تتواصل اكتشافات الآثار في السعودية، ويعلن عنها خلال المناسبات الثقافية التي تتعاقب هذه الأيام في المملكة، معلنة بدء الحوار حول الآثار "الجديدة" واستثمارها سياحياً. وفي ندوة اختتمت بها الفعاليات الثقافية لمعرض الخط العربي الذي نظمته الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، كشف الباحث نايف الشرعان أمين متحف العملات في مؤسسة النقد العربي السعودي في دراسة بعنوان "ملامح من تطور الخط العربي على نقود الحجاز ونجد وتهامة خلال العصرين الأموي والعباسي"، عدداً من القطع النقدية المسكوكة في الجزيرة العربية، يعود تاريخها إلى العهدين الأموي 86-105ه والعباسي 165-381ه. وتكمن أهمية هذه القطع التي تعتبر أقدم قطع نقدية إسلامية مكتشفة حتى الآن، في أنها تثبت وجود حرفة سك النقود في مدن مهمة في الجزيرة العربية، مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورةوبيشة وعثر قرب بيشةجنوب السعودية، خلافاً للرأي الذي كان يجعل حرفة سك النقود حكراً على بغداد ودمشق ومصر، وإلى حد ما اليمن وعمان. كما تكمن أهمية تلك القطع في إضاءتها لتاريخ بداية بعض الخطوط العربية ومراحل تطورها كالخط الكوفي والنسخ. وقال الشرعان ان التحليل المخبري للنماذج النقدية الذي أجراه في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أثبت أن سبيكتها تختلف عن سبيكة كل النماذج التي سكت في مدينة السلام الاسم القديم لبغداد، كما تختلف في تقنية السك التي تتميز بها نقود الجزيرة العربية، وفي نوعية الخط الذي نفذت به العبارات المكتوبة الخاصة بنقود أقاليم الجزيرة العربية دون سواها، فضلا عن أن بعض تلك النقود ينتمي إلى دول هي في الأصل مستقلة عن الخلافة العباسية، فكيف تسك في عاصمة الخلافة وترسل إلى إقليم تحكمه سلطة لا تعترف بالخليفة؟ والنقود التي سكت في الجزيرة العربية تحتوي جميعها عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله". وجاء الكشف في وقت تشهد الصحف السعودية موجة عارمة من الإعلانات عن بيع عملات نقدية نادرة سكت في بداية تأسيس المملكة أو أيام العثمانيين، ويقال أن كثيرين أثروا من هذه التجارة الجديدة ، إذ يباع القرش ونصف القرش بمليون ريال.