تونس، لندن - أ ف ب، رويترز - أكدت ليبيا أمس ان تقدماً أحرز في شأن حل قضية لوكربي، بعد محادثات اجراها العقيد معمر القذافي مع موفدين من السعودية وجنوب افريقيا. وفيما قالت طرابلس ان المشاورات ستستمر من أجل التغلب على العقبات المتبقية بعدما تأكد ان كل الأطراف لديها حسن النية، أعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي يزور هولندا حالياً انه سيطلب مباشرة من السلطات الليبية تسليم المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة بتفجير طائرة "بانام" الاميركية فوق بلدة لوكربي قبل عشرة أعوام. وذكرت "وكالة الجماهيرية للانباء" الليبية التي يلتقط بثها في تونس "ان الأمير بندر بن سلطان السفير السعودي في واشنطن، وجيكس غيرويل موفد الرئيس نيلسون مانديلا اجريا مع القذافي ليل أول من أمس محادثات مهمة ومناقشات موسعة تناولت تطورات ما يسمى بقضية لوكربي". ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية الليبية قولها: "تم التوصل خلال هذه المناقشات الى خطوات عملية مهمة على طريق حل هذه القضية وتأكد ان كل الأطراف لديها حسن النية تجاه بعضها لايجاد حل لهذه القضية وسط تعاون بين هذه الاطراف". وأضافت: "المشاورات في هذا الشأن ما زالت مستمرة والجهود متواصلة للتغلب على ما تبقى من عقبات". وسلم المبعوثان القذافي رسالتين من الملك فهد بن عبدالعزيز ومانديلا رئيس جنوب افريقيا لمحاولة اقناعه بتسليم الليبيين المشتبه في تورطهما في تفجير الطائرة الاميركية فوق لوكربي في اسكتلندا في 1988، مما اسفر عن مقتل 270 شخصاً. ووافقت ليبيا العام الماضي على محاكمة الاثنين في دولة محايدة، لكنها طالبت بضمانات اضافية قبل تسليمهما. والمبعوثان السعودي والجنوب افريقي يقومان بمهمة لتوضيح نقاط معينة وتسهيل محاكمة الاثنين في هولندا امام محكمة اسكتلندية ووفق القانون الاسكتلندي كما طلبت الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وفي لاهاي، وجه وزير الخارجية البريطاني نداء جديداً الى ليبيا لتسلم المشتبه فيهما في تفجير لوكربي خلال زيارته امس لمخيم زيست قرب اوتريخت وسط هولندا حيث من المفترض ان تجرى محاكمتهما. واوضح كوك للصحافيين "أريد ان استغل هذه المناسبة لأوجه نداء علنياً الى الحكومة الليبية لتسلم المشتبه فيهما حتى تبدأ الاجراءات". واضاف "نريد ان يقام العدل ... ستكون المحاكمة عادلة وفقا للتشريعات الاسكتلندية. اذا كان المشتبه فيهما بريئين يفترض ألا يخافا من المثول امام هذه المحكمة". وشكر كوك السلطات الهولندية للمساعدة التي وفرتها في اطار هذه القضية عبر قبولها بالتخلي موقتا عن سيادتها عن جزء من اراضيها. واكد: "ما ان يحط المشتبه فيهما في هولندا سنعلق العقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة على ليبيا الامر الذي يشكل خطوة اولى نحو رفعها نهائيا". وفي ما يختص رفض ليبيا ان يمضي الرجلان عقوبتهما المحتملتين في اسكتلندا شدد كوك على ان المعايير المطبقة في السجون الاسكتلندية "جيدة كما في اي دولة اخرى في العالم" وان السلطات البريطانية ستوفر "لليبيا والهيئات الدولية كل امكانية لمراقبة ظروف اعتقالهما". وكان كوك ابلغ هيئة الاذاعة البرىطانية: "استجبنا لطلبهم الليبيين بضرورة اجراء المحاكمة في دولة ثالثة والآن بعد ان تقدمنا بهذا العرض الأمر يرجع لهم لقبول العرض الذي طلبوه، وأؤكد لهم انه ليس هناك جدول أعمال خفي وليس هناك أي دافع سياسي وراء هذا العرض... انه عرض حقيقي ويعطينا الفرصة لتحقيق العدالة". واعتبر انه ليس هناك ما يثير مخاوف الليبيين من اقامة محاكمة إذا لم تكن لهما صلة بالتفجير... هذا هو ما نريد تحقيقه واذا كان المشتبه فيهما بريئين فليس هناك ما يدفعهما للخوف... يجب ان تقوم السلطات الليبية الآن بتسليمهما".