سعى مسؤولون يمنيون، غداة إعدام زعيم جماعة "جيش عدن أبين الإسلامي" زين العابدين أبو بكر المحضار أبو الحسن، يوم الأحد، الى تأكيد ان هذه الجماعة المتشددة إنتهت بعدما أُعدم زعيمها وسُجِنَ بقية رفاقه. لكن ما مدى صحة هذا التأكيد، وهل انتهت الجماعة فعلاً؟ لا شك ان السلطات اليمنية كانت تعرف ان جماعة "جيش عدن" لم تُمثّل، منذ بدء نشاطها في نهاية 1997، أي خطر بارز عليها. ولا بد أنها تعرف كذلك اليوم ان ما بقي منها لا يمكن ان يشكّل خطراً أكبر من خطرها السابق. والثابت ان اليمن الذي نفى مراراً في السابق "وجود" جماعة "جيش عدن"، أخذ قراراً بعدم التهاون إزاء هذه الجماعة بعدما اكتشف العام الماضي انها تسعى الى استضافة ناشطين إسلاميين، بعضهم جاء من أوروبا، في معسكرات تدريب أُقيمت في جبال أبين. وتقول السلطات اليمينة انها اعتقلت شباناً مسلمين بريطانيين، تدرّبوا في قواعد تابعة للمحضار، كانوا يُخططون لتفجيرات في عدن نهاية العام الماضي. وأوقفت السلطات اليمنية المحضار ورفاقه بعدما خطفوا 16 سائحاً غربياً، في كانون الأول ديسمبر الماضي، لمبادلتهم بمحسوبين على هذه الجماعة أوقفتهم قوات الأمن. وبعد اعتقال المحضار، أبلغ زعيم جماعة "أنصار الشريعة" مصطفى كامل أبو حمزة المصري، وهو يحمل الجنسية البريطانية وكان على إتصال سابقاً بزعيم "جيش عدن" إبنه وابن زوجته معتقلان في قضية "تفجيرات عدن"، وسائل الإعلام ان "جيش عدن" لا يزال مستمراً بعدما تولّى شخص يُدعى "أبو المحسن" قيادته. ودأب "أبو المحسن" على إصدار بيانات تهديد وتبني تفجيرات، كان "أبو حمزة" يوزّعها على وسائل الإعلام. لكن مصادر مطلعة على ملف "جيش عدن" شككت في مدى صحة بيانات "أبو المحسن". ولفتت في هذا الإطار الى تبنّيه أخيراً تحطم طائرة عسكرية يمنية يؤكد اليمينون انها لم تُفجّر، بل تحطمت إثر خلل فني، وانفجارين في صنعاء يؤكد اليمنيون أيضاً ان منفّذيهما ليسوا على علاقة ب "جيش عدن". وآخر بيانات "أبو المحسن" تلقته "الحياة" أمس من "أبو حمزة المصري" الذي قال انه تلقاه قبل قليل من إعلان السلطات تنفيذ حكم الإعدام بالمحضار بضرب العنق، وليس رمياً بالرصاص مثلما تردد سابقاً. وكرر "أبو المحسن" في هذا البيان تهديده بضرب مصالح غربية في اليمن. إذ قال: "ويهذا الإنذار نُكرر ان على رعايا الدول الغربية ان يحملوا حقائبهم ويغادروا اليمن. وإلا فإننا غير مسؤولين عن مأسوف سيحصل لهم بعد هذا الإنذار". وقال "أبو حمزة" انه لا يتحمّل مسؤولية ما ورد في البيان، وان دوره ينحصر في توزيعه. ومعلوم ان "أبو حمزة" ينتظر قراراً من الشرطة البريطانية في شأن إمكان محاكمته. وأجّلت الشرطة مثوله أمامها حتى آخر تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وإضافة الى "أبو المحسن"، ثمة جهة ثانية تتحدث باسم "جيش عدن". وهي تتصل بوسائل الإعلام إما مباشرة أو عبر ناشطين إسلاميين آخرين. ويتحدث باسمها شخص يُعرف باسم "أبو بسام". وبحسب معلومات موثوق بها، فإن إتصالاً حصل بالفعل بين "أبو المحسن" و"أبو بسام" طلب فيه الأخير من الأول وقف التحدث باسم "جيش عدن". لكن لا يبدو ان "أبو المحسن" نزل عند رغبة "أبو بسام"، وكلاهما - بحسب معلومات المصادر نفسها - يعرف الآخر.