استبعد وزير الطاقة والصناعة والكهرباء والماء القطري عبدالله بن حمد العطية أي زيادة في انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك خلال الفترة المقبلة، في ضوء المعلومات الواردة الى المنظمة في شأن مستويات المخزون النفطي. وقال العطية في لقاء اجرته معه "الحياة" في الدوحة عشية افتتاح مشروع رأس لفان للغاز الطبيعي رأس غاز ان معدل سعر برميل النفط المناسب للمنتج والمستهلك هو ما بين 20 و21 دولاراً للبرميل، مؤكداً ان الاهم هو تحقيق التوازن بين العرض والطلب في السوق. واضاف انه على رغم ارتفاع الاسعار خلال السنة الجارية الا ان معدل سعر برميل النفط لا يزال اقل من 16 دولاراً للبرميل. وكشف العطية عن اتصالات جانبية بين الدول الاعضاء في "اوبك" للتوصل الى اتفاق في شأن اختيار أمين عام للمنظمة، مشيراً الى ان موعد جولته لدول المرشحين الثلاثة لمنصب الامين العام السعودية وايران والعراق لم يتحدد بعد. واكد ان أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيشارك في قمة زعماء "اوبك" في كاراكاس. وتوقع العطية ان تصبح قطر اكبر مصدر للغاز في العالم. وقال ان مشروع تزويد الغاز القطري الى لبنان عبر شركة "الف" الفرنسية قيد الدراسة من الجانب اللبناني. وفي ما يأتي نص اللقاء: ما هي توقعاتك لتطور السوق النفطية من الآن وحتى شهر آذار مارس موعد قمة ومؤتمر "أوبك" في فنزويلا؟ - ما زالت الأسعار ترتفع وتنخفض وذلك حسب المضاربات الموجودة في الأسواق. وقد تعودنا على ذلك وينبغي ان نتعايش مع هذا الواقع في السوق. لكننا اذا قارنا تطور السوق حالياً بالنسبة للعام الماضي فهناك تغيير وتحسن في الأسعار، ولكن من السابق لأوانه ان نتحدث عن زيادة في انتاج "أوبك". يجب علينا في آذار المقبل ان ندرس السوق بدقة ونرى مستوى المخزون ونربطه بعوامل السوق، ونتساءل عما اذا كان تراجع مستوى المخزون أدى الى توازن بين العرض والطلب في السوق. لذلك لا أريد ان أستبق الأحداث ولا أتوقع ان تكون أي زيادة في انتاج "أوبك" وذلك حسب المعلومات التي نتلقاها حول مستويات المخزون الموجودة في السوق. هل مشاركة جميع زعماء دول "أوبك" في مؤتمر فنزويلا في آذار المقبل مضمونه؟ وما هي توقعاتك في هذه القمة بالنسبة لمنظمة "أوبك" وقراراتها؟ وهل سيشارك فيها أمير قطر؟ - طبعاً الأمير سيشارك، وقطر رحبت بهذه الدعوة وأرسل سمو الأمير رسالة رد ايجابية للرئيس هوغو شافيز. وكان وزير خارجيتنا الشهر الماضي في كاراكاس وقابل الرئيس الفنزويلي، واكد له مشاركة قطر في قمة فنزويلا لدول "أوبك". ونحن نعتبر ان هذه القمة مفيدة جداً في تعزيز دور منظمة "أوبك" وخصوصاً عندما يأتي الاهتمام من رأس السلطة. وعقد أول مؤتمر قمة ل"أوبك" في الجزائر في السبعينات وتقرر ان تليه قمة أخرى بعد موعد معين، الا ان حروب الخليج لم تمكن ذلك اما الآن وحسب ما قال لي وزير نفط فنزويلا علي رودريغز خلال المؤتمر الأخير ل"أوبك" فإن جميع الدول ستشارك في القمة. ماذا عن الجولة التي كنت ستقوم بها الى كل من السعودية وايران والعراق، لمحاولة حل مشكلة اختيار الأمين العام للمنظمة وإقناع الدول بضرورة الاتفاق على مرشح واحد للمنصب؟ ما زال موعد الجولة لم يتحدد ولكننا نقوم باتصالات جانبية حول الموضوع وان شاء الله تحل هذه المشكلة. فبالنهاية سيكون هناك أمين عام للمنظمة وهذه ليست أول مرة نواجه مثل هذه المشكلة. وأتمنى ان تلعب الحكمة دورها وقد لعبت دورها سابقاً في اختيار سوبروتو الأمين العام السابق للمنظمة ثم في اختيار ريلوانو لقمان الأمين العام الحالي. لذلك اعتقد ان حكمة دول "أوبك" ستتغلب على هذه المصاعب لاختيار أمين عام جديد. افتتح أمير قطر أمس مشروع "رأس غاز" لتصدير نحو 12 مليون طن سنوياً الى كوريا والهند. فما هو هدف قطر وتطلعاتها الى الكميات التي تريد تصديرها مستقبلاً؟ - لدى رأس غاز اتفاقية لتصدير 10 ملايين طن سنوياً من الغاز، وأي توسيع مستقبلي بأكثر من 10 ملايين طن سنوياً ستنظر اليه المؤسسة العامة القطرية للبترول موضوعياً. إن هدفنا الاستراتيجي هو ان ندعم توسيع مشروعي قطر للغاز وهما "قطر غاز" و"رأس غاز". وقطر تفتخر ببناء مشروعيها العملاقين اللذين بنيا بالوقت نفسه وبأسعار مدروسة وتنافسية. وقد وجدنا لهما أسواقاً جيدة. ومشروعي "قطر غاز" و"رأس غاز" سيصلان الى طاقة تصديرية للاثنين مقدارها 12 مليون طن سنوياً. وهناك اتفاقات مع دول اخرى في المستقبل ستجعل قطر من أكبر الدول المصدرة للغاز. ما هي عائدات قطر من الغاز المصدر؟ - ستكون العائدات جيدة بعد سنوات السداد لقروض كلفة المشروع وسنوات السداد قليلة، نحو أربع سنوات أو خمس سنوات في العقود الطويلة الأمد. ماذا عن تصدير "ألف" الفرنسية الغاز القطري الى لبنان من مشروع "رأس غاز"؟ - خلال زيارتي الخاصة الى لبنان، قابلت الرئيس لحود ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ووزير النفط سليمان طرابلسي وناقشنا الموضوع. ونحن نرحب بتزويد لبنان الشقيق بالغاز القطري. و"ألف" اعدت دراسة موسعة حول متطلبات السوق اللبنانية وهي تعمل حالياً مع الحكومة اللبنانية لتطوير هذا المشروع، فنتمنى ان يتبلور هذا الموضوع. وعلمت في الحكومة اللبنانية ان هيئة التمويل الاميركية طلبت دراسة تعدها شركة "كيلوغ" الاميركية حول المشروع وستعرض الدراسة على السلطات اللبنانية فور انتهائها. سبق وقلت انك لاحظت مستوى تلوث بيئي خطير في لبنان، فهل تحدثت عن ذلك مع المسؤولين اللبنانيين؟ - انا لا أريد هنا في اجابتي أن أكون مثل الذي يريد تسويق الطاقة النظيفة. ولكنني من سواح ومحبي لبنان ومنذ خمسة اعوام لم أقض إجازة خارج لبنان. ولكن هناك ظاهرة تحدثت عنها مع جميع المسؤولين وهي ان كل من زار لبنان شكا من ان أوضاع البيئة وصلت الى مراحل يجب التنبه اليها، لأن لبنان دولة سياحية وهي الدولة العربية المؤهلة للسياحة والخدمات، واستعمال المازوت والفيول في محطات الكهرباء مرتفع جداً، ومن المهم جداً بالنسبة للدولة اللبنانية ان تعالج الموضوع من أجل السياحة. هل تتخوف من منافسة مشاريع غاز ايران وعُمان؟ - لا، لأن الكل له حصص في الاسواق المختلفة ونحن لم ننافس أحداً ولكننا نحاول ايجاد اسواق وفتح أسواق جديدة.