بدا أمس ان ليبيا خطت خطوة جديدة مهمة في إطار تسوية ملف لوكربي. إذ أكّدت الشرطة الإسكتلندية ان محققين منها موجودون حالياً في ليبيا للتحقيق في تفجير طائرة ال"بان أميركان" فوق لوكربي عام 1988. وقال ناطق باسم شرطة دمفري وغالاواي جنوب اسكتلندا ان عدداً من محققي الشرطة يُتابعون بالفعل ملف لوكربي في ليبيا "في إطار التحقيقات المستمرة" في هذا الشأن. وأدى تفجير الطائرة الأميركية الى مقتل 271 شخصاً من ركابها ومواطني قرية لوكربي الاسكتلندية. ويُعتبر تعاون ليبيا مع المحققين استجابة لأحد الشروط الأميركية لرفع عقوبات مجلس الأمن التي فُرضت على طرابلس منذ 1992. وكانت هذه العقوبات عُلّقت بعدما سلّمت ليبيا في نيسان ابريل الماضي مواطنيها، عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة، المتهمين بالضلوع في تفجير الطائرة الأميركية، الى القضاء الإسكتلندي في هولندا. لكن أميركا اعترضت أمام مجلس الأمن على رفع العقوبات بالكامل، بحجة ان قرارات مجلس الأمن تفرض على ليبيا التعاون مع التحقيق في قضية لوكربي. وقال رونالد نيومان، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، ل "الحياة" الشهر الماضي، ان المحققين هم من يُقرر اذا كانت ليبيا تعاونت معهم بالفعل. ويفتح إعلان المحققين ما إذا كانت ليبيا تجاوبت معهم أم لا في التحقيق، الباب أمام رفع كامل للعقوبات، ربما قبل بدء محاكمة المقرحي وفحيمة في شباط فبراير المقبل في كامب زيست في هولندا. وكانت ليبيا تعاونت في السابق مع المحققين الفرنسيين الذين كانوا يتابعون ملف تفجير طائرة "يوتا" فوق صحراء النيجر سنة 1989. إذ سمحت لقاضي مكافحة الإرهاب جان لوي برغيير بزيارتها والاستماع الى كبار قادة أجهزتها الأمنية. وأبلغ بروغيير الحكومة الفرنسية ان الليبيين تعاونوا معه في تحقيقاته. وطوت فرنسا ملف "يوتا" في آذار مارس هذه السنة عندما أصدرت أحكاماً غيابية بالسجن على ستة من مسؤولي أجهزة الأمن الليبية بعدما دانتهم بتفجير الطائرة ومقتل ركابها 170 شخصاً. ودفعت ليبيا لاحقاً قرابة 33 مليون دولار تعويضات لضحايا التفجير. وفي تموز يوليو الماضي، طوت ليبيا مشكلة أخرى مع بريطانيا تتعلق بمقتل الشرطية ايفون فلتشر سنة 1984 أمام السفارة الليبية في لندن. وبموجب الإتفاق، أقرت ليبيا بمسؤوليتها عن القتل "غير العمد" لفلتشر برصاص أُطلق من داخل السفارة على تظاهرة للمعارضة، وعرضت دفع تعويضات. وتعهدت ليبيا وبريطانيا، في الإتفاق على تسوية قضية فلتشر، على ان تتعاون الشرطة في كل من البلدين في "القضايا الأمنية". وحصل الليبيون، في هذا الإطار، على وعد من البريطانيين بالتحقيق في مزاعم طرابلس بوجود "عناصر ليبية متطرفة" تقيم في بريطانيا. وزير خارجية بلجيكا وفي طرابلس أ ف ب ذكرت "وكالة الجماهيرية للأنباء" الليبية الرسمية ان نائب رئيس الوزراء وزير خارجية بلجيكا لويس ميشال وصل مساء أول من أمس الى ليبيا في زيارة تتمحور على تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية. وذكرت الوكالة ان الوزير البلجيكي عبّر عن "حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع ليبيا التي تربطها علاقات جيدة مع كافة الدول الافريقية في المجالات كافة".