشان. موسكو، غروزني، طهران - د ب أ، أ ف ب، رويترز - أعرب رئيس جمهورية أنغوشيا التي تتمتع بحكم ذاتي داخل الاتحاد الروسي، عن غضبه العارم امس الاحد إزاء إقدام موسكو على قطع طريق الهروب أمام اللاجئين الفارين من الشيشان والمحنة التي يتعرض لها عشرات الآلاف من أولئك الذين تمكنوا من الهرب. وقال الرئيس روسلان أوشيف الذي تتاخم جمهوريته حدود الشيشان وتستضيف الجزء الأكبر من اللاجئين، إن آلافاً من الفارين من بلادهم كانوا يمرون عبر الحدود هرباً من القتال الدائر بين القوات الروسية والمتمردين المسلمين. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عنه قوله: "لم يعد أمامهم الآن أي فرصة لمغادرة الشيشان وغالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين". واتهم أوشيف السياسيين الروس بالترحيب المتسم بقسوة القلب بإغلاق الحدود، بغية تفادي الصور التي يعرضها التلفزيون لالاف اللاجئين الذين يبدو عليهم البؤس، حتى لا يضر ذلك بفرصهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وكان الجيش الروسي - الذي أفادت التقارير امس أنه لا يزال يواصل هجماته بالمدفعية والغارات الجوية داخل الشيشان - أعلن وجوب إغلاق الحدود "لأسباب أمنية". وقال أوشيف إن اللاجئين في أنغوشيا الذين يقدر عددهم ب170 ألف لاجئ، في وضع "يبعث على الشفقة"، في ضوء تفشى الأمراض بينهم. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن مسؤولين عسكريين اول من امس، أن عشر مدن على الاقل أصيبت بقذائف الهاون ونيران الصواريخ داخل الشيشان وذلك وسط نداءات في سائر أنحاء العالم من أجل وقف العنف. واعترف الروس أيضاً بالضلوع في المجزرة التي وقعت الخميس الماضي في ساحة السوق في وسط غروزني وكان الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة الذين أثار إزعاجهم عدد الضحايا في غروزني، دعوا مراراً الروس إلى إجراء مفاوضات مع الشيشان. وأعربت ايران عن قلقها من هجمات الروس على غروزني. وطالبت موسكو بالتوصل الى حل سلمي للصراع0 ونقل عن الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا اصفي قوله ان "قصف المناطق المدنية في غروزني وقتل وجرح عدد من المدنيين أمر يثير القلق"، وان "الأزمة في منطقة القوقاز لا يمكن حلها عن طريق العمل العسكري". وحض القادة الروس على اتخاذ "خطوات سليمة وحكيمة" لمحاولة التوصل الى تسوية سلمية للصراع0 وتابع: "نأمل في ان يبدأ الجانبان محادثات سريعاً كي يركزوا على اهداف المفاوضات من دون الاصرار على وضع شروط مسبقة". وشنت صحيفة "شريعة" الناطقة باسم حركة "طالبان" هجوماً على "المجتمع الدولي والأمم المتحدة" اللذين "يلتزمان الصمت إزاء الوحشية الروسية ضد المسلمين الشيشان، في الوقت الذي تحركوا لإنقاذ ودعم التيموريين في أندونيسيا".