اقتنت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض مؤخرا مجموعة متميزة من العملات الإسلامية النادرة التي جرى سكها في أقاليم الجزيرة العربية في العصور الإسلامية وفي أقاليم الدولة الإسلامية الأخرى. وتعد القطع على إختلاف أنواعها من النقود الإسلامية التي تتسم بالندرة العالمية بل إن بعض هذه القطع لا يوجد لها مثيل إلى الآن ومن بين هذه القطع /درهم عباسي جرى سكه في مدينة البصرة سنة 140ه في عهد الخليفة أبي جعفر المنصور/ ويتميز هذا الدرهم عن سواه من دراهم الخليفة المنصور بصفة عامة والدراهم العباسية المضروبة في مدينة البصرة بوجود كلمة (عبد) أسفل كتابات مركز الوجه وهي كلمة لم يسبق أن ظهرت على دراهم هذا الخليفة من قبل ، ويعد هذا الدرهم إضافة مهمة لمجموعة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والتي تشتمل على ما يزيد على سبعة آلاف قطعة من المسكوكات الإسلامية التي تعود لمعظم الآسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي بحيث تغطي تواريخ سكها فترة زمنية تمتد من ما قبل الاسلام وحتى القرن الرابع عشر الهجري. كما تشمل المكتبة العديد من القطع النادرة الأخرى التي تنفرد بها هذه المجموعة عن سواها من مجاميع المسكوكات على مستوى المملكة العربية السعودية حيث تشمل على /الدينار الذهبي الأموي الذي يعود لمرحلة التعريب والذي جرى سكه سنة 72ه/ كما تشتمل على /الدرهم العربي الساساني المضروب في دمشق سنة 75ه/ والذي يعد نادرا للغاية إضافة الى النقود الإسلامية الاخرى التي تعود الى عهود الأسر الحاكمة سواء ما سك منها في مدن سك مهمة في الجزيرة العربية مثل مكةالمكرمة ، والمدينة ، اليمامة ، وبيش ، وعتَّر ، وصنعاء ، وعمان وغيرها من مدن السك النادرة في الجزيرة العربية ، إضافة الى العديد من النقود المهمة التي تعود الى دول حكمت العالم الإسلامي مثل الدولة الطولونية ، والحمدانية ، والإخشيدية ، والأموية الاندلسية ، والفاطمية ، والأيوبية ، والمملوكية ، إضافة الى دول مشرق العالم الإسلامي كالدولة الصفارية والسامانية والبويهية والغزنوية والسلجوقية والمغولية والصفوية وغيرها. وتتميز المجموعة من العملات الإسلامية المحفوظة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بأنه جرى تصنيفها وفهرستها بالطرق العلمية المتبعة في تصنيف المجموعات العالمية وهي متاحة للباحثين والدارسين كما قدمت المكتبة عدد من مجموعات الأسر التي تنتمي لمجموعتها للعديد من الباحثين لدراستها ضمن أطروحاتهم العلمية لدرجتي الماجستير والدكتوراه سواء داخل المملكة أو خارجها. والمكتبة إذ تقوم بهذا العمل الرائد للباحثين فهي بذلك تؤدي رسالتها في خدمة البحث العلمي في المملكة بتوفير وعاء للمعلومات يتمثل في المسكوكات الإسلامية والتي تعتبر مصدرا مهما من مصادر التاريخ لكونها وثيقة رسمية لا يمكن الطعن فيها وبما تحمله من معلومات قد لا تتوفر في غيرها من الوثائق الأخرى . // انتهى // 1056 ت م