قالت مصادر نيابية ل"الحياة" أن الاتصالات التمهيدية الجارية لعقد لقاء قريب بين رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تتناول عدداً من الأمور تتعدى امكان حصول اللقاء، بعدما أبدى جنبلاط استعداداً للانفتاح على العهد وفتح صفحة جديدة معه، رداً على تسهيل لحود انفاذ قانون الأوقاف الدرزية الذي توافق عليه مع النائب الأمير طلال ارسلان، برعاية سورية. وأوضحت المصادر النيابية المتصلة بجنبلاط، أن الانطلاق من تعاطي رئيس الجمهورية مع قانون الأوقاف الدرزية بإيجابية، وتأييده أي توافق ضمن الطائفة، ومن ثم ابداء جنبلاط بدوره انفتاحاً، بتشجيع سوري، أدى بالوسطاء الى طرح فكرة زيارة الأخير قصر بعبدا في القريب العاجل، إلا أن جنبلاط فضل أن تتم بعد صدور مراسيم تعيين أعضاء مجلس الأوقاف الدرزية عن مجلس الوزراء، بحجة شكر رئيس الجمهورية، واغتنام المناسبة للبحث في الوضع السياسي. وأضافت المصادر "يبدو أن الوسطاء رأوا خصوصاً بعد تصريحات جنبلاط الانفتاحية الاثنين الماضي، ان من المناسب الاستفادة من هذه الأجواء من أجل طرح فكرة دعوة جنبلاط الى أداء دور ايجابي يساعد على استكمال خطة عودة المهجرين، خصوصاً أنها تواجه بعض العقبات في بعض القرى والمناطق، فإذا تدخل جنبلاط بثقله فيها سمح ذلك بتجاوزها ومعالجتها، خصوصاً أنه سبق لوزير شؤون المهجرين أنور الخليل ورئيس الصندوق المركزي للمهجرين شادي مسعد أن ناشدا جنبلاط المساهمة في تسهيل تنفيذ خطط العودة، لأنها قضية يفترض ابعادها عن الخلافات السياسية". وذكرت المصادر النيابية نفسها أن الاتصالات في هذا الصدد ما زالت في بدايتها، وأنها تتناول عدداً آخر من الشؤون في العلاقة بين جنبلاط والعهد. وأكدت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية أنه يحاور الجميع استناداً الى أن للعهد خطة عمل هدفها بناء دولة المؤسسات والقانون وأن تقاربه مع أي فريق يتحدد في ضوء انسجام هذا الفريق مع هذه الخطة وتوجهاتها. وكررت انفتاح العهد على الحوار، ولكن من دون مساومات على المبادىء الأساسية وفي طليعتها الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد، والتوصل الى قانون انتخاب عادل يؤمن المساواة بين الجميع في الدوائر الانتخابية. وفي المقابل فإن مصادر جنبلاط أشارت الى أن استعداده للحوار ومناقشة امكان فتح صفحة جديدة ينطلق من رغبته في ابداء ملاحظاته على سياسة الحكومة والعهد، على قاعدة وجوب توفير مناخ سياسي يساعد على انجاح العهد، ما دام هناك توافق معه على عدد من الأمور خصوصاً تلك المتعلقة بالجنوب ومفاوضات السلام والعلاقة مع سورية.